غزة – الدوحة، 25 يوليو 2025 – البوصلة الاقتصادية
تشهد غزة أزمة إنسانية كارثية بفعل حصار شامل تسبب في مجاعة من صنع الإنسان، وفقًا لتصريحات مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس. فقد تجاوزت حالات الوفيات بسبب الجوع 110 حالات، بما فيها أطفال ونساء حوامل، بينما تتلقّى المستشفيات آلاف المرضى المُصابين بسوء تغذية حاد.
في غضون ذلك، أعلنت إسرائيل أنها ستسمح ابتداءً من الجمعة لطائرات مساعدات من دول أجنبية (مثل الأردن والإمارات) بإنزال مساعدات إنسانية إلى غزة، وذلك بعد ضغوط دولية مكثفة. لكن المنظمات تنبه إلى أن هذه العمليات محدودة ومجهولة المخاطر، ولا تغطي الحاجة الفعلية التي تُقدَّر بـ500–600 شاحنة يوميًا.
من جهة أخرى، ذكر مجلس اللاجئين النرويجي NRC أن مخازنه نفدت بالكامل، وبعض موظفيه في غزة يواجهون الجوع بسبب إغلاق حوالي 145 يومًا من امدادات الطعام والمأوى والمياه.
أما المحاولات السياسية فتسير بصورة بطيئة، حيث تم سحب وفدي التفاوض الأمريكي والإسرائيلي من محادثات وقف النار في قطر، وسط اتهامات أمريكية بأن حركة حماس لا تتفاوض بجدية. من المتوقع استئناف الحوار الأسبوع المقبل بعد مراجعة الرد من إسرائيل، لكن لا توجد بوادر لحل سريع.
وتُجدد الدول الأوروبية الكبرى—بريطانيا، فرنسا، وألمانيا—دعواتها العاجلة لرفع الحصار فورًا وإطلاق عمليات إنسانية شاملة، إلى جانب المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن. فرانسوا ماكرون أعلن أن بلاده ستحضر اعترافًا بالدولة الفلسطينية في سبتمبر، وسط تصاعد الضغط الدولي لإنهاء الحرب.
في سياق النزاع، سجلت خلال الـ24 ساعة الأخيرة 62 قتيلًا فلسطينيًا في غارات إسرائيلية، 19 منهم أثناء محاولتهم جمع الطعام من نقاط توزيع. كما نُقل عن وكالة GHF – التي تدير توزيع المساعدات – تورّطها في حادثة عنيفة خلال توزيع الطعام، ما أوقع ضحايا إضافيين