بعد الارتفاعات القوية للمعدن الأصفر بنهاية تعاملات أمس الثلاثاء يبدو أن ارتفاعات الدولار المحدودة والتي جاءت بدعم من تحسن عوائد السندات الأمريكية حرمت الذهب من بريقه مؤقتًا.

وفي المقابل من ارتفاعات الدور وتراجع الذهب، يأتي التراجع في سوق النفط الذي تجاهل قرار الرئيس الروسي فلاديمبر بوتين بحظر تصدر النفط الروسي ردًا على فرض سقف الأسعار.

وضع الأسواق

وقال هاريش في رئيس قسم أبحاث السلع في جيوجيت للخدمات المالية إن الذهب يشهد تحركات محدودة في الأسعار مع ضعف نشاط التداول قبيل عطلة بداية السنة الجديدة، فضلا عن عدم صدور أي بيانات اقتصادية مهمة هذا الأسبوع.

قال الخبير الاستراتيجي في أو سي بي سي إف إكس، كريستوفر وونغ، إن تراجع الدولار يدفع إلى تحسن معنويات المخاطرة وسط تخفيف قواعد الحجر الصحي في الصين، والتي تساعد أسعار الذهب حاليًا.

قال محلل أواندا: "أكبر حرف في سوق النفط هو الصين وما زال التفاؤل قويا بأن إعادة الافتتاح ستستمر وتؤدي في النهاية إلى زيادة الطلب".

وقررت الصين عدم إخضاع المسافرين الوافدين إلى الحجر الصحي اعتبارًا من الثامن من يناير، مما يمهد الطريق لتخارج البلاد من العزلة العالمية التي سببتها القيود الصارمة المفروضة لمواجهة الوباء والتي أضرت بثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقال الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع مرسومًا انتقاميًا ضد فرض الغرب سقفًا لأسعار النفط الروسي من خلال حظر إمدادات النفط للمشترين الذين انضموا إلى السقف في فبراير.

الذهب الآن

انخفضت XAU/USD - العقود الفورية للذهب دولار أمريكي إلى مستويات قرب الـ 1,809.55 دولار بتراجع في حدود 4 دولارات نزولا بنسبة في حدوج 0.3% خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء.

وتراجعت العقود الآجلة للمعدن الأصفر خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء في حدود 6 دولارات نزولا إلى مستويات قرب الـ 1815 دولار للأوقية بتراجع بلغت نسبته 0.35%.

وكان الذهب قد نجح في تسجيل مكاسب قوية بنهاية تعاملات أمس الثلاثاء، حيث ارتفعت أسعار الذهب بنحو 19 دولارًا في نهاية تعاملات أمس الثلاثاء 27 ديسمبر، مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي.

الدولار الآن

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسية منها الين واليورو، 0.1 % وهو أعلى مستوى في أسبوع إلى 104.31، يأتي ارتفاع مؤشر الدولار اليوم الأربعاء بعد انخفاضه إلى أدنى مستوى منذ منتصف يونيو عند 103.44 في 14 ديسمبر.

وعزز من ارتفاع الدولار الصعود مقابل الين الياباني إلى ذروة أسبوع، وزاد الدولار 0.5 % إلى 134.17 ين، ولامس في وقت سابق من الجلسة 134.40 ين لأول مرة منذ 20 ديسمبر.

وفي المقابل ارتفع الدولار الأمريكي مقابل الدولار الاسترالي 0.35% إلى مستويات 0.675، بينما ارتفع مقابل العملة الأوربية في حدود 0.1% إلى مستويات 1.067 دولار، استقر مقابل الاسترليني عند مستويات 1.202 دولار.

وتزامنا مع ارتفاع مؤشر الدولار ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات حيث قفزت إلى مستويات 3.846% بزيادة 0.095 نقطة خلال تعاملات اليوم الأربعاء.

النفط الآن

وفي المقابل وبعدما تخلى عن معظم مكاسبه أمس الثلاثاء، استهل النفط تعاملات اليوم الأربعاء على تراجعات وإن جاء محدود متجاهلًا التفاؤل بشأن تخفيف الصين لقيود السفر والتخلي نسبيًا عن سياسة صفر كوفيد.

يأتي تراجع النفط مع استمرار حالة الطقس السئ والعاواصف الأمريكية التي تسببت في إغلاق العديد من المصافي (TADAWUL:2030) في البلاد مع ألغاء الآف رحلات الطيران .

ونزل خام نايمكس الأمريكي خلال تعاملات اليوم الأربعاء في حدود 0.35% إلى مستويات قرب الـ 79 دولار للبرميل بخسائر بلغت حوالي 0.3 دولار في البرميل.

وتزامنا تراجع خام برنت القياسي صوب مستويات الـ 84 دولار للبرميل خلال تعاملات اليوم الأربعاء بتراجع في حدود 0.3% أو ما يعادل 25 سنت بعد التداول أعلى مستويات 85 دولار للبرميل.

وبددت أسعار النفط بنهاية تعاملا يوم الثلاثاء مكاسبها بعدما ارتفعت في التعاملات المبكرة حدود 1% ليرتفع خام نايمكس إلى مستويات 81 دولار للبرميل بينما تجاوز برنت القياسي مستويات الـ85 دولار.

عاصفة القرن

وأثارت العواصف العنيفة التي تجتاح الولايات المتحدة المخاوف بشأن تراجع الطلب في ظل نققص الإمدادات الناجم عن تعطل المصافي والغاء الاف رحلات الطيران.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن إدارته تعمل على ضمان محاسبة شركات الطيران في خضم إلغاء رحلات الطيران خلال العطلات جراء ما وصفتها وسائل إعلام أميركية بعاصفة القرن.

وأضاف الرئيس الأمريكي إن "إدارتنا تعمل على ضمان أن تتم محاسبة شركات الطيران"، وذلك بعدما ألغيت آلاف الرحلات على مستوى الولايات المتحدة قرب فترة العطلات.

 وقال رئيس قسم تحليل النفط العالمي في مؤسسة "إس إند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" ريك جوسويك: "تعطل العمل في مصافي النفط جاء نتيجة برودة الطقس، بيد أن الكهرباء قد ظلت متاحة عمومًا، دون أن تُمس".

وأوضح جوسويك: "في عام 2021، أدت موجات طقس بارد مشابهة إلى انقطاع الكهرباء على نطاق واسع، وهو ما نتج عنه غلق مفاجئ في مصافي النفط، وكان التعافي من عمليات الغلق تلك بطيئة".