مع بداية السنة الجديدة، تستعد كرواتيا لاندماج كامل مع أثرى أمم العالم، وذلك بعد ثلاثة عقود من انفصالها عن يوغسلافيا. وستنضم كرواتيا التي تعد 4 ملايين نسمة في شهر كانون الثاني/يناير إلى منطقة شنغن للتنقل الحر، حيث لا يخضع معظم المواطنين الأوروبيين لمراقبة الجوازات.
كما أصبحت كرواتيا الدولة في الترنيب العشرين، التي تعوض عملتها الوطنية بالعملة الموحدة لدول الاتحاد الأوروبي.
في هذا السياق قال رئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلانكوفيتش، إن بلاده وصلت بعد عشر سنوات من العضوية في الاتحاد الأوروبي إلى مرحلة أصبحت فيها كرواتيا البلد الوحيد في التاريخ، ينضم إلى اتفاقية شنغن وكذلك منطقة اليورو في اليوم نفسه.
وأوضح بلانكوفيتش أن الإنجاز الذي يعد الأكبر لبلاده هو أنها كسبت ثقة وزراء المالية في الاتحاد الأوروبي الذين كان بيدهم مصير كرواتيا.
وبعد أن أعطى الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر لكرواتيا خلال تموز/يوليو الماضي للانضمام إلى منطقة اليورو، كان على البنك المركزي الكرواتي أن يقوم باستعدادات مكثفة من أجل الانتقال إلى العملة الأوروبية الموحدة، إذ تم التأمين على الإمداد الكامل للعام المقبل، وقد تم صك حوالي 93% من نحو 600 مليون قطعة نقدية.
وسوف تستخدم العملة المحلية "الكونا الكرواتية" واليورو بصفة مزدوجة للمدفوعات النقدية مدة أسبوعين، ولكن بعد استفادة الكرواتيين من تخفيضات بعد العطلة طيلة أسبوعين، فإن المبادلات بعد ذلك ستكون باليورو فقط.
ويقول مسؤولون كروات إنهم يدركون أن التحول إلى استخدام عملة جديدة، سيخلق بعض الصعوبات في الدفع خلال الأسبوعين الأوليين خاصة، مشيرين غلى أن الأمور ستعود إلى طبيعتها سريعا.
من جانبه قال المتحدث باسم البريد الكرواتي كريسيمير دومجنسيتش إنه يتم التحكم بالكميات النقدية من العملة في مكاتب البريد، مشيرا إلى أن أي نقص يتم تعويضه بإعادة التخزين بسرعة.
أما المواطنين الكروات عموما، فيبدو أنهم سعداء بتبني عملة اليورو بدلا من "الكونا"، وهي العملة التي استخدمت لتأمين الاستقلال النقدي لكرواتيا، إثر انفصالها عن يوغسلافيا السابقة.
وكان تفكك يوغسلافيا أدى إلى الحرب بين سنوات 1991 و1995، لكن البعض يشعر بالحزن بعض الشيء، باعتبار أن الكونا كانت فريدة من نوعها في أوكرانيا في وقت ما.