يناقش وزراء مالية مجموعة الدول السبع غدا الجمعة مقترحا أميركيا لفرض سقف على أسعار النفط الروسي باعتباره السبيل الأكثر فعالية لإلحاق الأذى بإيرادات موسكو وتخفيض أسعار الطاقة العالمية.
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إنّ هذا الإجراء ضروري من أجل خفض عائدات موسكو النفطية وتجفيف تمويل الحرب في أوكرانيا، وفق وصفها.
وتضم مجموعة السبع الولايات المتحدة وألمانيا واليابان وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وكندا.
كما قالت وزارة الخزانة الأميركية إن الوزيرة يلين اجتمعت مع وزير المالية البريطاني ناظم الزهاوي أمس الأربعاء وناقشا الجهود الرامية لفرض سقف سعري للنفط الروسي بهدف خفض أسعار الطاقة العالمية وتقييد إيرادات روسيا.
في الأثناء قالت وكالة الطاقة الدولية الشهر الماضي إنه على الرغم من أن صادرات روسيا النفطية سجلت أدنى مستوياتها منذ أغسطس/آب الماضي، فإن إيرادات التصدير في يونيو/حزيران الماضي زادت بمقدار 700 مليون دولار على أساس شهري بسبب ارتفاع الأسعار، بزيادة 40% عن متوسط العام الماضي.
واقترح زعماء غربيون معالجة ذلك من خلال فرض سقف لأسعار النفط لتقييد حجم الأموال التي يمكن لشركات التكرير والتجار أن يدفعوها مقابل النفط الروسي، وهو تحرك تقول موسكو إنها لن تتقيد به ويمكنها إحباطه بشحن النفط إلى دول لا تنفذ السقف السعري.
ويسعى أعضاء مجموعة السبع أيضا لإيجاد سبل لسد نقص في إمدادات الطاقة والتغلب على زيادات حادة في الأسعار؛ بينما يتمسكون بتعهداتهم بشأن المناخ وسط التوترات مع روسيا.
في هذه الأثناء، جدد البيت الأبيض التزام الولايات المتحدة بمواصلة البحث عن سبل لزيادة منتجات الغاز المتجهة إلى أوروبا وسط تخفيضات إمدادات الطاقة من روسيا.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم مجددا الطاقة كسلاح.
وأوقفت روسيا بشكل كامل ضخ الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" (nord stream 1).
وكانت شركة "غازبروم" الروسية أعلنت أنها ستوقف تدفق الغاز اعتبارا من أمس الأربعاء حتى السبت المقبل.
وخفضت موسكو بالفعل الإمدادات عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" إلى 40% في يونيو/حزيران الماضي، ثم إلى 20% في يوليو/تموز المنصرم.
كما أعلنت الشركة الروسية قطعها إمدادات الغاز عن شركة الطاقة الفرنسية "إنجي" (Engie) بعد تخلفها عن سداد مدفوعات مترتبة عليها عن يوليو/تموز الماضي.
وتعد الشركة الفرنسية أكبر شبكة لنقل وتخزين الغاز في أوروبا من حيث القدرات الاستيعابية.
رغم إعلان الاتحاد الأوروبي وصول مخزون الغاز لديه إلى نسبة 80% إلا أن خبراء استبعدوا أن تتخطى أوروبا أزمة الإمدادات الآتية من روسيا.
وأكد الخبراء أن امتلاء البنى التحتية الأوروبية يؤمن لأوروبا اكتفاء لنحو 3 أشهر متواصلة.
وحذر هؤلاء من أنه إذا لم تنجح الحكومات في خفض استهلاكها من الطاقة فإن مخزونها من الغاز سيصبح متدنيا بحلول مارس/آذار المقبل.
ويعتقد الخبراء أنه في حال عدم خفض استهلاك الغاز في الصناعات والمباني فستلجأ الحكومة إلى خيار تقنين الكهرباء خلال فصل الشتاء القادم.
يشار إلى أن الطقس الحار الذي ضرب مناطق واسعة في أوروبا أدى إلى جفاف الأنهار وأعاق حركة السفن المحملة بالفحم ومنعها من الوصول إلى محطات الطاقة، في حين أدت سرعات الرياح المنخفضة إلى تقليص الإنتاج من التوربينات بشكل متزايد في دول القارة.