تلقى برشلونة الإسباني خسارة ثقيلة على أرضه بنتيجة 1-4 أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
وبات الفريق الكتالوني بحاجة إلى معجزة من أجل التأهل لربع نهائي النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا، حيث بات
السيناريو الأكبر هو خروجه المبكر من تلك المرحلة، ليدون وداعا سادسا على التوالي من الأدوار الإقصائية للبطولة التي حقق لقبها الأخير عام 2015.
وتستعرض "العين الرياضية" في السطور التالية تحليلا فنيا لمباراة برشلونة ضد باريس سان جيرمان، التي انتهت بخسارة عريضة للفريق الكتالوني.
غلطة العمر
قام الهولندي رونالد كومان، مدرب برشلونة، بمغامرة غير محسوبة، بالاعتماد على المدافع جيرارد بيكيه في التشكيل
الأساسي، في أول مباراة يخوضها بعد أن عاد للتو من غياب طويل (شهران ونصف الشهر تقريبا)، بسبب إصابة في الركبة.
كومان، لسبب غير واضح، فضل الاختيار الأصعب من بين كل الخيارات المتاحة، وهو ما تسبب في فضح فريقه، حيث انعكس
ذلك الخيار على حالة الفريق ككل، والذي انكشفت خطوطه بوضوح خاصة الوسط، بجانب الدفاع بالطبع.
في الشوط الأول كان جليا أن كومان شدد على ضرورة تقديم المساندة الدفاعية، خاصة من قبل ثنائي الوسط سيرجيو
بوسكيتس وفرينكي دي يونج، ولهذا السبب ترك البارسا مساحات كبيرة للضيوف، الذين أجادوا استغلالها.
وتجدر الإشارة إلى أن اعتماد دفاع برشلونة على الأكثرية العددية داخل منطقة الجزاء لم تكن له أي أهمية على الإطلاق،
حيث بدا مثلا في الهدف الأول كيف تمكن ماركو فيراتي وكيليان مبابي من المرور بالكرة والتحكم الجيد بها في أضيق المساحات الممكنة، وسط سلبية واضحة من الدفاع الكتالوني.
باريس سان جيرمان
قرار غريب آخر اتخذه كومان، حيث دفع باللاعب سيرجينيو ديست في مركز الظهير الأيمن ليصبح في مواجهة الجبهة
الباريسية الأنشط (مبابي وفيراتي)، رغم أنه كان بعيدا عن التشكيلة الأساسية في الفترة الأخيرة بسبب الإصابة.
من الناحية الهجومية، اعتمد كومان على الثلاثي ليونيل ميسي وأنطوان جريزمان وعثمان ديمبلي في المقدمة، لكن انخفاض
مستوى الأخيرين ولعبهما ببطء تسبب في فقدان البارسا الأفضلية التي كان يكتسبها في عدة مواقف من الضغط على دفاع باريس.
نعمة فيراتي
مباراة برشلونة كشفت أن وجود لاعب مثل ماركو فيراتي في فريقك بمثابة نعمة، حيث إن نجم الوسط الإيطالي تمكن
بالتعاون مع زميله ليوناردو باريديس من ضبط إيقاع اللعب لصالح باريس.
كذلك شغل فيراتي في عدة أحيان مركز صانع اللعب، ليعوض غياب الثنائي نيمار وأنخيل دي ماريا.
ولم يضغط باريس كثيرا أو يسيطر على الكرة لفترات طويلة خاصة في الشوط الأول، وكان يفعل بهجمة منظمة واحدة ما لم
يكن برشلونة قادرا على فعله في عشرات الهجمات، والفضل يرجع للعب فريق المدرب ماوريسيو بوكيتينو بشكل منظم، والاستفادة من انعزال خطوط البارسا عن بعضها البعض.
ويحسب للكتيبة الباريسية أيضا استفادتها من الدرس القاسي بالخسارة غير المتوقعة في هذا الملعب 1-6 عام 2017، حيث
حافظ اللاعبون على تركيزهم حتى صافرة النهاية، مع عدم إفساح المجال لأي هفوة قد يستغلها برشلونة الذي - رغم كل مشاكله - لم يفقد الأمل حتى الثواني الأخيرة.
ويبدو أن تلك الهزيمة على باريس سان جيرمان قامت بتعرية كومان، وإظهار أخطائه الكارثية، والتي قد تتسبب في إطلاق رصاصة الرحمة على موسم
برشلونة، الذي فقد الأمل لحد كبير في الفوز بالدوري الإسباني، واقترب من وداع الكأس بخسارته في ذهاب نصف النهائي 0-
2 أمام إشبيلية، كما خسر السوبر الإسباني الشهر الماضي، ليبقى على أعتاب موسم صفري جديد في حقبة كارثية جديدة للكتالان.
نقلا عن العين الاخبارية
تابعنا على تويتر على الفيسبوك تابعنا على الواتسابتابعنا على التليجرام