شهدت العملات المشفرة بداية سيئة هذا العام، واستمرت في الانخفاض في الوقت الذي تتطلع الاقتصادات الكبرى حول العالم إلى الحد من شعبيتها المتزايدة، وخصوصاً بعد الصعود الصاروخي الذي حققته السوق خلال العام الماضي. وقد انخفضت عملة الـ"بيتكوين" بأكثر من 7 في المئة خلال الـ24 ساعة الماضية، وتم تداولها عند مستوى 35 ألف دولار وفقاً لمنصة "كوين ديسك". وتشير البيانات إلى أن العملة الأكثر قوة وانتشاراً في سوق العملات المشفرة، انخفضت بأكثر من 20 في المئة منذ بداية العام الحالي.
كان القلق يسيطر على المستثمرين بشأن العملات الرقمية والأصول الأخرى ذات المخاطر العالية منذ أن أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى أنه قد يزيل الحوافز الاقتصادية بقوة أكبر مما كان متوقعاً. في الوقت نفسه، تتخذ الحكومات إجراءات صارمة. وذكرت وكالة "رويترز"، أن البنك المركزي الروسي اقترح حظراً على استخدام العملات المشفرة والتعدين. وتعد روسيا واحدة من أكبر دول التعدين في العالم، لكن بنكها المركزي قال، إن العملات الرقمية يمكن أن تشكل تهديداً للاستقرار المالي للبلاد. يأتي الاقتراح الروسي بعد بضعة أشهر فقط من إطلاق الصين حملة قمع واسعة النطاق على العملات المشفرة، وحظر كل من التداول والتعدين.
تنظيم التداولات
أيضاً، فإن دولاً أخرى تغازل حظراً على العملات المشفرة. ففي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قالت الهند إنها تستعد لتقديم مشروع قانون من شأنه تنظيم العملات الرقمية، على الرغم من أن الكثير لا يزال مجهولاً بشأن هذا الاقتراح. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إن التعاون العالمي ضروري لمعالجة المشاكل التي تطرحها العملات الباردة.
ومع ذلك، ليس الجميع متشائمين، فقد كشف بنك "غولدمان ساكس"، أن سعر "بيتكوين" يمكن أن يصل إلى أكثر من 100 ألف دولار في غضون السنوات الخمس المقبلة. وفي تقرير نشر في وقت سابق من هذا الشهر، قال محللو البنك، إنهم يتوقعون مكاسب قوية في المستقبل لأن عملة "بيتكوين" سوف تسرق بشكل متزايد حصتها في السوق من الذهب.
توقعات بمزيد من التراجع
يرى المحلل الاقتصادي المدير التنفيذي لشركة "في إي ماركتس"، أحمد معطي، أن العام الحالي سيكون عام هبوط للعملات الافتراضية. وأشار في حديثه لـ"اندبندنت عربية"، إلى أن هناك أسباباً تدفع إلى التوقع بالمزيد من الخسائر في سوق العملات المشفرة، ومن المرجح أن تهوي "بيتكوين" إلى مستوى 30 ألف دولار خلال تداولات هذا العام.
وتتمثل الأسباب الخمسة في وجود بديل استثماري أكثر أماناً وهو أسعار الفائدة التي بدأت دول في رفعها ومنتظر رفع الفائدة 3 مرات في الولايات المتحدة الأميركية. إضافة إلى ارتفاع التضخم حول العالم، بالتالي سيجعل البنوك المركزية أكثر تشديداً للسياسة النقدية وأقل طباعة للأموال.
ثالث هذه الأسباب يتمثل في عودة النشاط الاستثماري للمشروعات حول العالم متمثلاً في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للدول، وتراجع معدلات البطالة، وإعانات البطالة في العام الحالي، مقارنة بالعام الماضي. إضافة إلى تراجع الثقة بحيتان السوق والمؤثرين بمجال الكريبتو مثل إيلون ماسك ورئيس السلفادور وجاك دورسي وغيرهم. وأخيراً، تراخيص الدول لمجال الكريبتو.
أما الإحصاء الذي أعدته "اندبندنت عربية"، فيشير إلى أن السوق خسرت نحو 181.3 مليار دولار خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث نزلت القيمة السوقية الإجمالية بنسبة 10 في المئة بعدما انخفضت القيمة المجمعة من مستوى 1829 مليار دولار في تعاملات الجمعة، إلى نحو 1647.7 مليار دولار في الوقت الحالي.
خسائر عنيفة تطارد أكبر 5 عملات
في صدارة العملات الرقمية الخاسرة جاءت عملة "بيتكوين"، الأكثر قوة وانتشاراً في سوق العملات الرقمية. وخلال الساعات الماضية واجهت العملة تراجعاً بنسبة 7.7 في المئة مقابل خسائر أسبوعية بلغت نسبتها 16.7 في المئة ليجري تداولها اليوم عند مستوى 35970 دولاراً. كما هوت قيمتها السوقية المجمعة إلى مستوى 678.8 مليار دولار مستحوذة على حصة سوقية تبلغ نسبتها 41.19 في المئة من إجمالي القيمة السوقية للعملات التي يجري التداول عليها في الوقت الحالي.
وسجلت عملة "إيثريوم" التي حلت في المركز الثاني في قائمة أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، خسائر خلال الساعات الماضية، بنسبة 12.8 في المئة مقابل تراجع بنسبة 24.8 في المئة خلال تداولات الأسبوع الأخير ليجري تداولها اليوم، عند مستوى 2525 دولاراً. كما نزلت قيمتها السوقية الإجمالية إلى مستوى 299.38 مليار دولار لتستحوذ بهذا الرقم على حصة سوقية تبلغ نسبتها 18.16 في المئة من القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة.
وجاءت عملة "تيزر" في المركز الثالث، بعدما استقر سعرها عند مستوى دولار واحد. كما سجلت قيمتها السوقية الإجمالية مستوى 78.27 مليار دولار مستحوذة على حصة سوقية تبلغ نسبتها نحو 4.75 في المئة من إجمالي القيمة السوقية المجمعة للعملات المشفرة.
وفيما حلت عملة "بي أن بي" في المركز الرابع بين أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، سجلت العملة خسائر خلال الساعات الماضية بنسبة 15.2 في المئة مع تراجع بنسبة 26.5 في المئة خلال تداولات الأسبوع الأخير. كما نزلت قيمتها السوقية المجمعة إلى مستوى 60.5 مليار دولار مستحوذة على حصة سوقية تقدر نسبتها بنحو 3.67 في المئة من إجمالي السوق في الوقت الحالي.وجاءت عملة "يو أس دي" في المركز الخامس، بعدما استقر سعرها عند مستوى دولار واحد. كما سجلت قيمتها السوقية الإجمالية نحو 43.07 مليار دولار مستحوذة على حصة سوقية تبلغ نسبتها نحو 2.61 في المئة من إجمالي القيمة السوقية المجمعة للعملات المشفرة.