أكدت المفوضية الأوروبية ضرورة الحذر خلال التعامل مع أسواق الغاز العالمية، في ظل حاجة التكتل للطاقة دون مجابهة زيادة فائقة في الأسعار.
صرح ماروس سيفكوفيتش، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، أن الاتحاد الأوروبي يريد من موردي الغاز الطبيعي الدوليين التقدم بعروضهم للبيع من خلال منصة جديدة أطلقها الاتحاد لشراء الغاز.
وأوضح أن هذه الخطوة تهدف إلى الحيلولة دون ارتفاع أسعار الغاز بوتيرة ضخمة مرة أخرى خلال العام الجاري، وفقا لـ"الألمانية".
وفي مقابلة مع شبكة تليفزيون "بلومبيرج" أمس، قال سيفكوفيتش: "يتعين على جميع الموردين الدوليين التقدم بعروض، ينبغي علينا التحلي بالحذر، لأن الوضع هش للغاية"، في إشارة إلى أوضاع أمن الطاقة في أوروبا خلال العام الجاري.
ويخوض الاتحاد الأوروبي حاليا الجولة الأولى من عملية الشراء المشترك للغاز الطبيعي، وهي خطة تهدف للتأكد من سد احتياجات الكتلة من الغاز دون مجابهة زيادة فائقة في الأسعار، على غرار ما حدث الصيف الماضي.
ويقول سيفكوفيتش إن أكثر من 100 شركة تشارك في المنصة، وأن 65 شركة تريد شراء الغاز الطبيعي، موضحا أن الهدف هو خفض أسعار الغاز، التي تراجعت بالفعل بشكل ملموس خلال الشهور الأخيرة.
وأضاف "الأسعار مازالت مرتفعة للغاية، وهذا غير مقبول بالنسبة لنا، العام الماضي كان عام البقاء والاستمرار بالنسبة لنا، ونحن نريد العودة إلى الأمور الطبيعية".
وحذرت مؤسسة جولدمان ساكس للخدمات المالية الشهر الماضي أن أزمة الغاز الطبيعي في أوروبا قد تتجدد الشتاء المقبل، حيث إنه من المتوقع أن تزيد الأسعار بواقع الضعف.
ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي أشارت فيه وكالة الطاقة الدولية من أن الطلب العالمي على الغاز الطبيعي قد يتزايد، ولا سيما من جانب الصين، ما يضع أوروبا في مواجهة مشكلة نقص الإمدادات.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن أسواق الغاز العالمية تستعيد التوازن تدريجيا، ومع ذلك فمن المتوقع أن يظل المعروض شحيحا في 2023 وسط انخفاض شحنات الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية إلى أوروبا.
وعانت أسواق الغاز الأوروبية والعالمية صدمة كبيرة تتعلق بالإمدادات في 2022 عندما خفضت روسيا شحناتها من الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي 80 في المائة، ما أدى إلى أزمة عالمية في قطاع الطاقة.
وساعد الطقس المعتدل والزيادة في صادرات الغاز الطبيعي المسال والانخفاض القوي في الطلب على الغاز على تخفيف حدة الصدمة، ليبقى المخزون في أوروبا عند مستوى 60 في المائة.
وقالت الوكالة في تقريرها ربع السنوي حول سوق الغاز "تحسن التوقعات بشأن أسواق الغاز في 2023 ليس ضامنا أمام التقلبات المستقبلية.. إمدادات الغاز العالمية من المتوقع أن تظل شحيحة في 2023، كما أن التوازن في أسواق الغاز على مستوى العالم يواجه ضبابية واسعة النطاق بشكل غير معتاد".
ويمثل الغاز الطبيعي المسال الآن ثلثي واردات أوروبا من الغاز، ويلبي نحو ثلث الطلب على الغاز بها خلال موسم الحاجة للتدفئة 2022-2023. وارتفعت واردات الغاز الطبيعي المسال الأوروبية 25 في المائة أو 20 مليار متر مكعب خلال موسم التدفئة، وقدمت الولايات المتحدة أكثر من 45 في المائة من الإمدادات الإضافية.