logo

صفعة السعودية تؤلم الأمريكيين.. بايدن يُعيد تقيم علاقة واشنطن بالرياض

11 أكتوبر 2022 ، آخر تحديث: 11 أكتوبر 2022
176140.jpg
صفعة السعودية تؤلم الأمريكيين.. بايدن يُعيد تقيم علاقة واشنطن بالرياض

بعد موجة من الانتقادات اللاذعة التي تلقتها الإدارة الأمريكية عقب فشل الرئيس الأمريكي جو بايدن في إقناع المسؤولين في الرياض برفع إنتاج النفط عبر منظمة أوبك+، خاصة بعد زيارة تاريخية للرئيس الأمريكي التقى خلالها بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

يبدو أن الإدارة الأمريكية بصدد إعادة تقييم العلاقات مع المملكة العربية السعودية بعدما تلقت صفعتين متتاليتين، كانت الأولى في الشهر الماضي بعد قيام السعودية زعيمة أوبك+ بخفض الإنتاج 100 ألف برميل، والصفعة الثانية منذ أيام عقب قيام أوبك+ بإقرار أكبر خفض للإنتاج منذ جائحة كورونا.

بيان رسمي

قال المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي يوم الثلاثاء إن الرئيس جو بايدن يعيد تقييم العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية بعد أن أعلنت أوبك + الأسبوع الماضي أنها ستخفض الإنتاج.

وقال كيربي في مقابلة مع شبكة سي إن إن: "أعتقد أن الرئيس كان واضحًا جدًا في أن هذه علاقة يجب أن نواصل إعادة تقييمها، وأننا بحاجة لأن نكون مستعدين لإعادة النظر فيها".

وأضاف المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي: "بالتأكيد يأتي ذلك في ضوء قرار أوبك، أعتقد أن هذا هو مكانه".

خيبة أمل

وقال كيربي إن بايدن أصيب بخيبة أمل من قرار أوبك +، و "إنه على استعداد للعمل مع الكونجرس للتفكير فيما يجب أن تبدو عليه هذه العلاقة للمضي قدمًا".

وأضاف كيربي: "وأعتقد أنه سيكون على استعداد لبدء هذه المحادثات على الفور.. لا أعتقد أن هذا شيء سيتعين عليه الانتظار أو الانتظار، بصراحة تامة، لفترة أطول".

وأضاف المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض أن القضية لا تتعلق فقط بالحرب في أوكرانيا ولكنها تتعلق بمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة.

 

مجلس الشيوخ

دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، روبرت مينينديز، إلى تجميد كل التعاون الأمريكي مع المملكة العربية السعودية، مقدمًا أحد أقوى التعبيرات حتى الآن عن الغضب الأمريكي من تخفيضات إنتاج النفط السعودي التي تعمل على تعزيز روسيا في حربها في أوكرانيا.

في بيان رسمى دعا مينينديز على وجه التحديد إلى قطع جميع مبيعات الأسلحة والتعاون الأمني ​​- وهو أحد الركائز الأساسية للشراكة الإستراتيجية الأمريكية مع المملكة النفطية لأكثر من 70 عامًا - بما يتجاوز الحد الأدنى الضروري للدفاع عن المصالح الأمريكية والأمريكية.

مزاعم واشنطن

يأتي رد الفعل الأمريكي بعد أربعة أيام من قيادة السعودية لدول أوبك+ للإعلان عن خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، ترى واشنطن ان التخفيضات التي تقودها السعودية تدعم أسعار النفط المرتفعة التي تسمح للرئيس فلاديمير بوتين بمواصلة دفع ثمن غزوه لأوكرانيا الذي دام ثمانية أشهر.

ووفقًا لواشنطن يضر خفض الإنتاج أيضًا بالجهود التي تقودها الولايات المتحدة لجعل الحرب غير مستدامة مالياً لروسيا، ويهدد الاقتصاد العالمي المضطرب بالفعل بسبب الصراع في أوكرانيا، ويخاطر بإثقال الرئيس جو بايدن والديمقراطيين بسبب ارتفاع أسعار البنزين قبل الانتخابات النصفية للولايات المتحدة.

