من المقرر أن يتحدى اليوان الرقمي الصيني الناشئ هيمنة الدولار على تسويات التجارة الدولية في العقد المقبل، وفقاً لريتشارد تورين، مؤلف كتاب "بلا نقود: ثورة العملات الرقمية في الصين".
وقال تورين: "تذكر أن الصين هي أكبر دولة تجارية، وسترى اليوان الرقمي يحل ببطء محل الدولار عند شراء أشياء من الصين".
وأضاف المصرفي السابق، الذي عمل أيضاً في مجال التكنولوجيا المالية: "إذا قضينا حوالي 5 إلى 10 سنوات، نعم يمكن لليوان الرقمي أن يلعب دوراً مهماً في تقليل استخدام الدولار في التجارة الدولية".
ويرى أن الدافع نحو أنظمة الدفع البديلة من المرجح أن يأتي من رغبة الدول في تقليل اعتمادها الحالي "بنسبة 100% في الغالب" على الدولار.
وتأتي تعليقاته، فيما تكثف الصين جهودها لطرح عملتها الرقمية والتي باتت متقدمة جداً مقارنة بنظرائها العالميين.
ويعمل بنك الصين الشعبي على الشكل الرقمي لعملته السيادية منذ عام 2014. وعلى صعيد الولايات المتحدة، لم يتخذ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي موقفاً بشأن ما إذا كان سيصدر دولاراً رقمياً، بينما دعا الرئيس جو بايدن الحكومة مؤخراً إلى اتخاذ قرار "الاستعجال" في البحث والتطوير لإصدار رقمي محتمل من الدولار.
وقال تورين إن ثاني أكبر اقتصاد في العالم "يتقدم حالياً في جميع التقنيات المالية بعقد من الزمان". وأضاف أن الولايات المتحدة ستستغرق "خمس سنوات أخرى بسهولة" فقط للخروج من التخطيط والتجارب من أجل دولار رقمي محتمل.
وجاءت تعليقاته في الوقت الذي تراقب فيه الصين بقلق التحالف المعزز للولايات المتحدة وحلفائها في أعقاب اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا. إذ وجهت بكين حتى الآن اللوم بشأن الصراع إلى الولايات المتحدة ورفضت وصف الهجوم الروسي بأنه "غزو".
واستبعد تورين، استخدام بكين اليوان الرقمي لمساعدة موسكو في تجاوز العقوبات المعوقة التي يفرضها الغرب.
وأوضح تورين أن "اليوان الرقمي لا زال في مرحلة التطور، بمعنى أنه قيد التجربة، ولكن لم يتم إطلاقه محلياً بعد، ولم يخضع لأي اختبار على أساس دولي".
وعلى المستوى الفني، هذا يعني أنه سيكون من "الصعب للغاية" بالنسبة للصين استخدام عملتها الرقمية لإنقاذ روسيا. وقال إن بكين ربما تريد أيضاً حماية "عملتها الرقمية الجديدة" من الوحل على الجبهة السياسية.