أظهر أحدث استطلاع للسوق في بريطانيا، أنَّ أكثر من 60% من السكان سوف يخفضون إنفاقهم خلال موسم الأعياد في نهاية العام الحالي، وهو ما دفع إلى التوقعات بتراجع مبيعات الهدايا والسلع غير الضرورية بشكل حاد خلال العالم الجاري.

وبحسب البحث الذي أجرته شركة "ريتيل إيكونوميكس"، واطلعت على نتائجه "العربية.نت"، فمن المتوقع أن ينفق المتسوقون البريطانيون 4.4 مليار جنيه إسترليني أقل على الأشياء غير الضرورية، بانخفاض نسبته 22%، وذلك خلال الفترة التي تسبق عيد الميلاد ورأس السنة، وذلك بسبب أن ارتفاع تكلفة المعيشة يضع ضغوطاً على أموالهم الفائضة.

ويتوقع ما يقرب من 60% من المتسوقين في بريطانيا تقليص الإنفاق غير الغذائي خلال ما يسمى "الربع الذهبي"، وهي الأشهر الثلاثة الأخيرة من كل عام، وهي الفترة التي يحقق فيها أغلب تجار التجزئة معظم أرباحهم السنوية.

وتزيد التوقعات المستقبلية من الضغط على الشركات التي تواجه بالفعل ارتفاع فواتير الطاقة وتكاليف العمالة بالإضافة إلى زيادة تكلفة السلع مما أجبر الكثيرين على تقليص ساعات العمل.

قال ريتشارد ليم، الرئيس التنفيذي لشركة أبحاث "ريتيل إيكونوميكس"، إنه "من المتوقع أن يصل التضخم إلى الذروة في الوقت الخطأ تمامًا لتجار التجزئة، حيث تتعرض ميزانيات المتسوقين بالفعل لضغوط شديدة مع بلوغ التضخم أعلى مستوياته في عقد عبر الأسواق الدولية. المستهلكون قلقون، والميزانيات تحت الضغط، والأسر تنوي تقليصها هذا العام لأنها تكافح لتغطية نفقاتها".

ويضيف أنه "في ظل هذه الخلفية الضعيفة للمستهلكين، يواجه تجار التجزئة أيضاً ضغوطاً من ارتفاع تكاليف المدخلات والتشغيل التي تختبر نماذج الأعمال، ومع تعرض هوامش الربح لضغوط شديدة، يخطط بعض تجار التجزئة لتمرير التكاليف من خلال خيارات التسليم والمرتجعات، وتحديداً المجالات التي تشجع المستهلكين على البحث عن بدائل".

ويبدو أن تجار الملابس والأحذية في قطاع التجزئة، الذين تمتعوا بازدهار خلال فصل الصيف بفضل عودة الحياة الاجتماعية والأحداث الكبرى مثل حفلات الزفاف، هم الأكثر تضرراً حيث يتطلع أكثر من ربع المستهلكين إلى تقليص نفقاتهم على هذه السلع.

وخفضت شركة "نكست" العملاقة المتخصصة بمبيعات الملابس توقعات المبيعات والأرباح لموسم عيد الميلاد في ضوء الركود المتوقع، كما حذرت من استمرار الأوقات الصعبة في العام المقبل.

ويتوقع حوالي خُمس المتسوقين تقليص السلع الكهربائية والألعاب والأدوات المنزلية، والتي تمتعت جميعها بمبيعات قوية أثناء عمليات الإغلاق الوبائي، حيث وصف 38% من المتسوقين أنفسهم بأنهم معرضون لخطر كبير من ارتفاع تكلفة المعيشة ونسبة مماثلة قالوا إنهم "آمنون لكنهم قلقون".

وفي حين أنه من المتوقع أن يتباطأ التحول إلى التسوق عبر الإنترنت، نظراً لأن التكاليف المرتفعة المرتبطة بتسليم واسترجاع العناصر المرتجعة تفرض زيادة في الرسوم، فإن الأسواق ووجهات التسوق الأخرى في جميع أنحاء البلاد ستشعر أيضاً بالضيق.