عندما يذهب الطالب إلى كلية الطب، يتعلم لغة الطب وسرعان ما يتحدث عن الضغط الانبساطي والضغط الانقباضي، ومن يذهب إلى مدرسة الطيران، يتعلم لغة ربان الطائرة، كلمات مختلفة مثل مقياس الارتفاع، والجناح، والدفة. وبالمثل لكل مجال مفرداته و كلماته.
الكل يطمح للثراء ، لكن لا ينجح في ذلك الجميع ! إذا كنت تريد أن تصبح ثريا، فتعلم لغة المال. عندما تتعلم لغة المال، ستتعلم لغة الـ 10% من سكان العالم الذين لا يقلقون بشأن المال. لو استثمرت القليل من الوقت كل يوم لتتعلم وتعمل على إثراء قاموسك، سيكون أمامك فرصة أفضل لتصبح جزء من هؤلاء الـ 10%. والأهم من هذا، أن تعلمك للغة المال سيقلل فرص تعرُضك للخداع على يد النصابين و اصحاب وعود الثراء السريعة.
إن الأمر الجيد هو أنَّ تَعلُّم لغة المال لن يكلفك كثيرًا. في الواقع، يمكنك تعلم معظمها مجانًا من خلال البحث على الإنترنت، وقراءة كتب التمويل التي تساعد على تنمية مهارات كسب المال وإنفاقه واستثماره، و الكتب التي تتناول سيكولوجية المال، و قراءة الأخبار المالية ومتابعة المجلات الاقتصادية…
إذا أردت أن تتقن أي شيء فتعلم اللغة الخاصة به، إذا أردت أن تكون ثريا فتعلم لغة المال.
فيما قبل، كانت الأرض والعمالة ورأس المال هي العوامل الثلاثة الأساسية للإنتاج في الاقتصاد القديم. أصبحت الأصول المهمة في الاقتصاد الجديد هي المعرفة والإبداع والذكاء والمعلومات. وتقدر الأمم المتحدة أن اقتصادات المعرفة تستأثر الآن 7 ٪ من الناتج المحلي الاجمالي العالمي وتنمو بمعدل 10 ٪ سنويا.
ونظرا لأن المال هو المعرفة، والمعرفة تبدأ بالكلمات. حيث تعتبر الكلمات وقود عقولنا، وتشكّل الكلمات واقعنا. لو استخدمت الكلمات الخطأ، أو كلمات ضعيفة، فستفكر في أفكار ضعيفة وتعيش حياة ضعيفة. استخدام الكلمات الضعيفة أشبه باستخدام بنزين متدني المستوى في سيارة جيدة.
لكن الكلمات وحدها ليست كافية، فالكلمات هي مجرد تمثيل لطريقة تفكيرك وحسب، وتغيير طريقة تفكيرك يبدأ بتغيير كلماتك. وفيما يلي ستتعرف على الكلمات و المفردات التي يستخدمها الناس بحسب طريقة تفكيرهم وطبيعة علاقتهم بالمال. وسنستعين في هذه المقارنة بالنموذج الرباعي للتدفقات النقدية الذي ابتكره الخبير المخضرم روبرت كيوساكي.
إن الشخص القادم من المربع E يمكن أن يقول : “أنا أبحث عن وظيفة آمنة ذات راتب جيد ومزايا ممتازة”.
تخبرك هذه الكلمات أن القيمة الجوهرية لدى الفرد هي امتلاك الأمن لمواجهة الخوف. والأشخاص الذين يتمسكون بالأمن كاستجابة للخوف يحبون الاتفاق على الأمور خطيًا، وأن يعرفوا بالضبط ما سيجنوه، وما هي المزايا – كالتأمين الصحي مثلاً – التي يقدمها رب العمل.
يمكن أن يكون الموظفون رؤساء شركات أو عمال نظافة. ليس الأمر متعلق بما يقوموا به بقدر ما يتعلق بالاتفاق التعاقدي بالنسبة لهم، هذا هو المهم.
إن الشخص القادم من المربع S قد يقول: “معدلي هو 75$ في الساعة” أو “نسبة عمولتي المعتادة هي 6%”، أو “لا أستطيع إيجاد أشخاص مناسبين للعمل على هذا المشروع وأداء العمل بطريقة صحيحة”، أو “لقد عملت على هذا المشروع لأكثر من 20 ساعة عمل”.
يحب الموجودون في المربع S أن يكونوا رؤساء أنفسهم أو “أن يقوموا بعملهم الخاص”، وعندما يتعلق الأمر بالمال، لا يحبون أن يكون دخلهم معتمد على أشخاص آخرين. لو عملوا بجِد، يتوقعون تلقي أجر مقابل عملهم. وعلى العكس، هم يفهمون جيدًا أنهم لو لم يعملوا بجد، فإنهم لا يستحقون الحصول على أجر جيد. وهم أشخاص مستقلين بشدة.
إن الشخص المنتمي للمربع B سيقول: “أنا أبحث عن رئيس جديد لإدارة مشروعي / شركتي”.
إن المنتمين للمربع B هم نقيض المنتمين للمربع S تمامًا، فهُم يحبون إحاطة أنفسهم بأشخاص يمكنهم القيام بالعمل بشكل أفضل منهم. وشعارهم في الحياة هو: “لماذا تقوم بالعمل بنفسك بينما يمكنك تعيين شخص آخر للقيام به لأجلك، بل والقيام به أفضل منك؟”
يحب المنتمون للمربع B العمل على تنمية أعمالهم / مشاريعهم / شركاتهم، وتعيين أشخاص أذكياء و أكفاء للعمل فيها.
قد يقول الشخص المنتمي للمربع I : “هل تدفقي النقدي قائم على معدل العائد الداخلي أم على القيمة الحالية الصافية ؟ (أسلوبان لتحليل التدفقات النقدية تستخدم في المفاضلة بين المشروعات والبدائل الاستثمارية المقترحة)”.
يجني المستثمرون النقود من النقود، وهم غير مضطرين للعمل لأن مالهم يعمل لأجلهم. وهم يعرفون كيف يعمل المال بسبب هذا، فهُم يتقنون لغة المال و يتحدثونها بطلاقة.
ماذا تقول كلماتك عنك ؟
هل توقفت من قبل واستمعت للكلمات التي تستخدمها؟ إن التدريب الجيد لهذا الأسبوع سيكون الانتباه لكلماتك والاستماع لنفسك. اكتشف ما تقول وكيف تقوله. قد تجد أنك في قرارة نفسك شخص مختلف عما كنت تعتقد. استمع لكلماتهم هذا الأسبوع أيضًا.