تظهر الأبحاث أن نحو نصف الموظفين لم يطلبوا من أصحاب العمل زيادة في الأجر، وهو ما يطرح تساؤلات حول الأسباب التي تكمن وراء صعوبة التفاوض بشأن الراتب؟
وفي تقرير نشره موقع "ذا بالانس كاريرز" (Thebalancecareers) الأميركي، ذكرت الكاتبة جين هوبلي لوكوالدت أن استطلاعا أجرته مؤسسة "باي سكيل" (PayScale) أظهر أن 28% من المشاركين لم يتفاوضوا مطلقًا بشأن زيادة في الراتب لأنهم يكونون غير مرتاحين لطلب زيادة.
وقال نحو خُمس المشاركين إنهم لا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم انتهازيون.
لكن المطالبة بحقوقك ليست انتهازية، وإنما يتعين عليك اتباع الطريقة الصحيحة للتفاوض بشأن زيادة الراتب. وفي ما يلي أهم النصائح التي يمكنك اتباعها.
قد يبدو طلب زيادة في الراتب أو التفاوض على راتب مبدئيا بمثابة مواجهة، ولكن صاحب العمل ليس عدوًّا لك، لأنكما تتشاركان الهدف نفسه، وهو أن تحصل على أجر مناسب مقابل مهاراتك أو خبرتك.
تظهر الأبحاث أن الموظفين الذين يشعرون بأنهم يتقاضون رواتب عادلة يكونون الأكثر إنتاجية وأكثر التزاما، ويبقون في وظائفهم فترة أطول مقارنة بأولئك الذين يتقاضون رواتب غير عادلة.
ومن المرجح أن يكون استبدالك بموظف آخر مكلفًا بالنسبة لصاحب العمل، كما تظهر الأبحاث أنه يمكن لأصحاب الأعمال أن يتوقعوا إنفاق نحو 30% من راتب الموظف المغادر في البحث عن بديل له وتوظيفه.
يمكن أن تختلف نطاقات الرواتب بشكل كبير من مؤسسة إلى أخرى، ولكن لا يزال من الجيد تكوين فكرة عن الراتب المعقول للوظيفة التي تشغلها.
يمكنك استخدام حاسبات الرواتب المجانية من مواقع مثل "غلاس دور"(Glassdoor) و"باي سكيل" و"ساليري.كوم" (Salary.com) للعثور على نطاقات للمسمى الوظيفي الخاص بك.
ولا تنسى إضافة ما لديك من مهارات وشهادات وتدوين ملاحظة حول معيار الاستحقاقات والامتيازات. وبناء على ظروفك قد يكون من المنطقي مثلا أن تتلقى راتبا أقل مقابل الحصول على إجازة أطول أو تأمين صحي أفضل. ولكن لن تكون قادرا على اتخاذ هذا القرار إلا حين تتوفر لديك جميع هذه المقاييس.
عند التفاوض بشأن الراتب اعتمد على تلك المقاييس وليس على عواطفك، وحاول تجنب الرغبة في التنفيس عن إحباطك أو إغراء مشاركة ظروفك الشخصية أثناء مناقشة الزيادة، وبدل ذلك اجعل حججك مبنية على الحقائق.
في عالم مثالي ستكون مهاراتك ومؤهلاتك هي الشيء الوحيد الذي يهم أثناء التفاوض بشأن الراتب، لكننا لا نعيش في عالم مثالي، وكل شخص لديه تحيز، وهذا يشمل للأسف أصحاب العمل؛ وهذا لا يعني أنه عليك تجنب التفاوض على زيادة راتبك لأنك من المحتمل أن تواجه تأثيرات هذا التحيز الجنسي.
وبدل من ذلك تحتاج إلى أن تكون على دراية بهذا التحيز وأن تتخذ الخطوات المناسبة للالتفاف عليه.
الشبكات الاجتماعية لا تساعد فقط في العثور على فرص عمل، بل تمكنك في بعض الأحيان من التعرف على مساوئ صاحب العمل الجديد.
إذا تمكنت من الحصول على جهات اتصال في الشركة، فعليك ألا تفوت فرصة التحدث معهم لتقصي بعض الحقائق المهمة.
وإذا تمكنت من معرفة نطاق رواتبهم سيكون ذلك جيدا بالنسبة لك، ولكن إذا كانوا مترددين في التحدث عن الأرقام، فيمكنك معرفة وجهة نظرهم حول سياسة الرواتب في الشركة بشكل عام.
يقول 70% من مديري التوظيف إنهم يتوقعون أن يتفاوض المرشحون على زيادة في الراتب عندما يحصلون على عرض عمل جديد في مكان آخر.
لذلك من الجيد دائمًا طلب المزيد عندما تُعرض عليك وظيفة في مؤسسة أخرى، حتى لو تحجج مدير التوظيف بتقلص الميزانية، فمن المحتمل أنه لن يرفض طلبك.
إلى جانب أهمية التوقيت، ضع في اعتبارك أن هناك عددًا من العوامل التي يجب عليك استغلالها لفائدتك حتى يتمكن مديرك من دعمك. اختر وقتًا يكون فيه أداء الشركة المالي جيدًا، وعندما يتم الاعتراف بجهودك القيّمة في العمل.
على عكس ما قد تفترضه، فإن مراجعة نهاية العام ليست دائمًا أفضل وقت للحصول على زيادة لأن الميزانيات غالبًا يتم تحديدها في هذه المرحلة.
ولكن هذا هو الوقت المناسب لإخبار رئيسك في العمل أنك حريص على خوض تحديات جديدة والمكافآت التي تأتي معها.
كشف استطلاع للرأي عن أن 39% من المشاركين يكذبون بشأن حصولهم على عرض عمل آخر للحصول على راتب أعلى، لكن هذه الكذبة قد لا تكون فكرة سديدة.
وخلصت الكاتبة إلى أنه يمكنك تحقيق أهدافك بسهولة من خلال إجراء البحث الخاص بك واغتنام بعض الفرص المثيرة لطلب زيادة في الراتب.