logo

ما الذي يتلاعب بالذهب والدولار الآن؟

16 مايو 2023 ، آخر تحديث: 16 مايو 2023
ما الذي يتلاعب بالذهب والدولار الآن؟
ما الذي يتلاعب بالذهب والدولار الآن؟

لعل سلوكيات مؤشر الدولار الأمريكي قبل نهاية تداولات الأسبوع الماضي في اتجاه عرضي ما بين 100.842 كمنطقة دعم و 102.239

وعلى الرغم من صدور بعض البيانات التي تمكن الدولار الخروج من تلك المنطقة العرضية الذي أستمر يتذبذب داخلها منذ أبريل الماضي ولكن كان ما زال يحتفظ بتلك المستويات 

وعلى الرغم من سلبية البيانات الإقتصادية الذي تم صدورها هذا الأسبوع إلا أن في يوم الجمعة استطاع الدولار أن يخترق مقاومته 102.239 وسوف نشرح لكم من أسباب صعود الدولار الأمريكي 

في البداية:

صدرت بيانات اقتصادية هامة أغلبها سلبياً على الدولار الأمريكي من بينها :

بيانات التضخم على أساس سنوي والذي سجل تباطؤ في أبريل بنسبة 4.9% بأقل من التوقعات الذي كان متوقع أن يسجل 5.0% 

كذلك مؤشر أسعار المنتجين على أساس سنوي والذي سجل أيضا تباطؤ في إبريل بنسبة 2.3% بأقل من التوقعات الذي كان متوقع أن يسجل 2.4% 

وطبعا هذا يعكس استمرار تباطؤ التضخم والذي يركز الفيدرالي الأمريكي على محاربته وتوجيه سياسته النقدية بالتشديد من أجل تحقيق مستهدفه للتضخم إلى مستويات 2% 

بالإضافة تحقق هدف الفيدرالي بزيادة البطالة من أجل الضغط على الإنفاق الاستهلاكي حيث ارتفعت  معدلات الشكاوى من البطالة الأسبوعية ب 264 ألف باعلى من التوقعات والتي كانت عند 245 ألف 

ولعل الدولار لم يستجيب لتلك البيانات بخروجه من المنطقة العرضية بل أكتفي بالتراجع اللحظي داخل منطقته العرضة 

ولكن 

استطاع الدولار الأمريكي من أختراق مقاومته بالرغم من سلبية بيانات مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميتشغان والذي سجل تراجع عن التوقعات وهو ما يشير بتراجع الإنفاق الاستهلاكي بما يعزز تراجع الدولار، ولكن الدولار كان له تسعير آخر للوضع الحالي وحقق صعود على الرغم من سلبية البيانات الإقتصادية 

الأسباب وراء صعود الدولار الأمريكي :

١- لعل أهم الأسباب هو قضية المخاوف من تعثر سداد الديون الأمريكية والذي حذر منها اقتصاديون وحذر منها وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين وحذر من تطورها أيضا الرئيس التنفيذي للبنك الدولي حيث التخلف عن السداد يخفض من التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية ويزيد من تكاليف الاقتراض مما يعكس ذلك بالسلب على قيمة سندات الخزانة الأمريكية بالانخفاض وهذا ما حدث مما حقق إرتفاع على عوائد السندات الأمريكية والذي تسبب في صعود الدولار الأمريكي 

لذلك صعود الدولار هو عبارة عن تسعير المخاوف من التخلف عن السداد وزيادة احتمالية دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود في الأشهر 12 المقبلة .

٢- ساهمت تصريحات صانعو السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي ”ميشيل بومان“ في تعزيز صعود الدولار، حيث صرحت إلى إحتمالية أن يضطر الفيدرالي لمواصلة السياسة التشددية لبعض الوقت لخفض التضخم .

٣- إن الأسواق بدأت تنظر نظرة مستقبلية سلبية للاقتصاد الأمريكي مما يزيد من إحتمالية حدوث ركود إقتصادي مما أنعكس بالاتجاه الصعودي للدولار الأمريكي في ظل تزايد المخاوف من أزمة البنوك الأمريكية وتعثرها.

