تسبب الطقس غير المستقر في القضاء على الأخضر واليابس، بعدما دمرت الفيضانات وموجات الجفاف المحاصيل في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشدة.
ويُعتبر ظهور كل تلك التوترات في سلاسل الإمدادات، بصورة مفاجئة،
بمثابة ضربة موجعة للاقتصاد العالمي الذي كان يكافح لاستعادة توازنه بعد الصدمة التي تعرض لها بسبب الإغلاقات الناجمة عن تفشي فيروس (كوفيد-19).
ومع ارتفاع أسعار كل شيء بدءاً من السكر إلى زيت الطهي،
يُدفع ملايين من أسر الطبقة العاملة، التي اضطُرّت بالفعل إلى تقليص مشترياتها من المواد الغذائية تحت وطأة الوباء، لتوغل في أزمات مالية أكثر عمقاً.
وتهدد تلك الزيادات برفع مؤشرات التضخم الأوسع نطاقًا في بعض الدول، وقد تجعل من الصعب على محافظي البنوك المركزية الاستمرار في توفير الحوافز النقدية لدعم النمو.
وأدت سلاسل التوريد الممزقة وتدفق طلبات الشراء إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بالفعل في عديد من الدول،
في وقت سابق من 2020، بخاصة مع تسبب إغلاقات "كورونا" في تعطيل التجارة العالمية.
ولكن حتى في ذلك الوقت، كانت في مخزونات الحبوب وفرة كبيرة، وكان من المتوقع أن تكون محاصيل نصف الكرة الشمالي وفيرة، ثم جاء الطقس الجافّ في صيف العام الماضي.
وتؤثر هذه الأمور كلها في أشخاص كثر، منهم دوان كام تشي، وهي أم عاملة في مدينة هو تشي منه،
قدّرت أنها أنفقت أكثر بنحو 30% في 2020، على فواتير الطعام لعائلتها المكونة من 5 أفراد،
إذ شهدت الأم العاملة انخفاض أسعار لحم الخنزير، لكن أشياء مثل الأرز والحبوب والفواكه لا تزال ذات أسعار مرتفعة مقارنة بالأعوام الماضية.
وقالت دوان كام تشي: "لا يمكنني تقليص نفقات الطعام لأن أطفالي في مرحلة النمو".
وقال كيفن روس، أحد المزارعين من ولاية أيوا، ورئيس الرابطة الوطنية لمزارعي الذرة، الذي يزرع الذرة وفول الصويا في جنوب غرب ولاية أيوا، في مقابلة عبر الهاتف
: "إنها بشرى سارة أن نشهد طلباً قوياً جداً في الوقت الحالي على كثير من السلع. إن الصادرات في أوج ازدهارها".