6 أسئلة تكشف حقيقة العملات الرقمية للبنوك المركزية/
تسرع
البنوك المركزية خطواتها في مجال العملات الرقمية وتجربتها، ولا نعرف إذا كانت تسعي للتطوير أم خوفاً من انتشار العملات المشفرة.
وفي محاولة لتقليص مخاطر النقود التقليدية ولجعل أنظمة الدفع أكثر سلاسة، تسعى أكبر البنوك المركزية في العالم لإصدار النقد الرقمي.
وقال تشاو تشانج بينج، الرئيس التنفيذي لشركة “باينانس”، الذي يدير أكبر بورصة بيتكوين في العالم إن الأصول الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية ستكون مختلفة عن العملات المعدنية العامة من نواحٍ وجهات كثيرة.
وبحسب مقابلة نشرتها بلومبرج مع تشاو، المعروف أيضاً باسم “سي زد”، فإن البنوك لن تقدم نفس حرية الاستخدام، ولن يكون لديها سقف لصناعة هذه العملات، مضيفاً أن “البنوك المركزية سيكون لها قدر كبير من السيطرة على معظم العملات الرقمية الخاصة بها”.
قد تؤدي الاختلافات بين نوعي العملة إلى جعل إصدار البنك المركزي غير جذاب للأشخاص المهتمين
بالعملات المشفرة. ويرى تشاو “أنها خصائص أساسية تهم المستخدمين، في نهاية المطاف”.
ورجّح تشاو أن تتعايش العملات المشفرة بما في ذلك “بتكوين” و”إيثر”، لفترة من الزمن مع العملات
الرقمية الأكثر تقييداً مثل تلك التي يصدرها البنك المركزي الصيني.
لكن يتبادر إلى الذهن سؤال “حيوي” وهو ما الفارق بين النقود التقليدية والعملات الرقمية التي تسعى
البنوك المركزية لإصدارها؟.. وهل هي تعطي حامليها مطالبة مباشرة من البنك المركزي وتسمح
للشركات والأفراد بإجراء مدفوعات وتحويلات إلكترونية؟، وغيرها من الأسئلة التي ستجد جزء من الأجابة عليها في السطور التالية:
هل بدء استخدام العملات الرقمية؟
تعتبر بطاقة الخصم أو الائتمان أو تطبيقات الدفع أو مدفوعات المتاجر الإلكترونية شكلاً من أشكال النقود الرقمية.
ولكن يتم إنشاء هذه الأشكال من التعاملات الرقمية من قبل البنوك التجارية، بناءً على أموال البنك المركزي المقيدة إلكترونياً في حساباتها.
والفرق بينها وبين العملات الرقمية هو أن هذا الشكل من النقد الرقمي ليس “خالياً من المخاطر” مثل عملات البنوك المركزية الرقمية.
ففي البنوك التجارية، قد تخسر مدخراتك إذا فشل البنك لأن الحكومات عادة ما تؤمن فقط مبلغاً معيناً.
ما الدول الرائدة؟
تسعى الصين للصدراة في هذا القطاع وأن يصبح مصرفها المركزي هو أول بنك رئيسي يصدر عملة رقمية.
وأيضا يستكشف البنك المركزي الأوروبي إطلاق اليورو الرقمي في غضون السنوات الخمس المقبلة.
وكثف بنك إنجلترا أبحاثه فيما أطلق عليه اسم “بريتكوين” دون تقديم أي تعهدات مؤكدة.
كما ذكر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إنه لن يتسرع في إصدار أي دولار رقمي. وقال رئيسه،
جيروم باول، إن هذا العام سيكون مهما في تحريك الكرة.
أيضا البنوك المركزية الأصغر تتسابق في نفس الاتجاه. حيث أصبحت جزر البهاما العام الماضي أول دولة
تقدم عملة رقمية للبنك المركزي على مستوى البلاد، وأصبحت منطقة شرق الكاريبي في أبريل أول
بنك مركزي لاتحاد العملات يصدر النقد الرقمي.
ما هي دوافع البنوك المركزية؟
السبب الأول هو خوف البنوك المركزية من فقدان السيطرة على إصدار الأموال وأنظمة الدفع للعملات
المشفرة، مثل بيتكوين أو حتى العملة الرقمية المدعومة من فيسبوك “ديم”.
مع الوضع في الحسبان أن انتشار أشكال الدفع التي لا تشرف عليها أي هيئة مركزية أو عامة قد يؤدي
إلى إضعاف قبضة البنوك المركزية على المعروض من النقود، وبالتالي الاستقرار الاقتصادي. حيث أصبح التهديد أعمق مع تبني العملات المشفرة بشكل متزايد.
والسبب الثاني هو أن المستهلكون يستخدمون نقوداً مادية أقل، ومع إصدار العملة الرقمية للبنك المركزي ستضمن البنوك المركزية وصول الجمهور إلى أموالها.
بخلاف تقديم أداة جديدة لنقل السياسة النقدية والحفاظ على استقرار الاقتصادات.
كيف ستبدو العملات الرقمية؟
تشير التوقعات إلى أن العملة الرقمية للبنك المركزي CBDC قد تتخذ شكل رمز مميز محفوظ على هاتف محمول أو بطاقة مدفوعة مسبقاً. كما يمكن أن توجد أيضاً في حساب يديره البنك المركزي أو البنك الوسيط مباشرةً.
بالإضافة إلى أنها لا تستوجب استخدام تقنية سلاسل الكتل blockchain، في العملات المركزي كما هو الحال في العملات المشفرة غير المركزية.
وهذا ما أكدته تصريحات بنك الصين الشعبي، قائلا إن اليوان الرقمي الخاص به لن يعتمد على تقنية سلاسل الكتل بينما تعتمد الكرونا الإلكترونية السويدية، التي يتم اختبارها حالياً، على blockchain.
هل تتفوق العملات الرقمية على المشفرة؟
من غير المرجح أن تتفوق العملات الرقمية على العملات المشفرة بسبب محدودية العرض التدريجي، بحسب تصريحات أناتولي كراشيلوف، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Nickel Digital Asset Management، لمنتدى رويترز جلوبال ماركتس.
وقال “لا توجد عملة بنك مركزي، مهما كانت رقمية، يمكن أن توفر ندرة في هذه المرحلة، حيث يمكن تضخيم المعروض من قبل كيان إصدار البنك المركزي المعني”.
ما حجم المخاطر؟
3 مخاطر رئيسية يمكن توقعها مع بدء استخدام العملات الرقمية للبنوك المركزية، أولا: ما يحدث خلال الأزمات الاقتصادية، حيث يسرع الناس بسحب أموالهم من البنوك، وتخطط لمواجهة ذلك من خلال وضع حد أقصى للمسحوبات.
الخطر الثاني يتمثل في الهجرة الجماعية إلى عملة رقمية للبنوك المركزية والتي يمكن أن تحرم البنوك التجارية من مصدر تمويل رخيص وثابت. حيث تخشى البنوك التجارية في السويد من أن يصبح توافر الرهون العقارية أو قروض الشركات معتمداً على رغبة البنك المركزي في المخاطرة.
وأخيرا، يمكن للاقتصادات الناشئة التي تعتمد على العملات الأجنبية مثل الدولار، كما يمكن للعملات الرقمية للبنوك المركزية سهلة الاستخدام أن تسرع من تراجع العملات السيادية المحلية، مما يؤدي إلى تآكل تأثير السياسة النقدية وربما زعزعة استقرار الاقتصادات المحلية.
تابعنا على فيس بوك