أكدت روسيا اليوم عند بدء إجراءات سحب جزء من قواتها المنتشرة عند الحدود الروسية الأوكرانية، وتلك الخطوة دفعت الأسواق لمزيد من التقلبات القوية خاصًة على تداولات الذهب والنفط الخام.
وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت خلال تداولات اليوم لأعلى مستوياتها في ثمانية أشهر قرابة الـ 1,880 دولار للأونصة، وذلك قبل أن تهوي الأسعار وتعود للتداول حول مستويات الـ 1,850 دولار في الوقت الحالي.
ومن ناحيةٍ أخرى، تخلت أسعار النفط عن مكاسبها والتي وصلت لأعلى مستوياتها في سبع سنوات، متراجعة بنحو 3 دولارات خلال تداولات اليوم عقب أنباء التهدئة الروسية.
ولكن، هل تشهد أسعار الذهب والنفط عودة للارتفاع مرة أخرى؟
بالنسبة للنفط، من المحتمل أن نشهد استمرار لارتفاع الأسعار طالما بقيت التوترات الجيوسياسية قائمة، حيث تُعد روسيا ثالث أكبر منتج للنفط في العالم، والتي وصل متوسط إنتاجها خلال العامين الأخيرين أكثر من 10 ملايين برميل يوميًا.
هناك عامل آخر، وهو أن الزيادات التدريجية التي تقوم بها أوبك وحلفائها مؤخرًا ما هي إلا عبارة عن تقليص للقيود التي تم فرضها في ذروة جائحة كورونا في عام 2020.
ووفقًا لأغلب التوقعات، قد يتجاوز الطلب العالمي على النفط مستويات العرض خلال العام الحالي، لذا لا يُستبعد مزيد من ارتفاع الأسعار، حيث كان الارتفاع الأخير مدفوعًا في الغالب بزيادة الطلب وليس مشاكل العرض.
وبالحديث عن خام غرب تكساس تحديدًا، أتوقع طالما ظلت تداولاته أعلى مستويات الـ 90 دولار للبرميل، أن يستأنف صعودِه من جديد، وسيكون الثبات أعلى القمة عند 94 دولار داعمًا بقوة لاستهداف الأسعار لمستويات الـ 95 ومن ثمّ الـ 100 دولار للبرميل. فقط التداول دون القاع حول الـ 87.50 دولار قد يدفع الأسعار لمزيد من الهبوط نحو الـ 85.75/80 دولار للبرميل.
أما بالنسبة للذهب، فقد ساعدته التوترات الجيوسياسية بقوة لتكوين قمة جديدة حول الـ 1,880 دولار، هناك أمر آخر عزّز من تلك المكاسب ألا وهو التضخم المفرط الذي يُعاني منه العالم، فقد وصل في الولايات المتحدة لأعلى مستوياته في 40 عامًا عند 7.5%، وفي المملكة المتحدة لأعلى مستوياته في 30 عام عند 5.4%، وفي منطقة اليورو إلى أعلى مستوياته القياسية عند 5.1%.
ومن المحتمل أن تشهد تداولات الذهب المزيد من الضغوط البيعية، خاصًة مع توجه الفيدرالي وعدد من البنوك المركزية الرئيسية نحو تشديد السياسة النقدية، وهو ما قام به بنك انجلترا مؤخرًا برفعه لأسعار الفائدة مرتين متتاليتين، وتميل أغلب التوقعات في الوقت الحالي لقيام الفيدرالي بنفس الخطوة في اجتماع مارس، ولكن ارتفعت احتمالية قيامه برفعها بمقدار 50 نقطة أساس، ووفقًا لأداة FedWatch فقد ارتفعت النسبة إلى أكثر من 94% بعدما كانت قد بلغت 4% تقريبًا منذ شهر.
قد تتأثر تداولات المعدن الأصفر بشكل سلبي بتوجهات البنوك المركزية بتشديد السياسة النقدية. من المحتمل أن تكون مستويات الـ 1850 دولار دعمًا جيدًا للذهب، وقد تدفعه من جديد صوب القمة عند 1,880 دولار، وسيكون الثبات أعلاها دافعًأ جديدًا نحو استهداف مستويات الـ 1,900 دولار.
أي تداول دون مناطق الـ 1,850 دولار، قد يدفع الأسعار لإعادة اختبار مستويات الـ 1,830 دولار، وسيكون الثبات أدنى تلك المستويات مطلوبًا لإثبات مزيد من الهبوط صوب مستويات الـ 1,800/1,787 دولار للأونصة.