قالت رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغيفا، إن الحرب في أوكرانيا هي "العامل السلبي الوحيد الأكثر أهمية" للاقتصاد العالمي في 2022، والأرجح لعام 2023 أيضاً.
وأشارت في حديثها على هامش قمة مجموعة العشرين المنعقدة في إندونيسا، إلى أن أي شيء يزيد القلق هو، بالطبع، ضار بآفاق النمو وتلبية احتياجات وتطلعات الناس في كل مكان.
وجاءت تعليقاتها ردا على أنباء ضرب صاروخ الأراضي البولندية في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين.
وتشير التقييمات الأولية إلى أن الصاروخ الروسي الصنع ربما أطلقته القوات الأوكرانية على صاروخ روسي قادم.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إنه "لم يكن هناك ما يشير إلى أن هذا كان نتيجة هجوم متعمد"، حتى مع استمرار التحقيقات.
ندد معظم أعضاء مجموعة العشرين بالعدوان الروسي على أوكرانيا في مسودة إعلان يوم الثلاثاء.
وشددت غورغيفا، على أن قمة مجموعة العشرين لا تتعلق بحقيقة وجود إعلان مشترك، ولكن التركيز كان على "مشاكل ملحة للغاية" - مثل التضخم العالمي، وارتفاع تكاليف المعيشة، وأمن الغذاء والطاقة، وفقاً لما ذكرته في مقابلة لشبكة "CNBC"، واطلعت عليه "العربية.نت".
الثمن الباهظ الذي يجب دفعه للانقسام
أصدر صندوق النقد الدولي سابقاً تحذيرات بشأن انقسام الاقتصاد العالمي نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية، وخفض توقعات النمو لعام 2023 إلى 2.7% - متوقعاً تباطؤاً من 3.2% المتوقعة في عام 2022.
ووفقاً لتقرير أكتوبر، فإن هذا هو أضعف معدل نمو منذ عام 2001 باستثناء الأزمة المالية العالمية والمرحلة الحادة لوباء كوفيد-19.
وقالت غورغيفا: "إننا نشهد بالفعل بعض علامات التفتت وهي تأتي من مصدر قلق مشروع ... أمن الإمدادات".
وحذرت من أنه إذا اختار العالم التحول إلى "كتل منفصلة"، فسيكون هناك ثمن باهظ يجب دفعه.
"سيكون تكلفة هذا مرتفعة جدا وبشكل خاص بالنسبة للاقتصادات المفتوحة، وعلى نطاق أوسع بالنسبة للعالم النامي".
وقدّرت بأن آسيا والمحيط الهادئ، على سبيل المثال، يمكن أن تخسر أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي إذا تم قطع التجارة في القطاعات المتضررة من عقوبات الرقائق الأميركية على الصين وإذا تم رفع الحواجز غير الجمركية في مناطق أخرى إلى "مستويات حقبة الحرب الباردة".
وقالت: "إذا أردنا ألا نخسر ما بين 1.4 تريليون، وربما 3.4 تريليون دولار سنوياً - فقط تخيل ما يمكننا فعله بهذه الأموال - فعلينا أن نتوقع بعناية عواقب الأفعال وأن نكون حكماء لمنع الانجراف بدون وعي إلى عالم أفقر وأقل أماناً".