سجلت الليرة التركية أمس، أدنى مستوى لها على الإطلاق أمام الدولار، وذلك غداة تأكيد "الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي" على استمرار حالة عدم اليقين بشأن التعافي الاقتصادي، ما أضعف شهية المخاطرة في الأسواق العالمية.
وتراجعت الليرة 0.3 في المائة، ليصل سعر صرف الدولار إلى 7.5212 ليرة صباح أمس، وخسرت الليرة التركية 21 في المائة من قيمتها هذا العام، لتصبح ثاني أسوأ عملة أداء في الأسواق الناشئة بعد الريال البرازيلي. إلى ذلك، تراجعت أسعار الذهب أمس، مع صعود الدولار بعدما رسم مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) صورة إيجابية للتعافي الاقتصادي، لكنه أحجم عن تقديم مؤشرات ملموسة بشأن مزيد من التحفيز. وبحسب "رويترز"، نزل الذهب في المعاملات الفورية بحلول الساعة 05:24 بتوقيت جرينتش 0.8 في المائة إلى 1943.70 دولار للأوقية (الأونصة)، فيما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 1 في المائة إلى 1950.50 دولار.
وارتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى في أكثر من أسبوع مقابل بقية العملات، بعدما ألمح الاحتياطي الاتحادي أمس الأربعاء إلى أنه يتوقع تسارع تعافي الاقتصاد الأمريكي من جائحة كورونا، وتراجع البطالة بوتيرة أسرع مما توقع البنك المركزي في يونيو. وتلقى الذهب بعض الدعم من تعهد البنك المركزي بإبقاء أسعار الفائدة نحو مستويات الصفر مئوية حتى يمضي التضخم على مسار "تجاوز باعتدال" لمستوى 2 في المائة المستهدف "لبعض الوقت".
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة 1.5 في المائة إلى 26.82 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين 2.3 في المائة إلى 946.10 دولار للأوقية، ونزل البلاديوم 1.3 في المائة إلى 2367.49 دولار للأوقية. وتعهد البنك المركزي الأمريكي بالإبقاء على أسعار الفائدة نحو الصفر حتى نهاية 2023 على الأقل حين تصل سوق العمل إلى "الحد الأقصى للتوظيف"، ويمضي التضخم على مسار "يتجاوز باعتدال" هدفا عند 2 في المائة.
ومقابل ست عملات رئيسة، ارتفع مؤشر الدولار نحو 0.32 في المائة إلى 93.493، وجرى تداول العملة الأمريكية عند 1.1763 لليورو، الذي بلغ لفترة وجيزة أدنى مستوى في شهر.
وانخفضت العملة الأمريكية في البداية بعد إعلان مجلس الاحتياطي بيانات أضعف من التوقعات لمبيعات التجزئة الأمريكية، لكنها عاودت الارتفاع بعد أن علق رئيس المجلس جيروم باول على التوقعات الاقتصادية. وبين العملات الآسيوية، ارتفع الدولار الأسترالي لفترة وجيزة بفضل بيانات قوية للوظائف، لكنه تخلى عن مكاسبه، إذ تراجعت العملة بفعل الدولار الأمريكي القوي، وسجلت في أحدث تداولات انخفاضا 0.53 في المائة إلى 0.72665 دولار أمريكي. وجرى تداول الين الملاذ الآمن عند 105.08 مقابل العملة الأمريكية، دون ما يقل بقليل عن أعلى مستوى في شهرين ونصف الشهر البالغ 104.81 الذي سجله أثناء الليل. وبلغ اليوان الصيني 6.775 للدولار في تعاملات الأسواق الخارجية. وسجل الجنيه الاسترليني في أحدث تعاملات 0.9098 بنس لليورو نحو أدنى مستوى في خمسة أشهر ونصف الشهر، الذي بلغه في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
ومن المرجح أن يشير بنك إنجلترا المركزي إلى استعداده لضخ مزيد من التحفيز في اقتصاد بريطانيا المتأثر سلبا بجائحة كورونا في قراره بشأن السياسة النقدية المقرر صدوره في وقت لاحق اليوم. وجرى تداول الدولار النيوزيلندي منخفضا 0.67 في المائة عند 0.6690 دولار أمريكي بعد أن أظهرت بيانات أن نيوزيلندا انزلقت صوب أكبر تراجع اقتصادي على الإطلاق، إذ تسبب تفشي فيروس كورونا في شل الأنشطة الاقتصادية.