logo

تحليل اتهام الوالدين بالعُقد النفسية للأبناء... رؤية ناقصة أم مسؤولية غائبة؟

09 يوليو 2025 ، آخر تحديث: 09 يوليو 2025
اتهام الوالدين بالعُقد النفسية للأبناء... رؤية ناقصة أم مسؤولية غائبة؟
تحليل اتهام الوالدين بالعُقد النفسية للأبناء... رؤية ناقصة أم مسؤولية غائبة؟

 اتهام الوالدين بالعُقد النفسية للأبناء... رؤية ناقصة أم مسؤولية غائبة؟

تشهد منصات التواصل الاجتماعي تصاعدًا لافتًا في موجة من المحتوى النفسي الذي يُرجع معاناة الأبناء النفسية بكاملها إلى تصرفات الوالدين، تحت عنوان "الطفولة المؤلمة" أو "جرائم تربوية".

 

ورغم أن الإساءة الأبوية موجودة وحقيقية في كثير من البيوت، إلا أن إلقاء اللوم المطلق على الوالدين دون تفهّم السياق الأوسع يُعدّ رؤية ناقصة، بل وقد يُعرقل رحلة الشفاء والنضج الشخصي لدى الأبناء.

 

في هذا السياق، يرى مختصون أن أخطاء الوالدين غالبًا ما تكون نتيجة جهل أو إنهاك نفسي أو تكرار لأنماط عاشوها في طفولتهم القاسية. وبالتالي، فبدلاً من أن يُقابل الألم بالألم، لا بد أن يُقابل بالتفهّم، وهو ما ينسجم مع روح فريضة "بر الوالدين" التي تدعو إلى الإحسان دون نفي الأذى.

 

من جانب آخر، فإن الوصول إلى سن البلوغ يُعدّ نقطة تحول فارقة؛ إذ تبدأ مسؤولية الذات، وتصبح كل عقدة نفسية هي مسؤولية صاحبها، لا مبرر لتركها تنمو وتتجذر بدعوى الطفولة.

الله سبحانه قال: "لا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها"، فكل ما نحمله يمكننا تجاوزه إن صدقنا في البحث عن الشفاء.

 

والجدير بالتأمل أن كل إنسان تقريبًا يحمل في داخله ندبة ما أو شعورًا بالخذلان، لكنها لا تمنعه من الحب، ولا من الحياة، ولا من النهوض. التفرّد في الألم وَهْم، والشفاء مسؤولية.

 

ولعل من أخطر ما يفعله هذا التوجه هو تضخيم الإساءة وتجاهل المحاسن. إذ ينشغل البعض بجراح الطفولة وينسون لحظات الحماية، والفرح، واليد التي امتدت، ولو مرة، بالحب.

 

إن رحلة التحرر تبدأ حين نكفّ عن إلقاء اللوم، ونمدّ أيدينا للداخل، نُصغي للطفل المجروح فينا، ونربّت على كتفه، ونقول له: "أنا هنا، وسأهتم بك بنفسي".

تابعنا على فيس بوك

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2025