اسرائيل : ارتفاع نسبة الدين الحكومي لأعلى مستوى منذ 2021
أعلنت جمعية المؤسسات المالية الدولية (IIF)، التي تضم أكثر من 400 مؤسسة مالية حول العالم، أن نسبة الدين الحكومي في إسرائيل تجاوزت 70% من الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من عام 2025.
ويمثل هذا الرقم قفزة كبيرة بنسبة 6% (حوالي 120 مليار شيكل) مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، مما يجعله واحدا من أعلى مستويات النمو في الديون الحكومية على مستوى العالم.
ويعتبر هذا المستوى الأعلى منذ ثلاث سنوات ونصف، حيث وصلت نسبة الدين إلى هذا المعدل آخر مرة في الربع الثالث من عام 2021.
مؤشرات مقلقة
نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي هي مؤشر رئيسي على الاستقرار المالي لأي بلد، حيث تعكس قدرة الحكومة على سداد ديونها. وفي حين بلغ متوسط نسبة الدين العالمي إلى الناتج المحلي الإجمالي 97%، فإن الدول الناشئة (التي تشمل إسرائيل) سجلت 72.7% في نفس الفترة.
لكن بالمقارنة مع دول ذات اقتصادات مرجعية مثل جمهورية التشيك، تشيلي، سلوفاكيا، وسلوفينيا، التي يبلغ متوسط نسبة الدين فيها حوالي 41%، فإن الفجوة كبيرة جدًا، تقترب من 30% أو ما يعادل 600 مليار شيكل.
ولعل أبرز أسباب ارتفاع الدين، تتمثل في الأوضاع الجيوسياسية والتي ساهمت الحرب الأخيرة في غزة بشكل كبير في زيادة الدين الحكومي، وارتفاع الإنفاق الحكومي لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية المتزايدة.
وكذلك التكاليف الأمنية، فوفقا لتقديرات معهد دراسات الأمن القومي، قد تصل تكلفة إعادة احتلال غزة وتأسيس حكومة عسكرية في القطاع إلى 35 مليار شيكل سنويًا، دون احتساب نفقات إعادة الإعمار.
توقعات مستقبلية
ونشر صندوق النقد الدولي قبل أسبوعين تقريرًا يشير إلى أن عجز الحكومة الإسرائيلية قد يتجاوز 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2025، مما يعزز الاتجاه التصاعدي في نسبة الدين.
ويشير التقرير أيضًا إلى أن الحكومة قد تجد صعوبة متزايدة في جذب الاستثمارات بأسعار مقبولة، في ظل زيادة المخاطر الاقتصادية والسياسية.
ومن المتوقع أن تصدر وكالة التصنيف الائتماني "ستاندرد آند بورز" تقريرها السنوي نهاية هذا الأسبوع، والذي قد يلقي الضوء على تأثير السياسات الحالية لحكومة نتنياهو على التصنيف الائتماني لإسرائيل.
ومع تراجع مؤشر شهية المخاطرة العالمي إلى المنطقة السلبية، يبتعد المستثمرون عن الأصول ذات المخاطر العالية، مما يزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية لخفض ديونها.