في ذكرى تأميم صناعة النفط في إيران عام 1951، افتتح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الاثنين الماضي الجزء الأول من المرحلة الثانية من مصفاة عبادان. وسيضيف افتتاح هذه المرحلة 210 آلاف برميل لإنتاج المصفاة يوميا، وبهذا يرتفع إجمالي إنتاجها إلى 360 ألف برميل يوميا.
بلغ الاستثمار الأوليّ في المرحلة الثانية 1.2 مليار يورو. ومع افتتاح هذه المرحلة ستصل مصفاة عبادان البالغة من العمر 110 سنوات إلى استخدام كامل، كما ستنتج البنزين "يورو5" (Euro 5).
وبحسب وزير النفط الإيراني جواد أوجي سيرتفع إنتاج البنزين مع بدء المرحلة الثانية من مصفاة عبادان من 10 ملايين لتر إلى 14 مليون لتر والديزل من 15 مليون لتر إلى 18 مليون لتر يوميا في هذه المصفاة.
وأضاف أوجي أن بلاده تنتج 3 ملايين و850 ألف برميل نفط يوميا، وأشار إلى أن إيران تكسب 12 دولارا من كل برميل نفط.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، تعد مصفاة عبادان أول مصفاة في غرب آسيا أسست في عام 1912. وحتى بداية الحرب الإيرانية ـ العراقية عام 1980 كانت تعتبر أكبر مصفاة في العالم بتكرير 628 ألف برميل نفط يوميا، وهي مملوكة بالكامل للدولة ويعمل بها حاليا 7 آلاف شخص.
ونقلت وكالات إيرانية عن مسؤولين إيرانيين قولهم إنه بعد افتتاح المرحلة الثانية ستنتج المصفاة 30% من الوقود (البنزين) في إيران، بعد أن كانت في السابق توفر 25% من البنزين الإيراني.
ويرى الخبير الاقتصادي بيمان مولوي أن افتتاح المرحلة الثانية من مصفاة عبادان يمثل إرادة إيرانية في ظل العقوبات الغربية، ويضيف مولوي في حديثه للجزيرة نت أنه على الرغم من الضرر الذي تحمله الاقتصاد الإيراني من ضعف مبيعات النفط بسبب العقوبات فإن هناك تقدما ملحوظا في صناعة النفط الإيرانية وإن كان بطيئا.
ويوضح مولوي أن خسائر إيران بسبب عدم قدرتها بيع النفط بسبب العقوبات خلال السنوات العشر الماضية تجاوزت 450 مليار دولار.
ويقول مولوي إن استهلاك البنزين في إيران يبلغ 145 مليون لتر يوميا بينما إنتاج البنزين في البلاد 110 ملايين لتر يوميا، ويصل العجز في الإنتاج إلى 35 مليون لتر يوميا، وتهدف مصفاة عبادان لسد جزء من هذا العجز.
ويوضح مولوي أن الحكومة الإيرانية يجب أن تسارع لإنشاء المزيد من المصافي لتجنب استيراد البنزين، مؤكدا أن السبب في ارتفاع نسبة استهلاك البنزين يعود إلى ضعف جودة صنع السيارات الإيرانية.
ومن جانبه، يشير الخبير الاقتصادي بهمن آرمان إلى أن إنتاج هذه المصفاة في الوقت الحالي أقل من نصف إجمالي إنتاجها اليومي قبل الحرب الإيرانية ـ العراقية.
وبرر آرمان، في حديثه للجزيرة نت، نسبة الاستهلاك العالية للبنزين الإيراني مقارنة بمعدل الاستهلاك العالمي إلى السعر الرخيص للبنزين محليا، وأيضا افتقاد المعايير التقنية الحديثة في السيارات الإيرانية، حسب قوله.
يصادف الـ20 مارس/آذار في الذاكرة الإيرانية تأميم صناعة النفط في إيران عام 1951 بعد أن كانت بريطانيا تسيطر على النفط الإيراني منذ عام 1913 من خلال شركة النفط الأنغلو ـ فارسية التي كانت قد تأسست منذ اكتشاف النفط في مدينة مسجد سليمان جنوب غربي إيران لأول مرة عام 1908.
وبحسب الوكالة الإيرانية الرسمية "إرنا"، يعد محمد مصدّق زعيما لحركة تأميم النفط في إيران بعد اختياره رئيسا للوزراء من قبل البرلمان الإيراني آنذاك، حيث صوّت البرلمان على تأميم صناعة النفط ورفض رئيس الوزراء إسماعيل رزم آرا العمل بالقرار مما أدى إلى تنحيه ثم اغتياله من قبل جماعة "فدائيو الإسلام" الداعمة لتأميم النفط واستبداله مصدق به.
ويؤكد المصدر أن الإيرانيين لم يجنوا ثمار تأميم صناعة النفط بسهولة، حيث أجبروا بعد أشهر على إغلاق مصفاة عبادان التي كانت من أكبر مصافي النفط في العالم آنذاك، وذلك لأن بريطانيا حرضت العالم على الامتناع عن شراء النفط الإيراني مما أدى إلى انخفاض المبيعات الإيرانية بنسبة كبيرة.