اصطدمت مركبة الفضاء (دارت) التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) بنجاح بكويكب بعيد بسرعة تفوق سرعة الصوت يوم الاثنين في اختبار لأول نظام دفاع كوكبي في العالم، والمصمم لمنع حدوث اصطدام كارثي لنيزك بالأرض.
وظهرت أول محاولة للبشر لتغيير مسار كويكب أو جرم سماوي في بث لناسا على الإنترنت من مركز عمليات المهمة في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز في لوريل بولاية ماريلاند. وجاءت بعد عشرة أشهر من إطلاق المركبة دارت.
وأظهر البث المباشر صورا التقطتها كاميرا على متن دارت بينما ارتطمت المركبة المصممة على شكل مكعب، ولا يزيد حجمها عن حجم آلة بيع، والمزودة بمصفوفتين مستطيلتين من الألواح الشمسية، بالكويكب دايمورفوس، الذي يعادل تقريبا حجم ملعب كرة قدم، في الساعة 7:14 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (2314 بتوقيت جرينتش) على بعد 11 مليون كيلومتر من الأرض.
والهدف من المهمة هو تحديد ما إذا كانت المركبة الفضائية قادرة على تغيير مسار كويكب من خلال القوة الحركية، ودفعه بعيدا عن مساره بما يكفي لإبقاء كوكبنا آمنا.
ولن يُعرف ما إذا كانت التجربة قد نجحت أم لا قبل مزيد من المشاهدات للكويكب بواسطة تلسكوب أرضي الشهر المقبل. لكن مسؤولي ناسا أشادوا بالنتيجة الفورية للاختبار الذي أجري مساء يوم الاثنين، قائلين إن المركبة الفضائية حققت هدفها.
وقالت بام ميلروي نائبة مدير ناسا، وهي رائدة فضاء متقاعدة، بعد دقائق من الاصطدام "تعمل وكالة ناسا لصالح البشرية، لذلك بالنسبة لنا فإن فعل شيء كهذا يمثل أسمى إنجاز لمهمتنا. عرض تقني... يمكن أن ينقذ موطننا يوما ما".
أُطلقت دارت بواسطة صاروخ سبيس إكس في نوفمبر تشرين الثاني 2021، ونفذت معظم المهمة تحت إشراف مديري الرحلات في وكالة ناسا، قبل تسليم التحكم في المركبة إلى نظام ملاحة مستقل على متنها في الساعات الأخيرة من الرحلة.
وأكد علماء ناسا أن الاختبار لا يمكن أن يسفر عن تهديد للأرض عن طريق الخطأ.
وتقدر وكالة ناسا التكلفة الكلية لمشروع دارت عند 330 مليون دولار، وهو أقل بكثير من تكلفة العديد من المهام العلمية الأكثر طموحا لوكالة الفضاء.