نتنياهو والفساد والمتاجرة بالحرب:
يعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أحد أغنى السياسيين في إسرائيل، وصنفته مجلة فوربس كرابع أغنى سياسي في إسرائيل عام 2019، بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وتقدر بعض المصادر غير المؤكدة ثروة نتنياهو بما يصل إلى 80 مليون دولار، في حين تقدر مصادر أخرى أنها تصل إلى 50 مليون شيكل (14 مليون دولار)، وفقا لصحيفتي تايمز أوف إسرائيل وهآرتس.
ونيويورك. وكانت ممتلكات نتنياهو العقارية موضع جدل كبير واتهمه العديد من النقاد باستغلال منصبه لإثراء نفسه وعائلته، الأمر الذي قد يؤدي به في النهاية إلى السجن. ولعل هذا هو خوفه العميق والكابوس الذي يطارده.
المشكلة الرئيسية التي يواجهها نتنياهو هي أنه عندما يترك منصبه، فمن المرجح أن يذهب إلى السجن. وهو متهم بالفساد وخيانة الأمانة والرشوة، ولا أحد يعتقد حقاً أنه بريء. السبب الوحيد لعدم سجنه هو أنه يشغل حاليًا منصب رئيس الوزراء وأن البلاد في حالة حرب، وفقًا لما ذكره جوتام موكوندا، الكاتب والباحث في مركز القيادة العامة في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، في مقال مطول بمجلة فوربس. .
وبحسب موكوندا، فإن أفضل مثال تاريخي يصف حالة نتنياهو الحالية هو حالة نابليون بونابرت في أيامه الأخيرة. في مواجهة الجيوش المشتركة للنمسا وبيلاروسيا وروسيا والمملكة المتحدة، والتي كان هدفها الأساسي هو الإطاحة به، واصل نابليون القتال حتى بعد أن كانت هزيمته شبه مؤكدة.
ربما كان نابليون أعظم عبقري عسكري في التاريخ، وكانت هذه المعارك الأخيرة من بين أعظم ضرباته العسكرية. لكنه خسر رغم ذلك، ومات عشرات الآلاف من الجنود الفرنسيين والأوروبيين لا لسبب سوى إطالة أمد قبضته على السلطة لبضعة أسابيع أخرى وتأخير النهاية الحتمية للسجن والنفي.
نفس الشيء يحدث مرة أخرى اليوم: الآلاف من الفلسطينيين واليهود يموتون والناس يُهجرون من منازلهم وسط الدموع والدماء، ولكن لا شيء يمنع نتنياهو، لسبب واحد بسيط للغاية: فهو يعلم أن السجن ينتظره، وأن كل شيء سيغير اليوم الذي تنتهي فيه الحرب على غزة.
undefined
بالنسبة لنتنياهو فإن مواصلة الحرب هي الرهان الوحيد، ولهذا السبب فإن الضغوط التي تمارس عليه من جميع الأطراف ليس لها أي تأثير.">وهذا ليس مجرد قلق نظري لنتنياهو، فهناك أمثلة سابقة، منذ سجن رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت عام 2016 بتهمة الفساد. أدين الرئيس السابق موشيه كاتساف بتهمة الاغتصاب في عام 2011 وقضى خمس سنوات في السجن.
بالنسبة لنتنياهو فإن مواصلة الحرب هي الرهان الوحيد، ولهذا السبب فإن الضغوط التي تمارس عليه من جميع الأطراف ليس لها أي تأثير.
يحب نتنياهو أن يطلق على نفسه اسم "ملك إسرائيل"، لكنه ملك في قفص الاتهام، بعد أن وجهت إليه ثلاث تهم تتعلق بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة. والحالات المعنية معروفة بالأرقام 1000 و2000 و4000، بحسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) البريطانية.
والعودة إلى أموال نتنياهو. وبالإضافة إلى ثروته المالية، فهو يمتلك فيلا فخمة في قيسارية (قصفها حزب الله مؤخراً)، ويمتلك نتنياهو أيضاً نصف منزل والديه في شارع الرواد بالقدس، وتمتلك عائلته شقة بنتهاوس دوبلكس في شارع غزة بالقدس.
وتقدر القيمة الإجمالية لهذه الأصول العقارية الثلاثة ما بين 35 و40 مليون شيكل (10.1 و11.6 مليون دولار). إضافة إلى ذلك، يمتلك نتنياهو محفظة أسهم لا يعرف الجمهور قيمتها، لكن التقديرات تشير إلى أنه يملك مبلغا كبيرا من المال، بحسب ما نقلته منصة واي نت الإخبارية.