الإيثانول الهندي يهدد واردات النفط الخليجية/

خطط الهند للطاقة النظيفة من خلال مزج مادة الإيثانول المستخرجة من قصب السكر مع الوقود، قد

تشكل حلاً لتقليل اعتمادها على واردات النفط باهظة الثمن وخفض انبعاثات الكربون الملوثة للجو، حيث

تقدر الحكومة أن مبادرة مزج الإيثانول مع الوقود ستهبط بفاتورة استيراد وقود السيارات في الهند بنحو 4 مليارات دولار سنويا.

وذكر تقرير موقع «ناشيونال» أن الهند تستورد 76% من النفط الخام من دول مختلفة أبرزها دول خليجية،

ومن المتوقع أن يرتفع اعتماد البلاد على النفط المستورد إلى 90% بحلول 2030، وقد يضاعف الطلب

المتزايد على المواد الخام فاتورة استيراد النفط إلى 181 مليار دولار بحلول نهاية العقد الحالي بحسب وكالة الطاقة الدولية.

وقال فيجاي بانكا العضو المنتدب لشركة «دواريكيش» لصناعة السكر إن الهند تدفع نحو حلول أكثر بيئية

للطاقة، إذ يمكن لشركتنا إنتاج أكثر من 21.5 ألف طن من الإيثانول المستخرجة من قصب السكر يوميا في مصانعها.

وأضاف:

«قطاع الطاقة في الهند على أعتاب التغيير الجذري، إن أعمال منتجي السكر في البلاد تطورت كثيرا من

خلال قروض مدعومة من الحكومة واستجابت لاستخدام الطاقة النظيفة، نحاول زيادة طاقتنا الإنتاجية من

الإيثانول حتى نتمكن من تحقيق هدف مزجه مع الوقود بنسبة 20%»، في إشارة إلى أن شركة

«دواريكيش» قدمت نحو 30 مليون ليتر من الإيثانول السنة الماضية وتتوقع زيادة إنتاجها إلى 50 مليون

ليتر في السنة الحالية وصولاً إلى هدف إنتاجها البالغ 100 مليون ليتر في السنوات القليلة الماضية.

كما وفي وقت سابق من هذا الشهر قدم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الموعد النهائي لتحقيق مزج الإيثانول مع الوقود بنسبة 20% من 2030 إلى 2025 بمعدل مزج حالي 8.5%، ووصف الإيثانول بأنه احدى الأولويات الرئيسية للطاقة في القرن الحادي والعشرين.

من جهته، أشار مانيش دابكارا رئيس مجلس إدارة شركة «انكينغ» لاستشارات التغير المناخي: «الدفع

نحو مستقبل أكثر بيئيا للطاقة حاليا يأتي في الوقت الذي تكافح فيه الهند الطلب المتزايد على النفط

ومع بلوغ أسعار البنزين والديزل في البلاد إلى مستويات قياسية، مشيرا إلى أن زيادة مزج الإيثانول مع

الوقود سيساعد على خفض فاتورة استيراد النفط للهند، وسيقلل من انبعاثات الكربون، وسيعمل على تحسين الاقتصاد المحلي من خلال تعزيز الدخل والعمالة المحلية.

كما ومن من جانبه، أوضح سوياش غوبتا المدير الهندي لاتحاد «ال بي جي» لشركات السيارات أن الوقود الممزوج بالإيثانول سيقلل من انبعاثات الكربون بنسبة 20% وهدف البلاد في هذا المجال يوضح الجدية في التعامل مع قضية التلوث البيئي، مبينا أن الحكومة الهندية ستحتاج إلى تعزيز زراعة قصب السكر في 4 إلى 5 ولايات لمنع أي نقص محتمل للسكر في البلاد، حيث ستستخدم المصانع المزيد من قصب السكر لمعالجة واستخراج الإيثانول.

تابعنا على تويتر