فيما تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى زيادة أسعار القمح ويرفع البيزو الضعيف تكلفة زيت الطعام المستورد، يقلص عديد من الخبازين الفلبينيين حجم لفة خبز "البانديسال" الشعبية لمواجهة التضخم.
كانت لفة خبز "البانديسال" الهش، الذي في الأغلب ما يتناوله الفلبينيون مع القهوة أو محشوا بالجبن، تزن 35 جراما في مخبز ماتيمياس، في ضواحي مانيلا.
لكن مع ارتفاع تكلفة المكونات المحلية والمستوردة في الأشهر الأخيرة، قلصت خام ماوليون، وهي من مالكي هذا المخبز، حجم قطعة الخبز المعروفة بـ"خبز الفقير" لأنها رخيصة، إلى نحو 25 جراما، بانخفاض يقارب 30 في المائة، لتجنب رفع سعرها 2.50 بيزو (نحو 0.04 دولار).
وكانت تخشى أن تؤدي هذه الزيادة الطفيفة إلى جعل زبائنها الذين يعانون ضائقة مالية في حيها يقصدون مخبزا منافسا على مسافة شوارع قليلة.
وقالت ماوليون لـ"الفرنسية"، "كان علينا تقليص حجم الحصة من أجل الاستمرار".
ومع رفع الفلبين القيود الصحية المرتبطة بكوفيد - 19 وعودة الأطفال إلى المدرسة هذا العام، كانت ماوليون تأمل في أن يتحسن الوضع الاقتصادي.
لكن منذ كانون الأول (ديسمبر)، مع ارتفاع أسعار القمح والوقود، ارتفع سعر الدقيق أكثر من 30 في المائة، بينما ارتفع سعر السكر 25 في المائة، وسعر الملح 40 في المائة، كما أوضحت.
لا يكسب المخبز ما يكفي من الأموال لشراء المكونات بكميات كبيرة، ما يجعله عرضة لتغير الأسعار في الأسواق المحلية والدولية.
وفي النهاية، بعد تسريح موظفين ومحاولة خفض التكاليف الأخرى، اضطرت ماوليون هذا الأسبوع إلى رفع سعر "البانديسال" 20 في المائة إلى ثلاثة بيزو.
وأشارت إلى أن تقليص حجم لفة الخبز أكثر من ذلك سيؤثر في جودتها، مضيفة "لكننا سنجرب ذلك إذا استمر الناس في شرائها.. البانديسال مهم جدا في حياة الفلبينيين".
بالنسبة إلى لارني جوارينو (35 عاما)، وهي أم لخمسة، فإن ارتفاع الأسعار يعني أن عائلتها الآن ستأكل عددا أقل من لفائف الخبز على الفطور.
وقالت "سيتعين علينا تعديل الحصص. من خمس قطع لكل واحد منهم إلى ثلاث أو أربع فقط".
من جانبه، قال لوسيتو تشافيز، رئيس جمعية تمثل المخابز المحلية، إن آلاف صانعي الخبز يعانون ارتفاع تكلفة المواد الخام، ومعظمها مستورد.
وأضاف "جميعنا نعاني، ليس من أجل الربح فحسب، بل أيضا من أجل البقاء". وتابع "علينا حماية صناعة البانديسال".
بلغ معدل التضخم في الفلبين 6.1 في المائة في حزيران (يونيو)، وهو أعلى مستوى في أربع أعوام، فيما أدت الزيادات الحادة في أسعار الوقود إلى ارتفاع أسعار الغذاء والنقل.
وقال جوي سالسيدا النائب والخبير الاقتصادي، إن الخبز سيكون الأكثر تضررا بعملية "شرينك فلايشن"، أي عندما يتقلص حجم المنتج، لكن سعره يبقى على حاله.
وصرح للصحافيين أخيرا "أسعار القمح ازدادت 165 في المائة"، وحض المخابز على دعم منتجاتها بفيتامينات ومعادن.