منذ أيام نجحت موسكو في اختبار سداد الديون على عكس التوقعات بعجز البلد التي تلقت حزمات غير مسبوقة من العقوبات الأمريكية والأوروبية، بعد تولي بنك جيه.بي مورجان تشيس اند كو تولى معاجلة مدفوعات كوبون روسية على سنداتها السيادية المستحقة في عام 2029.
تغير الموقف
إلا أن المتحدثة باسم وزارة الخزانة الأمريكية قالت أنه تم إيقاف أحدث مدفوعات كوبون على السندات السيادية الروسية، هو الأمر الي يضع موسكو في مكان أقرب إلى التخلف عن السداد، في حدث تاريخي.
ووفقا لوسائل إعلام غربية فإن أحدث مدفوعات كوبون على السندات السيادية لم تحصل على إذن من وزارة الخزانة الأمريكية كي يتعامل معها جي.بي مورجان، بنك المراسلة.
الاختيار الصعب
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخزانة الأمريكية "اليوم هو الموعد النهائي لروسيا لتسديد ديون أخرى، اعتبارا من اليوم ، لن تسمح وزارة الخزانة الأمريكية بسداد أي مدفوعات للديون بالدولار من حسابات الحكومة الروسية في المؤسسات المالية الأمريكية".
وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخزانة الأمريكية: "يجب على روسيا الاختيار بين استنزاف احتياطيات الدولار القيمة المتبقية أو وصول عائدات جديدة، أو التخلف عن السداد"، وقال مصدر لرويترز إن روسيا لديها فترة سماح 30 يوما لتسديد المبلغ.
عجز
قالت فيتش ستكون روسيا في حالة تخلف عن السداد إذا ما لم تعالج في غضون 30 يوماً من تاريخ استحقاق السداد في 2 مارس، التزاماتها تجاه فوائد السندات المقومة بالروبل والتي كانت مستحقة في وقت سابق من هذا الشهر.
وسيحدد ذلك الأول من أبريل كموعد رئيسي محتمل للبلاد، التي لم تتخلف عن سداد سندات بالعملة المحلية منذ عام 1998، وأخفقت في الوفاء بالتزامات الديون الخارجية في عام 1918، بعد الثورة البلشفية.
قالت فيتش: "في حالة دفع فوائد سندات روسيا الدولية المقومة بالدولار المستحقة في 16 مارس بالعملة المحلية، سيشكل ذلك تخلفاً سيادياً، عند انتهاء فترة السماح البالغة 30 يوماً".
وسيكون هذا النوع من إعادة التصنيف القسري لالتزامات الدفع متسقاً مع قرار فيتش السابق بخفض التصنيف الائتماني بالعملة الأجنبية لروسيا إلى ثاني أدنى مستوى من الدرجةC، مما يشير إلى بدء عملية التعثر أو شبه تعثر.
سماح مؤقت
وتمكنت روسيا، التي لديها إجمالا 15 سندا دوليا مستحقا تبلغ قيمتها الاسمية نحو 40 مليار دولار، من تجنب التخلف عن سداد ديونها الدولية حتى الآن على الرغم من العقوبات الغربية غير المسبوقة.
وإذا فشلت روسيا في سداد أي من مدفوعات سنداتها التالية خلال آجال استحقاقها، أو دفعت بالروبل بدلا من الدولار أو اليورو أو عملة أخرى محددة، فسيشكل ذلك تخلفا عن السداد.
وفي حين أن روسيا غير قادرة على الوصول إلى أسواق الاقتراض الدولية بسبب عقوبات الغرب، فإن التخلف عن السداد سيمنعها من الوصول إلى تلك الأسواق لحين سداد أموال الدائنين بالكامل وتسوية أي قضايا قانونية ناجمة عن التخلف عن السداد.
و كان من المقرر أن تسدد روسيا 66 مليون دولار لحملة سندات منتصف مارس ومن المقرر أن تسدد روسيا 102 مليون دولار في 28 مارس ، و447 مليون دولار في 31 مارس و 2 مليار دولار مستحقة في الرابع من أبريل المقبل.
ويستحق على روسيا 15 سندا دوليا مستحقا بقيمة اسمية تبلغ نحو 40 مليار دولار.
السداد بالروبل
وقال أنطون سيلوانوف وزير المالية الروسي إن موسكو أوفت بالتزاماتها تجاه الدائنين، لكنه أكد في الوقت نفسه على أن إمكانية أو عدم إمكانية الوفاء بالتزامات الدولة بالعملة الأجنبية هي مسألة لا تعتمد على موسكو.
وقالت روسيا من قبل بأنها ستحاول سداد الأموال بالروبل بدلاً من الدولار إذا منعتها الولايات المتحدة من السداد.
وقال وزير الملية الروسي أن العقوبات منعت المركزي الروسي من الوصول إلى 300 مليار دولار من اجمالي الأصول البالغ 643 مليار دولار.
قرار أمريكي
قد تكون هناك تعقيدات في الأسابيع والأشهر المقبلة، خاصة بالنسبة للسندات التي يجب دفعها بالدولار، بعد انتهاء صلاحية الترخيص المؤقت الصادر عن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في الولايات المتحدة في 25 مايو
وإذا لم تسدد روسيا أيا من مدفوعات سنداتها خلال فترات السماح المحددة، أو إذا دفعت بالروبل سندات يتعين سدادها بالدولار أو اليورو، فسيكون ذلك تخلفا عن السداد.
وحذر أنطون سيلوانوف وزير المالية الروسي من أن عمليات السداد قد لا تتم إذا رفضت الولايات المتحدة ذلك، مضيفًا: "لدينا المال وسددنا الالتزامات لكن الكرة في ملعب أمريكا الآن".