رغم أن صناعة الاستثمار يهيمن عليها الذكور بشكل كبير فإن الدراسات الأكاديمية أظهرت مرارا وتكرارا أن النساء أفضل في هذا المضمار. ومن المعروف عموما أن الرجال عادة ما يتدبرون الشؤون المالية للأسر، لكن حينما يتعلق الأمر باختيار الأسهم والاستثمار على المدى الطويل تكون الأفضلية للنساء.
وتعود أفضلية المرأة على الرجل في مجال الاستثمار لأسباب عدة ذكرها موقع "فايننشال بوست" الكندي في تقرير خاص، فيما يلي خمسة من أبرزها:
تميل النساء إلى التحلي بالصبر أكثر عندما يتعلق الأمر بالاستثمار. سمها "غريزة الأمومة" أو ما شئت، لكن النساء لديهن على الأرجح الاستعداد الكافي لمنح الوقت اللازم لأي استثمار كي يعرف طريقه للنجاح. في المقابل يميل الرجال إلى مراقبة الأرباح الفصلية عن كثب، وغالبا ما يتخلون عن مشروعهم الاستثماري في أول مؤشر على وقوع مشاكل.
من ناحية أخرى، تميل النسوة إلى رؤية الصورة على المدى الطويل، ويمكنهن في كثير من الأحيان النظر إلى ما هو أبعد من المشاكل قصيرة المدى. هذا الأمر مهم للغاية حيث إن العديد من أصحاب الأداء المتميز في الأسهم، على المدى الطويل، تعرضوا لانخفاضات متدنية للغاية في طريقهم نحو النجاح.
يتعلق الأمر هنا بإحدى الصور النمطية الأكثر شيوعا، وعلى عكس ما قد يُعتقد فإن المستثمرين الذكور يحتاجون في الغالب إلى إثبات أنفسهم. إنها "الأنا" التي تقف في طريق نجاح الاستثمار. وقد ثبت من خلال تجارب شخصية أن بعض المديرين الذكور يصرون على أنهم "على حق والسوق على خطأ" مما تسبب في إلحاق أضرار بمحفظة استثماراتهم وأحيانا بكامل مسيرتهم المهنية.
يميل المديرون الذين يفكرون بهذه الطريقة إلى المبالغة، عند تعرض السهم لأضرار، مما يؤدي إلى تضخيم الخسائر عندما لا تسير الأمور على ما يرام.
وللعلم فقط: السوق دائمًا على حق.
هذا أمر مهم، ويرتبط إلى حد ما بالنقطة السابقة حيث إن الرجال عموما لا يحبون الاعتراف بالأخطاء، وهو ما يمكن تسميته "متلازمة هذا ليس خطئي". اسأل أي امرأة، فستقول: سيلقي الرجال باللوم على السوق أو البائعين على المكشوف أو البنك الاحتياطي الفدرالي أو الرئيس التنفيذي للشركة أو أي شيء أو شخص آخر، بدلا من الاعتراف بالخطأ.
يشعر الرجال دوما أن عليهم فعل شيء ما في السوق. يتفاعلون مع الأخبار غير المادية، ويبيعون إذا قام الوسيط بتقليل تصنيف الأسهم وشراء الكثير من الأسهم المضاربة بهدف الحصول على عائد أكبر، لكن غالبًا ما يكون أفضل شيء تفعله هو عدم القيام بأي شيء، والنساء يفهمن هذا.
لا توجد قاعدة تنص على أنه يجب أن تكون نشطًا عل الدوام، فالتداول يضيف تكاليف إضافية، وتترتب عليه ضرائب، وبالتالي يتوفر لك رأس مال أقل لاستثماره على مر السنين.
غالبًا ما يحب الرجال أخذ نشرة إعلانية عن الأسهم عالية المضاربة، في حين تظهر الدراسات أن النساء يقمن بالفعل بالمزيد من البحث قبل الإقدام على الشراء. وبطبيعة الحال لسن كلهن محللات ماليات، لكنهن يقرأن أكثر ويدرسن أي شركة بقدر ما هو ممكن، ويفهمن مخاطر الاستثمار. أما الرجال فبكل بساطة لا يفعلون.