لم تمنع حالة التصعيد أصحاب المحال التجارية من افتتاح محالهم واستقبال الزبائن مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك على وقع دوي الانفجارات.
ولجأت العديد من المحال إلى فتح مكبرات صوت أغان وطنية وثورية، أو لإذاعات محلية تنقل بثا تفاعليا للتطورات الميدانية.
ومع سماع دوي الانفجارات، تنطلق هتافات التكبير حينا، وترديد "حسبنا الله ونعم الوكيل" حينا آخر.
"سعيد لافي" غزاوي يقف يهتف بالتكبير مع كل ضربة صواريخ فلسطينية ويمزج بين المناداة على بضاعة المحل الذي يعمل
فيه والأخبار المتلاحقة.
يقول لافي"عيوننا نحو الأقصى والشيخ جراح وقلوبنا مع المقدسيين حتى ونحن ننغمس في البيع".
حركة الاسواق
ويضيف "هناك حركة في الأسواق حتى مع تعالي صوت القصف، لكننا لاحظنا تراجعا للمبيعات ونرى الخوف والفخر في عيون المشترين".
وشنت الطائرات الإسرائيلية عشرات الغارات على أرجاء قطاع غزة، ما أدى لمقتل 21 فلسطينيا وإصابة ما لا يقل عن 70 آخرين أغلبهم شمال قطاع غزة.
وفي أحد شوارع غزة تحاول "رجاء" أن تنتهي من شراء ملابس واحتياجات أطفالها وتتنقل بين المحلات في شارع عمر المختار
وتقول الله أعلم "هل يتمكن الأطفال من الاحتفال بالعيد أم لا؟".
وتضيف: "الأجواء مرعبة وغير مشجعة، لكننا مضطرون لإدخال البهجة والسرور على الأطفال".
تتمنى رجاء أن "يتدخل العالم لكبح الممارسات الإسرائيلية ضد بيوت المقدسيين والأقصى".
صاحب محل ملابس بدا مستاء من تصاعد الأمور قائلاً: "لم تكد تمض أيام على رفع الإغلاق المرتبط بكورونا وجاء هذا التصعيد
ليؤثر على الموسم الذي ننتظره من العام إلى العام".
العيد والتصعيد
وسبق أن عاش الفلسطينيون في غزة فترة عيد الفطر في ظل أجواء التصعيد والغارات، وهو ما أدى إلى إلغاء مظاهر العيد.
ألف المعصوابي، إخصائية اجتماعية تشير إلى أن الأعياد مرتبطة بالفرح والسرور خصوصا عند الأطفال، وهم لا يشعرون
بالفرحة وأجواء عيد الفطر إذا لم يكن العيد مقترنا بالأمان لممارسة ألعابهم بحرية وانطلاق..
وقالت المعصوابي :"في العادة نلاحظ بعد انتهاء كل تصعيد إسرائيلي انعكاس الأزمات على سلوك الأطفال فتتحول إلى كوابيس ليلية وتبول وقضم أظافر".
وأشارت إلى أن الناس في غزة خصوصا المحلات التجارية فتحت الأغاني الثورية بدلا من الترويج لبضاعتها، لأن الجميع يكون
تحت تأثير الجماعة التي تتعرض حاليا لممارسة واحدة من الاحتلال الذي يحاول إذلال الفلسطيني سواء في الضفة أو القدس أو غزة.
وأوضحت أن "الكل يعلي صوت الأغاني الوطنية تعبيرا عن حالة الغضب والانفعال من ناحية ويشعرهم بالانتماء من الناحية الأخرى".
طقوس
ورأت أنه إذا استمرت الأحداث حتى يوم العيد لن تكون هناك طقوس العيد المعتادة خصوصا لدى الأطفال الذين تابعوا ما حدث
لأقرانهم من استهداف أدى لمقتل عدد منهم (9 من بين 21 قتيلا).
وقالت: "الآن الطقوس تنقلب من انتظار للعيد وارتداء ملابسه والفرح بقدومه إلى خوف وغضب وحزن لدى الأطفال والنساء والمجتمع عموما".
وأشارت إلى أن أصحاب المحلات حولوا مكبرات الصوت المخصصة للترويج لبضائع العيد إلى مكبرات تبث آخر الأخبار والأغاني
الثورية وتشحن الشارع بالفخر والغضب.
ربما تكون غزة تنتظر الأصعب، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، في ساعة متأخرة من مساء الإثنين، أنه أطلق على العملية العسكرية الحالية اسم "حارس الجدران".
كما أعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق معبر كرم أبوسالم المستخدم لإدخال البضائع إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر.
وخلال العام الجاري، تلاعب الاحتلال الإسرائيلي مرات عدة بمساحة الصيد، بالرغم من التفاهمات التي جرت بينه وبين فصائل
المقاومة الفلسطينية برعاية مصرية وأممية وقطرية، إذ قلص مساحة الصيد وأغلق معبر كرم أبو سالم مراتٍ عديدة.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، فجر اليوم الثلاثاء، إلى 22 شهيداً بينهم امرأة وتسعة أطفال، وأكثر من 100 مصاب.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة أن من بين الشهداء مواطنة استشهدت فجر اليوم جراء قصف على منزلها في مخيم الشاطئ، فيما أصيب جميع أطفالها بجراح متفاوتة.
وأضاف القدرة باستشهاد مواطن آخر هو سليم الفرا جراء غارة من طائرة استطلاع على حي المنارة جنوبي مدينة خانيونس جنوب القطاع.
وكانت وزارة الصحة بغزة أعلنت مساء أمس ارتقاء 20 شهيدًا وإصابة 65 مواطنًا بجراح متفاوتة الخطورة؛ جراء العداون الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وتواصلت طوالت الساعات الماضية غارات الاحتلال على أهداف مختلفة في قطاع غزة.
تابعنا على تويتر على الفيسبوك تابعنا على الواتسابتابعنا على التليجرام