خسرت شركة صناعة السيارات الكهربائية "تيسلا" ما يزيد على 440 مليون دولار بسبب انهيار سعر العملات المشفرة أخيراً، وهو ما يوازي نحو 9 في المئة من أرباح الشركة الإجمالية للعام الماضي كله.
وكانت شركة "تيسلا"، التي يملكها أغنى رجل في العالم الملياردير الأميركي إيلون ماسك، اشترت ما قيمته 1.5 مليار دولار من عملة "بيتكوين" المشفرة مطلع العام الماضي. وبنهاية العام بلغت قيمة ما تحوذه من العملة المشفرة نحو 2 مليار دولار.
لكن سوق المشفرات شهد هبوطاً بأكثر من نصف قيمته في الأسابيع الأخيرة، ما جعل قيمة "بيتكوين" لدى شركة "تيسلا" تنخفض من 2 مليار دولار إلى 1.26 مليار دولار بحسب بيانات الشركة المالية للربع الأول من هذا العام في مايو (أيار) الماضي. وفي اليوم الأخير من الربع الثاني، يوم الخميس الماضي، كان سعر "بيتكوين" عند نحو 19 ألف دولار، ما يجعل قيمة استثمارات "تيسلا" في العملة في حدود 820 مليار دولار. ومحاسبياً تكون خسارة الشركة ما يقل قليلاً عن نصف مليار دولار في الربع الثاني فقط في استثمارها في "بيتكوين"، لكن الرقم الحقيقي سيظهر ضمن بيانات الشركة المالية للربع الثاني التي تعلن يوم 20 يوليو (تموز) الحالي.
خسائر متتالية
وخسرت كل الشركات التي اشترت عملات مشفرة بجزء من السيولة النقدية لديها نتيجة فقدان "بيتكوين" أكثر من 60 في المئة من قيمتها منذ بداية العام حتى الآن، وخسرت ما نسبته 75 في المئة من أعلى سعر وصلت إليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وتبخرت من سوق العملات المشفرة ما يصل إلى 1.3 تريليون دولار منذ بداية العام حتى الآن.
من بين الشركات التي حولت قدراً من السيولة النقدية لديها إلى بيتكوين شركة "بلوك" التي يملكها جاك دورسي أحد المؤسسين لموقع التواصل "تويتر"، وشركة البرمجيات "مايكرو ستراتيجي" وشركة "كوين بيز". وخسرت كل تلك الشركات قدراً كبيراً من استثماراتها في العملة المشفرة
لكن شركة "تيسلا" كانت بدأت العام الماضي قبول الدفع لثمن سياراتها الكهربائية بعملة "بيتكوين" لفترة قصيرة كما طلب رئيسها إيلون ماسك. لكن سرعان ما توقفت الشركة عن ذلك، مما جنبها خسائر كبيرة لو كانت استمرت في قبول "بيتكوين" لشراء منتجاتها.
ومنذ بداية هذا العام خسرت شركة "تيسلا" ما يصل إلى نسبة 44 في المئة من قيمتها مع هبوط سعر سهمها في السوق نتيجة عمليات البيع الكثيفة لأسهمها. كما تعرضت الشركة أيضا لعدة مشكلات، أغلبها بسبب تصريحات رئيسها إيلون ماسك المثيرة للجدل وبخاصة تغريداته على موقع "تويتر". وحذر عدد من المحللين والمعلقين من أن اهتمام ماسك بصفقة شرائه لشركة "تويتر" بأكثر من 40 مليار دولار قد تضر بشركة "تيسلا" نتيجة انصراف اهتمامه الرئيسي عنها.
وكان إيلون ماسك أعلن الشهر الماضي أن الشركة ستخفض العمالة الدائمة (بمرتبات شهرية) فيها بنسبة 10 في المئة لتقليل كلفة الإنتاج. وأرجع ذلك إلى تشاؤمه بشأن أداء الاقتصاد الأميركي وتوقعه لركود اقتصادي في أكبر اقتصاد في العالم.
تراجع عدد السيارات
كما أعلنت الشركة قبل أيام عن تراجع عدد سياراتها التي تسلمها بسبب مشكلات اختناقات سلاسل التوريد وتوقف العمل في أكبر مصانعها في الصين لأسابيع وكذلك ضغوط تكاليف الإنتاج في مصنعيها الرئيسيين في تكساس وبرلين. وبدأ المحللون في السوق يشككون في قدرة شركة "تيسلا" على تحقيق سقف الإنتاج الذي حدده رئيسها إيلون ماسك لهذا العام 2022.
وذكرت شركة "تيسلا" في بيانها نهاية الأسبوع المنصرم أنها قامت بتسليم 254 ألف سيارة في الربع الثاني من العام. وعلى رغم أن الرقم يزيد بنسبة 27 في المئة على مبيعاتها في الفترة ذاتها من العام الماضي إلا أنه أقل بكثير من تقديرات السوق التي كانت عند 350 ألف سيارة في الربع الثاني. كما أنه أقل أيضاً مما سلمته الشركة في الربع الأول وبلغ 310 آلاف سيارة. أي أن عدد السيارات التي سلمتها "تيسلا" تراجع بنسبة 18 في المئة في الربع الثاني مقابل الربع الأول من هذا العام.
وتنتظر الأسواق الإفصاح المالي للشركة يوم 20 من الشهر الحالي لمعرفة ما إذا كانت الشركة ستحقق المستهدف من الإنتاج، بالتالي العائدات والأرباح، للعام كله أم لا. لكن الواضح أن تراجع الإنتاج في مصنعها في الصين سيجعل تحقيق المستهدف للعام في غاية الصعوبة. وينتج المصنع في شنغهاي نحو 40 في المئة من السيارات الكهربائية التي تبيعها "تيسلا" حول العالم. ومنذ بداية العام حتى الآن تراجع إنتاج المصنع في الصين بنحو 70 ألف سيارة.