في ظل التوقعات القاتمة للاقتصاد الأمريكي التي تصدر من حين لآخر على وقع التشدد في رفع الفائدة الأمريكية وبدء دخول البلاد نفق الركود، صدرت بيانات مؤشر مديري المشتريات الصناعي الصادر عن معهد إدارة التوريدات سلبية على عكس التوقعات.
على الجانب الآخر، افتتحت الأسهم الأمريكية على صعود على غير العادة، مستفيدة من تراجع الدولار وبيانات التصنيع السلبية. حيث تحاول الأسهم التعافي من صدمة الفيدرالي التي ألحقت بالأسهم خسائر قياسية.
سجل مؤشر مديري المشتريات الصناعي الصادر عن معهد إدارة التوريدات (ISM) عن شهر سبتمبر 50.9 نقطة، فيما كانت تشير التوقعات بتسجيله 52.2.
بينما سجل مؤشر التوظيف في القطاع الصناعي الصادر عن معهد إدارة التوريدات (ISM) في سبتمبر 48.7 بعد أن كان مقدر له أن يسجل 53 نقطة.
يحدد مؤشر مؤسسة إدارة الدعم (ISM) بالقطاع الصناعي مستوى نشاط مديري المشتريات في القطاع الصناعي، وتشير القراءة فوق مستوى 50 إلى التوسع، والعكس صحيح إذا ما جاء دون الـ 50 نقطة.
وللحصول على قراءة هذا المؤشر، يحدد مديرو المشتريات مستوى بعض العناصر في هذا القطاع، وتتضمن التوظيف، والإنتاج، والطلبيات الجديدة، وتوزيع الموارد، والمخزونات. للاتجاه الصعودي تأثير إيجابي على عملة البلاد.
يراقب تجار العملة هذا المؤشر عن كثب حيث يمكن لمديري المشتريات نظرا لطبيعة عملهم الدخول على بيانات حول أداء شركاتهم، مما يجعل من هذا المؤشر مؤشر قيادي للأداء الاقتصادي العام.
قال “بنك أوف أمريكا” إن أسواق الأسهم والسندات العالمية فقدت نحو 46.1 تريليون دولار من قيمتها السوقية منذ نوفمبر 2021.
وذكر مايكل هارتنت كبير محللي الاستثمار في مذكرة، أن التراجع القوي أدى إلى عمليات تصفية قسرية في “وول ستريت”، ما قد يفسر الهبوط الأخير في السوق الأمريكي.
ويعتقد هارتنت، أن الخسائر في الأسواق العالمية لن تتوقف حتى ينهي الاحتياطي الفيدرالي سياسة رفع الفائدة بالتنسيق مع البنوك المركزية الأخرى.
وأشار إلى أن خسائر أسواق الأسهم والسندات ترجع إلى رفع معدلات الفائدة وصدمة التشديد الكمي من الاحتياطي الفيدرالي، والتي أضرت ما سمّاه “إدمان السيولة” في السوق.
وأضاف: “تتوقف الأسواق عن الذعر عندما تبدأ البنوك المركزية في الشعور بالخوف، لكن القلق الذي انتاب بنكي اليابان وإنجلترا مؤخراً ليس موثوقاً به ولا يعتبر منسقاً”.
توقع استراتيجيو “جولدمان ساكس” في مذكرة، بيع كل من الأسر والأجانب ما قيمته 100 مليار دولار من الأسهم الأمريكية في العام المقبل، بعد إجراء صافي مشتريات بنفس القدر في العام الحالي.
وحسبما نقلت “بلومبرج”، ذكر الاستراتيجيون أن الطلب على الأسهم من الأسر – التي تعد أكبر مصدر لمشتريات الأسهم منذ عام 2020 – تحول إلى سلبي ولكن بشكل قليل في الربع الثاني.
وتوقعوا أيضًا أن تكون الشركات أكبر مصدر للطلب على الأسهم الأمريكية العام المقبل، وإن كان بوتيرة أقل من عام 2022، مع احتمالية شراء أسهم بقيمة 500 مليار دولار بسبب عمليات إعادة الشراء القوية وضعف عمليات الإصدار الجديدة.
كما أشاروا إلى أن التقييمات المرتفعة نسبيًا للأسهم الأمريكية والاقتصاد المتباطئ سوف يدفعان المستثمرين الأجانب نحو تسجيل صافي بيع.
وأوضحوا أن الصناديق المشتركة عززت مخصصاتها من الكاش بأسرع وتيرة منذ عام 2009، ويتوقعون بيع الصناديق المشتركة أسهمًا أمريكية بقيمة 300 مليار دولار في العام المقبل.
سجلت الأسهم الأمريكية مكاسب قوية بمستهل تعاملات اليوم، وذلك بعد صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الصناعي بقراءة سلبية للغاية.
ارتفع مؤشر داو جونز الآن بنحو 512 نقطة أو بنسبة 1.8% تقريبا ليسجل 29237 نقطة. وقفز مؤشر S&P بمقدار 60 نقطة أو بنسبة 1.7% تقريبا ليصل إلى 3646 نقطة.
فيما ارتفع مؤشر ناسداك بحوالي 1.2% أو 134 نقطة ليستقر عند 11101 نقطة.
وكانت الأسهم الأمريكية قد تضررت بشدة من بعد صدور قرار الفيدرالي برفع الفائدة، واستمرار أعضاء المجلس في تصريحاتهم المتشددة حول رفع مقبل للفائدة أيضًا.
قفزت العقود الفورية للذهب دولار أمريكي بقوة خلال اللحظات الحالية عند مستويات قرب الـ 1680 دولار للأوقية مرتفعًا بنسبة 1%.
وفي المقابل ارتفعت العقود الآجلة للمعدن الأصفر خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم ما يعادل 1%، صعودًا إلى مستويات قرب الـ 1688 دولار للأوقية.
صعد خام نايمكس الأمريكي الخفيف خلال هذه اللحظات إلى مستويات الـ 84 دولار للبرميل وبنسبة 5.5%.
وفي المقابل ارتفع خام برنت إلى مستويات 89 دولار بنسبة 4.5% خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم.
سقط مؤشر الدولار الأمريكي في اللحظات الحالية بعد انفجار الأسهم والذهب والنفط صعودًا بعد البيانات السلبية.
ويقترب مؤشر الدولار الآن من مستويات الـ 111 خاسرًا ما يقرب 0.2%.
فيما سقط عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بحوالي 4.5% ليسجل 3.630.