قدمت الإشارات الأولى للتحركات الدبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا بعض الدعم الذي كانت الأسواق العالمية في أشد الحاجة إليه يوم الأربعاء، وذلك بالرغم من استمرار الحملة العسكرية دون هوادة.
فقد نقلت وكالات الأنباء عن وزارة الخارجية الروسية يوم الأربعاء قولها إن أهداف روسيا لا تشمل الإطاحة بحكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي. ويعد هذا تغييرًا واضحًا في اللهجة مقارنة بالأسبوعين الماضيين، بعد أن كان الرئيس فلاديمير بوتين وآخرون يتحدثون عن "تخليص أوكرانيا من النازية" كأحد أهداف العملية التي ما زال يُصر على تسميتها "عملية عسكرية خاصة".
ونقلت وكالة أنباء انترفاكس عن ماريا زاخاروفا قولها إن روسيا "لا تستهدف احتلال أوكرانيا أو تدمير الدولة أو الإطاحة بقيادتها".
عززت تلك التعليقات أسواق الأسهم الأوروبية التي بدأت بالفعل في إظهار علامات الشراء عند الانخفاض في وقت سابق من اليوم. وبحلول الساعة 5:30 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (10:30 بتوقيت جرينتش)، ارتفع اليورو بنسبة 0.8 ٪ مقابل الدولار ووصل إلى 1.0985 دولار. وكذلك ارتفع مؤشر ستوكس 600 بنسبة 3.3٪، بينما ارتفع كل من مؤشر داكس الألماني، و مؤشر فوتسي (LON:LSEG) الإيطالي، و كاك 40 الفرنسي بنسبة 4.5٪.
جاءت تصريحات الوزارة لتوضح تعليقات أكثر غموضا عبر عنها المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لرويترز في وقت سابق هذا الأسبوع، حيث أشار بيسكوف إلى احتمال وقف العمل العسكري إذا تم تلبية المطالب.
كانت هناك أيضًا إشارات أولية على التسوية صدرت من زيلينسكي، الذي قال لشبكة ايه بي سي نيوز في مقابلة أذيعت يوم الإثنين إنه "جمد" فكرة انضمام أوكرانيا إلى الناتو، وهي الخطوة التي جعلت روسيا تخشى من أن تؤدي إلى نشر صواريخ نووية تكتيكية على الأراضي الأوكرانية بحيث تستهدف موسكو .
وقال زيلينسكي "لقد جمدت هذا المطلب منذ فترة طويلة بعد أن فهمنا أن الناتو غير مستعد لقبول أوكرانيا".
كما أشار زيلينسكي إلى استعداده لمناقشة مستقبل الجمهوريتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا اللتين اعترفت بهما روسيا الآن على أنهما مستقلتان، بعد ثماني سنوات من إنشائهما مع الغزو الأول لأوكرانيا.
قال زيلينسكي: "يمكننا المناقشة وإيجاد حل وسط حول وضع هذه الأراضي"، ملمحًا إلى أنه قد يكون على استعداد للتخلي عن تلك الأراضي، بالاضافة إلى سكانها الذين يتحدثون اللغة الروسية، من أجل إنشاء دولة أكثر اتماسكًا على المدى الطويل.
وقال زيلينسكي: "المهم بالنسبة لي هو كيف سيعيش الناس في تلك المناطق من الذين يريدون أن يكونوا جزءًا من أوكرانيا، والذين سيقولون إنهم يريدون الانضمام إلى أوكرانيا".
وجاء التحول الثالث المهم في الدوائر الدبلوماسية من الصين، وهي واحدة من الدول القليلة التي يُنظر إليها على أنها قادرة على القيام بدور الوسيط بين الجانبين المتحاربين. فقد قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الاثنين إن علاقة الصين مع روسيا لا تزال "قوية"، وبدا أن بكين قلقة بشكل متزايد بشأن تأثير الحرب على الاقتصاد العالمي، وبالتالي على رفاهيتها الاقتصادية.
قال بول دونوفان، كبير الاقتصاديين في يو إس بي لإدارة الثروات، في تعليقه الصباحي: "إن تأثر الصين بسبب الحرب الأوكرانية يأتي في الواقع بثلاثة أشكال". "أولا بشكل مباشر، من خلال تأثير ارتفاع أسعار السلع الأساسية على الاقتصاد المحلي ؛ وبشكل غير مباشر من خلال التأثير على طلب الولايات المتحدة وأوروبا والمملكة المتحدة على السلع ؛ وبشكل عرضي من خلال التأثيرات الملتوية، مثل خسائر الكيانات الصينية من الاحتفاظ بصفقات قصيرة في سوق النيكل." وأضاف دونوفان أن تأثر الطلب على الصادرات الصينية من المرجح أن يكون أكبر مصدر قلق بمرور الوقت.
وقد أجرى الرئيس شي جين بينغ مكالمة هاتفية مطولة مع المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الاثنين حثهم فيها على حل سلمي والتحذير من عواقب العقوبات الغربية.
كما حث الرئيس الصيني المشاركين في الحرب على التحلي "بأقصى درجات ضبط النفس"، على خلفية القصف المكثف والمتزايد للمدن الأوكرانية من قبل المدفعية الروسية.