٤- الدولار الأمريكي عاد للارتفاع في ظل توقعات بتأجيل تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي في الوقت القريب .

الذهب :

محاولات من الذهب التشبث بالاحتفاظ فوق مستويات 2000 دولار بتذبذبه في قناة سعرية صاعدة ضيقة ولعل نرى تراجعات للذهب بالفترة المقبلة نتيجة قوة الدولار لبعض الوقت فقط ويتأكد ذلك بكسره الخط السفلي للقناة السعرية والذي تم توضيحها في الفيديو المصور بالمرفق بالتحليل 

ولكن هذا التراجع سيكون مؤقتا، حيث الذهب لديه العوامل الكافية لعودة صعوده مجددا 

حيث توقع الاقتصاديون في بنك ANZ بأن الذهب سيرتفع بالفترة المقبلة في ظل المخاوف بشأن ضغوط البنوك الأمريكية وتباطؤ النمو الاقتصادي وتزايد التوترات الجيوسياسية كل هذا يدعم ارتفاع الطلب على الذهب . 

ولعل تزايد حالة القلق بشأن استقرار البنوك الإقليمية وتحديداً ويسترن اليانس وباسيفيك ويسترن وفيرست هورايزون ربما تزيد من الطلب على الذهب بالفترة المقبلة .

الخلاصة :

إن صعود الدولار الأمريكي كان بسبب بداية تسعيرته للمخاوف من تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها وما يترتب عليها من عواقب وخيمة مثل 

خفض التصنيف الائتماني بالتالي سيؤدي إلى ارتفاع تكلفة الاقتراض وإضعاف ثقة المستهلك وبالتالي زيادة احتمالية دخول الاقتصاد الأمريكي في ظل إرتفاع معدلات الفائدة حالة ركود مما تريد أنعكس ذلك بارتفاع في عوائد السندات الأمريكية نتيجة مخاوف من انخفاض قيمة السندات والذي بالطبع أنعكس على الدولار بالارتفاع .

لذلك القضية التي يجب علينا متابعتها بعناية هو قضية المخاوف من تعثر سداد الديون الأمريكية، ولعل كل مرينا بتلك الظروف أكثر من مرة واللي من المتعارف عليه أن الكونجرس الأمريكي رفع سقف الدين بنحو 80  مرة منذ 1960 لذلك على الرغم من تلك المخاوف من التخلف عن السداد لكن من المرجح أن يفعلها الكونجرس الأمريكي مثل كل مرة برفع سقف الدين . 

النفط:

فيما يخص النفط هناك أسباب رئيسية تقف وراء تراجع النفط بالفترة الأخيرة وهي :

- تزايد استمرار المخاوف من الركود الاقتصادية نتيجة السياسات التشددية التي تتبعها البنوك المركزية لمحاربة التضخم

- ضعف الطلب الصيني في الربع الأول من العام الحالي نتيجة تباطؤ النمو الصناعي الصيني 

- تزايد المخاوف بشأن تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون والذي أن حدثت ستؤدي إلى فقدان الملايين من الوظائف وإرتفاع معدلات البطالة، خفض التصنيف الائتماني، تراجع النمو الاقتصادي مما سيؤدي إلى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي 

- تزايد مخاوف نعثر البنوك الأمريكية مثل سيليكون فالي وسيجنيتشر بنك وفرست ريبابليك وغيرهم 

لذلك هذا قد يساهم في المزيد من الخسائر ولكن ما قد يساند إستقرار النفط هو تركيز منظمة أوبك+ واستعدادها للتدخل من جانب العرض للعمل على استقرار الأسعار وليس الصعود أو الهبوط 

تم ترجمة كل هذه الأحداث ده في التقرير الفني والذي نعكس فيه السلوكيات الفنية والتوقعات للدولار والذهب والمؤشرات العالمية .. مرفق لكم في قناتنا باليوتيوب الأكاديمية الإقتصادية

دمتم بخير 

د. محمد الغباري 

Play Video

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024