يبدو أن الليرة التركية تبحث عن متنفس لالتقاط الأنفاس عقب تصريحات الرئيس التركي بشأن التضخم وأسعار الفائدة.
وبينما تبدأ زيارة رسمية للرئيس رجب طيب أردوغان إلى الدوحة اليوم الإثنين وتمتد على مدار يومين، يبدو أن الليرة التركية قد تجد بعضا من الدعم. وحصلت الليرة التركية على بعض الدعم عقب زيارة ولي عهد أبوظبي إلى أنقرة، والتي شهدت إعلان تدشين صندوق استثمارات إماراتي بقيمة 10 مليارات دولار، جنبا إلى جنب مع توقيع اتفاق تبادل عملة بين المركزي التركي والمركزي الإماراتي.
أنقرة والقاهرة
وعلى صعيد العلاقات التركية المصرية، يبدو أن أنقرة تسعى إلى تحسين العلاقات مع القاهرة، وهو ما أشار إليه الرئيس أردوغان في وقت سابق حيث أكد أن بلاده ستحذو حذوها مع الإمارات مع كلا من المملكة العربية السعودية والقاهرة.
وقالت مصادر لقناة العربية أن أنقرة تخطط لعودة المفاوضات مع مصر قبل نهاية العام الجاري.
وأضافت المصادر أن أنقرة أبلغت القاهرة بأنها ستنفذ عددا من شروطها لعودة العلاقات على مراحل.
وأبلغت المصادر عن نية أنقرة وقف مشروعات لعناصر من إخوان مصر خلال الأيام المقبلة.
وقالت المصادر أن أنقرة تدرس إيعاد عناصر إخوانية مصرية من البلاد.
تصريحات قطرية
وقال وزير الخارجية القطري: "العلاقات بين قطر وتركيا استثنائية وشراكة كاملة ونتطلع لزيارة الرئيس أردوغان. وأضاف محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الاثنين، إن توقيت زيارتي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقطر، جاء مصادفة."
ويبدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارة خليجية تبدأ اليوم حيث يتجه إلى سلطنة عمان والإمارات والبحرين وقطر والكويت.
وتعد زيارة ولي العهد السعودي إلى الدوحة الأولى من نوعها بعد عودة العلاقات القطرية العربية إلى طبيعتها عقب توقف دام نحو 4 سنوات.
وأضاف الوزير القطري أن بلاده ستوقع عشرات الاتفاقات مع تركيا في الدوحة، وأنه ناقش الوضع في أفغانستان ومطار كابول مع نظيره التركي، مولود تشاوش أوغلو.
ويبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة رسمية إلى قطر الاثنين، تستغرق يومين، استجابة لدعوة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
تصريحات تركية
وفي المقابل قال وزير الخارجية التركي: نسعى لتوطيد العلاقات مع دول المنطقة، وأضاف جاويش أوغلو أن قطر تساهم في تحسين علاقات تركيا مع دول المنطقة.
وقال وزير الخارجية التركي صادراتنا في ارتفاع مستمر واقتصادنا ينمو بشكل كبير، ما تتعرض له الليرة التركية له انعكاس على التضخم وهي مشكلة مؤقتة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي بالدوحة إن تركيا لا تطلب من قطر إرسال أي أموال لمساعدتها في مواجهة انهيار قيمة الليرة.
وأضاف أن المناقشات التي جرت قبل زيارة للرئيس رجب طيب أردوغان إلى الدوحة تركزت فقط على تحسين العلاقات.
وقال أوغلو "لم نأت إلى قطر لنطلب منهم إرسال أي (مبلغ) معين من المال، نحن هنا فقط لمناقشة كيفية تحسين العلاقات".
وردا على سؤال عما إذا كان أردوغان سيطلب دعما اقتصاديا من قطر خلال محادثاته في الدوحة هذا الأسبوع، قال جاويش أوغلو إن تركيا اتخذت إجراءات للحد من تقلبات أسعار الصرف.
وأضاف أن البلدين سيوقعان مجموعة من الاتفاقيات في قطاعات مثل الصحة والتعليم مع تعزيز التعاون العسكري.
الليرة الآن
وبعد أن قلصت الليرة التركية منذ قليل بعضا من خسائرها الصباحية حيث اتجهت مرة أخرى صوب أدنى مستوياتها على الإطلاق بعدما شوهدت عند مستويات13.8930 ليرة/ دولار.
عادت من جديد لترتفع خسارتها من 0.3% مقابل الدولار إلى 0.65%، حيث تتداول خلال تلك اللحظات عند مستويات 13.78 ليرة / دولار.
ونزلت الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق يوم الجمعة الماضي رغم تدخل المركزي التركي لإنقاذ الليرة التي تسجل أسواء أداء لها على الإطلاق. إلا أن تصريحات الرئيس التركي المتتالية بشأن خفض أسعار الفائدة كان دائما ما يسلب الليرة مكاسبها ويدفعها إلى مزيد من الهبوط حيث تؤجج تصريحات الرئيس التركي المخاوف بشأن مزيد من خفض الفائدة.
وخفض المركزي التركي أسعار الفائدة بحوالي 400 نقطة أساس منذ سبتمبر الماضي، بينما قبل استقالة وزير المالية تامنا مع استقالة مسؤولين كبار في المركزي التركي.