تصاعدت في الآونة الأخير وتيرة الحرب الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم؛ الولايات المتحدة الأميركية والصين، وكان أحد أسلحة هذه الحرب هو الرسوم أو التعريفة الجمركية (Tariff). فماذا نعرف عن التعريفة الجمركية يا ترى!؟
التعريفة الجمركية أو الرسوم الجمركية هي ضريبةٌ تفرضها السلطات الجمركية في الدولة على السلع المستورَدة من دولةٍ أخرى، وتُقدّر كنسبةٍ مئويةٍ ثابتة من قيمة المستوردات، تدفعها الشركة التي تتولى عملية الاستيراد لحكومة بلدها.
تفرض دول العالم رسومًا جمركيةً على وارداتها، وتختلف هذه الرسوم من دولةٍ إلى أخرى؛ فالدول النامية اقتصاديًّا تفرض رسومًا أعلى مقارنةً بالدول المتقدمة، نظرًا لضعف قطاعاتها الصناعيّة وقلة إيراداتها عمومًا، إلا أن هناك استثناءً من ذلك؛ حيث تتبع هونغ كونغ سياسة التجارة الحرة، ولا تخضع صادرتها ووارداتها للرسوم الجمركية.
تندرج التعريفة الجمركية تحت أنواعٍ مختلفةٍ من الرسوم المطبقة بين الدول، ومن أهمها:
نمت التجارة العالمية بشكلٍ مُطّرِدٍ خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وبحلول عام 2000، ازداد حجم التجارة العالمية ليصبح أكبر بنحو 22 مرةً مما كان عليه في خمسينيات القرن الماضي، وقد تزامن هذا النمو مع تخفيف القيود التجارية الدولية، بما فيها الرسوم الجمركية، والذي بدأ بسلسلةٍ من الاتفاقيات التجارية التي تم تبنيها في عام 1948، وأطلق عليها اسم الاتفاقية العامة للتعريفة الجمركية والتجارة (General Agreement on Tariffs and Trade).
دعت تلك الاتفاقية إلى تخفيض التعريفات الجمركية على السلع الملموسة كالمنتجات الزراعية والأغذية المصّنعة والصلب والسيارات، تبعها ـ إثر مفاوضات أورغواي 1995 ـ إنشاء منظمة التجارة العالمية (World Trade Organization) التي تعمل على تسوية النزاعات التجارية ووضع القواعد الأساسية الناظمة للتجارة العالمية.
مثلت التجارة الإلكترونية واحدةً من أكثر التحديات صعوبة في مجال التجارة الدولية، فقد وجهت الثورة التكنولوجية منذ تسعينيات القرن الماضي اهتمام الاتفاقيات التجارية كاتفاقية تكنولوجيا المعلومات (Information Technology Agreement) إلى تخفيض التعريفة الجمركية على منتجات اقتصاد المعرفة النامي كالسلع غير الملموسة والخدمات والاتصالات، مخالفةً بذلك السياسات الاقتصادية الوطنية التي استخدمت فيها البلدان تعرفاتٍ وإعاناتٍ باهظة لحماية صناعاتها التكنولوجية من المنافسة الأجنبية.
يؤكّد أنصار التجارة الحرة ومنظمة التجارة العالمية أن الاتفاقيات الدولية التي ترعاها المنظمة توفّر شروطًا تنافسيةً تضمن العدالة للموردين الدوليين وأسعارًا أقل للمستهلكين من خلال إتاحة طيفٍ واسعٍ من المنتجات. في حين تعالت أصوات المنتقدين لعمل المنظمة قبيل القرن الحادي والعشرين، وطُرِحت مخاوف بشأن قوة ومجال عمل منظمة التجارة العالمية، وحقوق العمال، والطبيعة الديمقراطية لمنظمة التجارة العالمية، والهدف من دعم النزعة التجارية والتجارة الحرة على حساب قيمٍ أخرى.