logo

الذهب وصفقة العمر

11 ابريل 2023 ، آخر تحديث: 11 ابريل 2023
الذهب وصفقة العمر
الذهب وصفقة العمر

 في كتاب أساسيات النظام المالي لمؤلفه الدكتور عبد اللطيف مصطفى أستاذ محاضر في جامعة الجزائر ( صفحة 75)، يقول إن كفاءة السوق تعني أن تعكس أسعاره كافة المعلومات المتاحة وعلى هذا نميز ثلاث صيغ يمكن اشتقاقها من حيث الكفاءة:

1. صيغة المسار الضعيف: وهي التي تنص على أن الأسعار التي تعكسها الأسواق في الفترة الحالية هي بيانات تاريخية وبالتالي لا يمكن الاستفادة منها للتنبؤ بالأسعار المستقبلية.

2. صيغة المسار المتوسط: تعني هذه الصيغة أن الأسعار الحالية للسوق تعكس معلومات بالإضافة إلى المعلومات التاريخية كافة المعلومات المتاحة للجمهور إلا أن هذه لمعلومات لن تلد ربحاً غير عادي للمستثمر إلا بحال امتلك معلومات إضافية لا يمتلكها الجمهور.

3. صيغة المسار القوي: وهي تعني أن الأسعار الحالية للسوق تعرض كافة المعلومات للجمهور دون أي نقصان وعليه لا يمكن لأي مجموعة أن تولد ربحاً غير عادي ( ربح ضخم) ولو استعانت بنخبة من كبار المستثمرين.

الفرضيات السابقة تقودني إلى عبارة صرح بها بنجامين غراهام في أحد اللقاءات الصحفية عندما قال أن الأسواق هي حرب معلومات لا أكثر، وكلما كانت المعلومات معروفة أكثر كلما قلت أهميتها في أن تحقق لك ربحاً كبيراً.

بالنظر إلى الفرضيات و إلى قول بنجامين، لابد أن تتوضح لك صورة جلية عزيزي المستثمر ألا وهي أن الأسواق وباختلافها بحاجة مستمرة لأن تبحث عن مرابطة تدلك على معلومات حول الأسعار المستقبلية وبحال كانت هذه المعلومات على الملأ ( كما في صيغة المسار القوي) فلا تتوقع ربحاً كبيراً. 

آخر التطورات الفنية

افتتح سعر الذهب في صباح يوم الاثنين على فجوة سعرية من الأسفل، وهذا فنياً يشير إلى دليل افتقار السوق للعزم الدافع لاستمرار الصعود وعليه كنظرة أولى نقول إن السعر فنياً في الوقت الحالي بحاجة عزم يدفعه لاستمرار الصعود وهذا العزم لا يأتي إلا من خلال الحركات التصحيحية أو الأخبار ذو الأثر الأكثر من المتوقع.

آخر التطورات على الصعيد الأساسي

في الأسبوع الماضي انخفضت معدلات الشكاوى من البطالة إلا أن الأثر على البطالة لم يكن لها التأثير الكبير على سعر الذهب على الرغم من كون العلاقة بينهما طردية وهذا لكون حتى هذه اللحظة يعاني سعر الذهب من تفاقم الأمور المالية في الولايات المتحدة وهذا الأسبوع ينتظر الذهب الكثير من الأخبار التي لها أثر كبير جدا على الذهب ومنها:

1. خطابات من أعضاء لجنة الفيدرالي المفتوحة والتي سيكون لها أثر تصحيحي (هابط) على الذهب (لكونها ستدعم الدولار).

2. مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر أسعار المنتجين وهي مؤشرات تعبر عن التضخم ( والذي ستدفع بسعر الذهب نحو الصعود بحال ارتفعت).

3. تداعيات البطالة والتي لها أثر صاعد بحال ارتفعت.

خلاصة ما يمكننا قوله، أن الذهب بانتظار معركة ستكون محصلتها التذبذب وعدم الوضوح لكن التوقعات من وجهة نظر التحليل الأساسي هي أن الخطابات ستعمل على تهدئة الوضع وتعزيز قوة الدولار ومنه هبوط الذهب ويلها أخبار التضخم الذي ستدفع سعر الذهب نحو الصعود

السعر فنياً في الوقت الحالي

في الوقت الحالي لكتابة المقال يتداول الذهب بانتظار اكتسابه عزم يدفعه نحو الصعود وهذا العزم لا يمكن اكتسابه إلا بحال أكمل دورة تصحيحية كاملة أي اختبار لمستويات متدنية مثل 1980 و 1990، وهذا متم التنويه إليه في مقالنا السابق عن الذهب ونوهنا إليه أيضاً في حساباتنا الخاصة 

توقع سابق للذهب

وكذلك كررنا الأمر في المقال القديم عندما أخبرناك أن الذهب بحال أغلق أسفل 2000، وانخفضت معدلات البطالة فعلى الذهب أن ينخفض حتى 1980 على الأقل

على المدى المتوسط

وعليه تكون السيناريوهات

السيناريو الأول

بحال أغلق الذهب أعلى 2000 وبعد اختبار 1990 أو 1980 حينها سنرى صعوداً قوياً نحو 2075 ثم 2150 ( الإغلاق لشمعة الأربع ساعات ليوم الثلاثاء).

السيناريو الثاني

بحال أغلق الذهب اسفل 2000 وبعد اختبار مستوى 1980 حينها سنرى حركة عرضية للذهب بين 2000 و 2025 كونه لم يغلق أعلى 2000.

السيناريو الثالث

بحال أغلق الذهب أسفل 1990 حينها تكون الرؤية ضبابية ولا يمكن التوقع بأي شيء.

رسم بياني للذهب

لماذا أتبع هذا الأسلوب؟

إن ذكري لعدة سيناريوهات يعود لمجموعة من الأسباب أهمها

1. إني أرى السوق من وجهة نظر احتمالية ( كل احتمال هو وارد )، وهذا ما وضحته في مقال بعنوان لن تربح من الأسواق أنصحك بقراءته بشدة بحال استهجنت الفكرة.

2. اعتمادي على أسلوب تداول يسمى أسلوب الشرط و النتيجة وهو أسلوب يقتضي على أنه لا يمكن حدوث احتمال معين في السوق إلا بحال تحقق شرط معين كأن لا يصعد السوق إلا إذا اكتسب عزماً وأغلق أعلى منطقة معينة.

3. صعوبة النشر المتتابع الذي يواكب الاختلاف المستمر للأسعار.

استثمار الفوركس - رأي

على المدى البعيد

نظراً للتوتر الحاصل في الولايات فإن سعر الذهب لن يبقى على حاله، ومن المتوقع خلال سنة 2023 و السنة التي تليها ارتفاع سعر الذهب لمستويات لا تقل عن 2500 وخصوصاً مع استمرار الأزمات المتتالية على الدولار وهذا ما يجعل المستويات المتدنية هي التحوط أمام المستقبل المظلم للدولار أو كما يشير عنوان المقال أنها صفقة العمر.

خلاصة القول ورأي المحلل الفني

في الختام عزيزي المستثمر، إن التداول يتطلب أمرين حاسمين لا جد فيهما الأول هو أن تعامل سوق على مبدأ أن كل احتمال هو وارد و الثاني قدرتك على قبول اختلاف الرأي و النتيجة و ألا تتمسك في رأيك فهذا ما يجعلك تتمسك في صفقة خاسرة أملاً في التحسن السعر في المستقبل.

المحلل: عمر الصياح

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024