عاد شبح الانزلاق إلى أزمة غذائية يُطارد البريطانيين مجدداً، بعد أن بدأت بعض الأرفف تُشاهد فارغة في الأسواق ومحلات السوبرماركت
فيما تتجدد مخاوف مواجهة نقص في الإمدادات الغذائية بين الحين والآخر منذ أن غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي وانفصلت
بشكل كامل، وهو ما أوجد حالة من القلق والفوضى في عمليات النقل والاستيراد والتصدير.
نقص المواد الغذائية
قال تقرير لجريدة "إدنبرة نيوز" الإسكتلندية، إن بريطانيا في طريقها إلى أن تواجه نقصاً في العديد من المواد الغذائية والمواد
الأساسية وذلك بسبب النقص في سائقي التوصيل، وبسبب إضراب من المقرر أن يشل قطاع النقل في البلاد.
ونقلت الصحيفة عن مواطن بريطاني يُدعى كوين لام قوله إن "أرفف السوبر ماركت تبدو فارغة بالفعل من الفاصوليا المخبوزة
والنبيذ والدجاج والأطعمة المعلبة والفواكه الطازجة والخضروات".
أما جافين ماركهام فقال إن أزمة الإمدادات التي تعاني منها البلاد سببها "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وحزب
المحافظين الحاكم، وعدم الكفاءة"، على حد تعبيره.
وأضاف بول برجس أن نقص المواد الغذائية لم يعد يتوقف عند رقائق البطاطس، وإنما الكثير من الأرفف الفارغة في محلات
السوبر ماركت، وأضاف ساخراً: "أليست الحياة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رائعة؟".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن معلق آخر قوله عبر حسابه على شبكات التواصل الاجتماعي: "في أحد الأيام في عام 2016
(خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) انهار البلد بأكمله، لا يوجد سائقون ولا ممرضات والعديد من الفنادق والحانات والمطاعم
وما إلى ذلك مغلقة نهائياً.. الرفوف في المحلات التجارية المعروفة فارغة تقريباً، والصيدليات في نفس الحال. أعلم أنه من الأسهل قليلاً إلقاء اللوم على فيروس كورونا لكن الحقائق واضحة جداً".
وكتب بيتر أندرسون تغريدة قال فيها: "كل الخراف الذين صوتوا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وصوتوا لليمين المتطرف
يستحقون ما يحصل لهم الآن".
سائقي الشاحنات
يشار إلى أن سائقي الشاحنات في بريطانيا يعتزمون تنفيذ إضراب عن العمل على مستوى البلاد، من أجل المطالبة بتحسين ظروفهم ورفع رواتبهم.
وحذرت جمعية النقل البري البريطانية، التي تمثل شركات النقل البري التجارية وتضم أكثر من سبعة آلاف عضو، السائقين من
تنفيذ الإضراب وقالت إن هذا الإجراء سوف يجعل الوضع أسوأ ويعطل إمدادات الغذاء إلى بريطانيا.
وبحسب المعلومات التي جمعتها "العربية نت" فقد قرر السائقون تنفيذ إضرابهم الذي أطلقوا عليه اسم "يوم البقاء في
المنزل" في 23 أغسطس الحالي، حيث يتوقع أن يتعطل ما يقرب من 3000 سائق للشاحنات الثقيلة.
وقال سائق الشاحنة مارك شوبرت: "لسنوات عديدة تم تجاهلنا واستغلالنا وأخذنا كأمر مسلّم به.
الآن حان وقتنا، والآن لدينا فرصة سانحة ليتم الاستماع إلينا"، بحسب ما نقلت عنه جريدة "الغارديان".
وأضاف: "نحاول إرسال رسالة مفادها أن السائقين سئموا تماماً من الطريقة التي يعاملون بها من قبل أصحاب العمل.
ومع ذلك طالما أن الأشياء على الرف لا يبدو أن الناس يهتمون بنا".