يذكر أن سعى بايدن إلى إصلاح العلاقات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وسافر إلى المملكة العربية السعودية في يوليو في محاولة لاسترضاء المملكة والحصول على دعم السعوديين لمواجهة روسيا.

 

لماذا غضبت واشنطن؟

بداية لم تعتد الإدارة الأمريكية أن تقابل طلباتها بالرفض خاصة وإن جاءت بعد زيارة رسمية من رأس الدولة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منذ أشهر في محاولة لإقناعه بخفض الإنتاج.

تقول الإدارة الأمريكية أن ارتفاع أسعار النفط يصب في مصلحة روسيا التي تحصل على مليارات من الدولارات من العائدات النفطية والتي تساعد آلة الحرب الروسية في غزوها لأوكرانيا.

بيد أن هناك أسبابًا تحدثت عنها الإدارة الأمريكية بعيدًا عما تم إعلانه بشأن دعم روسيا أو ضعف الاقتصاد العالمي...

  • - أظهرت بيانات من وزارة الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط الخام في احتياطيات الطوارئ للولايات المتحدة هبطت إلى ما يقرب من من 430 مليون برميل.

  • - يعد هذا أكبر انخفاض في مخزون النفط في الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأميركي منذ مايو ويدفع مخزونات الخام لأدنى مستوى منذ أكتوبر 1984.

  • - ارتفاع أسعار الوقود في الولايات المتحدة التي ساهمت في زيادات حادة في التضخم إلى أعلى مستوياته في 40 عام.

  • - قالت وزيرة الطاقة جنيفر جرانهولم إن إدارة بايدن تدرس الحاجة لمزيد من الإطلاقات من الاحتياطي البترولي بعد أن ينتهي البرنامج الحالي في أكتوبر.

  • - اقترحت وزارة الطاقة سد النقص في الاحتياطي البترولي بالسماح له بالدخول في عقود لشراء النفط في سنوات قادمة بأسعار ثابتة محددة سلفا.

  • - الحرج الكبير الذي سقطت فيه إدارة بايدن عقب الرحلات المكوكية والتي جاءت زيارة رئيس البيت الأبيض إلى المملكة العربية السعودية في محاولة لإقناع مسؤولي السعودية بخفض الإنتاج.

لمحة عن الأزمة

وافق الكارتل المكون من 13 دولة منتجة للنفط يوم الأربعاء الماضي على خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا اعتبارًا من نوفمبر، في سياق سوق ضيقة بالفعل وتزايد التضخم العالمي الناجم جزئيًا عن ارتفاع أسعار الطاقة.

اتخذت أوبك القرار على الرغم من سلسلة الرحلات التي قام بها قادة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى المملكة العربية السعودية في الأسابيع الأخيرة لمحاولة إقناع ولي العهد ورئيس الوزراء الجديد محمد بن سلمان بزيادة إنتاج النفط لمحاربة التضخم.

 

رد السعودية

ورد عادل الجبير، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، على المزاعم بأن المملكة مسؤولة عن ارتفاع أسعار الغاز الأمريكي، وبدلاً من ذلك قال إن عدم كفاية قدرة التكرير الأمريكية كان وراء ارتفاع التكاليف.

وقال الجبير في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز: "النفط ليس سلاحا ... ننظر إلى النفط كسلعة وننظر إلى كل هذا مهم للاقتصاد العالمي الذي نمتلك فيه حصة كبيرة.. السعودية لا تسيّس قرارات النفط أو النفط".

 

وأضاف وزير الخارجية السعودي إن فكرة قيام المملكة العربية السعودية بفعل ذلك لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة أو المشاركة السياسية بأي شكل من الأشكال ليست صحيحة على الإطلاق.

وتابع الجبير..مع الاحترام الواجب، فإن سبب ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة هو أن لديك نقصًا في التكرير منذ أكثر من 20 عامًا، ولم تقم ببناء مصافي منذ عقود.

وقال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، الأربعاء، إن الخفض الحقيقي للإمدادات الناجم عن اتفاق أوبك + سيبلغ نحو مليون إلى 1.1 مليون برميل يوميا، وأضاف أن المملكة تسعى لمنع التقلبات وليس استهداف سعر معين للنفط.

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024