بقلم بيتر نيرس
افتتح الدولار الجلسة الأوروبية الأولى للعام الجديد بالتراجع، وسط توقعات بأن تبقى أسعار الفائدة الأمريكية منخفضة لفترة طويلة، بينما تتزايد الآمال في انتعاش اقتصادي عالمي هذا العام، مع طرح لقاحات فايروس كورونا.
وعند الساعة 2:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:55 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.3٪ ليشير إلى 89.897. وبذلك، تبقى العملة الأمريكية ليست ببعيدة عن أدنى مستوياتها في عامين ونصف، والذي كان قد سجلته عند 89.515 الأسبوع الماضي. أما خلال 2020، فلقد تراجع المؤشر بأكثر من 7٪ ليشهد أول خسارة سنوية له منذ 2017.
وارتفع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات اليورو/دولار بنسبة 1٪ ليسجل 1.2262. بالإضافة إلى ذلك، تقدم الباوند بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 1.3693، مسجلاً مستويات لم يتداول عندها منذ بدايات عام 2018، أما الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر، فلقد تقدم بنسبة 0.2٪، ليسجل 0.7721.
كما تراجع الدولار أمام الين بنسبة 0.2٪، ليتداول الزوج عند 102.95، بعد أن شهدت اليابان أيضاً عدداً قياسياً من حالات الإصابة بفايروس كورونا خلال الأيام القليلة الماضية. وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس الوزراء يوشيهيدي سوجا إنه يفكر في إعلان حالة طوارئ جديدة في منطقة طوكيو. وأضاف سوجا أن الحكومة ستنتهي من تحديد إجراءات حالة الطوارئ قريباً، وقال إنه سيطلب من البرلمان تعديل قانون خاص بإدارة الوباء عندما ينعقد في وقت لاحق من الشهر.
وفي تقرير لبنك نورديا، كتب المحللون: "ما زلنا متفائلين بشأن اليورو/دولار، وعملات الأسواق الناشئة، وأصول المخاطرة بشكل عام في بداية هذا العام، ولا نريد حقاً أن نشكك في هذا السرد حتى يصبح الانتعاش قوياً بما يكفي لأصحاب القرار في السياسة المالية والسياسة النقدية على حد سواء للنظر في إزالة أقدامهم عن دعاسة وقود التحفيز والتسهيل الكمي".
ومن المقرر أن يصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي محضر اجتماع ديسمبر يوم الأربعاء من هذا الأسبوع. وسيدقق المستثمرون في المحضر بحثاً عن المزيد من التفاصيل حول كيفية سير المناقشات التي تطرقت لجعل توجيهات السياسة النقدية المستقبلية أكثر وضوحاً، وإن كان هنالك احتمالات للمزيد من شراء الأصول في عام 2021. أما يوم الجمعة فستصدر وزارة العمل الأمريكية تقرير الوظائف الشهري، والذي يتضمن أيضاً معدل البطالة.
كما تتضمن أجندة البيانات إصدار عدد من استطلاعات قطاعات التصنيع في مختلف أنحاء العالم اليوم الاثنين، ولكن معظم الأنظار ستتجه يوم غد الثلاثاء إلى الانتخابات المعادة في ولاية جورجيا لشغل مقعدي مجلس الشيوخ الخاصين بالولاية، حيث ستحدد هذه الانتخابات الحزب الذي سيسيطر على المجلس في العامين القادمين. ومع قيام الجمهوريين في مجلس الشيوخ بعرقلة طلب الرئيس دونالد ترامب بزيادة مبلغ الشيكات التحفيزية الخاصة بالوباء من 600 دولار إلى 2,000 دولار الأسبوع الماضي، فإن نتيجة هذه الانتخابات ستحدد ما إذا كان الرئيس المنتخب جو بايدن يمكنه دفع أجندته التشريعية، والتي تتضمن المزيد من حزم التحفيز.
كما أصبحت المملكة المتحدة أول دولة تطرح لقاح AZD1222، الذي طورته شركة أسترازينيكا (NASDAQ:AZN) وجامعة أكسفورد، حيث من المقرر أن يبدأ استخدام اللقاح في وقت لاحق من اليوم. وكانت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية قد أعطت موافقتها للقاح بتاريخ 30 ديسمبر، وهو لقاح سهل النقل ومنخفض التكلفة. وهذه خطوة أخرى إلى الأمام في الاستجابة العالمية للوباء، ويأمل الجميع أن تقصر الوقت المطلوب لتحقيق شكل من أشكال مناعة القطيع وإعادة فتح الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.
ومن أخبار العملات الأخرى، انخفض الدولار أمام اليوان بنسبة 1.1٪ ليتداول عند 6.4632، يتصل العملة الصينية إلى أعلى مستوى لها في عامين ونصف، بدعم من بيانات مؤشر تشايزن لمدراء المشتريات، والذي وصل إلى 53 في شهر ديسمبر، مما يشير إلى استمرار النمو في قطاع الصناعات التحويلية المهم. كما يستخدم اليوان الآن كوسيلة مفضلة لبيع الدولار على المكشوف مع استمرار التعافي الاقتصادي الصيني.