الهدية السعودية
كِلا الرأيين له مبرراته.. فلقد كان الارتفاع بنسبة 20% هذا العام في أسعار النفط الخام حادّاً بما يكفي لكبار المستهلكين مثل
الهند للشكوى من عملية التخفيض في الإنتاج، وكذلك بالنسبة لبنوك "وول ستريت" وشركات تجارة الخام التي لا يمكنها
ترقب مزيد من المكاسب.
كما تشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن المخزونات العالمية آخذة في الانخفاض بسرعة كبيرة، ومن المنتظر أن تتقلص بشكل حاد
في وقت لاحق من هذا العام، بينما الطلب على المنتجات البترولية التي تلبي احتياجات المجتمعات المستهلكة والعاملة من
المنزل في مرحلة ازدهار.
وبعد أن أوقفت العواصف الثلجية في تكساس ما يصل إلى 40% من إنتاج النفط الخام الأمريكي الأسبوع الماضي، فإن تذمر
مصافي التكرير من نقص الخام زاد في العديد من المناطق. وهناك أيضاً خطر على "أوبك+"، فبمجرد نهاية الاضطراب في قطاع
النفط الصخري الناتج عن الطقس، سيؤدي ارتفاع الأسعار إلى تدفق جديد من الإمدادات.
لكن في الوقت نفسه، لا تزال المخزونات أعلى بكثير من المستويات المتوسطة. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أنها ربما تتراكم
مرة أخرى في الربع المقبل. ولن يستمر اضطراب الإمدادات الأمريكية لفترة كافية للتسبب في نقصها، وفقاً لمندوبي "أوبك+"،
الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأن المعلومات غير معلنة.
ويجدر التنويه بأنه حتى بعد الارتفاع في أسعار النفط، فإنها لا تزال أقل من المستويات التي يحتاجها معظم أعضاء أوبك
لتغطية الإنفاق الحكومي، مما يمنح الرياض قوة إضافية تدعم موقفها.
كما يرى بيورنار تونهوجين، المحلل في شركة الاستشارات "ريستاد إنيرجي" أن "الخطر الحقيقي يتمثل في المليون برميل يومياً
التي تبرعت السعودية بتخفيضها طواعيةً، فإذا تمّ استرجاع هذه الهدية من قِبل المملكة، لا يمكن للأسعار إلاّ أن تنخفض".
الشرق الاقتصادي
تابعنا على تويتر على الفيسبوك تابعنا على الواتسابتابعنا على التليجرام