logo

تدفق النفط الإيراني إلى الصين يقوّض مساعي “أوبك” لضبط السوق

17 مارس 2021 ، آخر تحديث: 17 مارس 2021
5DDBA007-AD89-46B5-A190-F1916B6F9368
تدفق النفط الإيراني إلى الصين يقوّض مساعي “أوبك” لضبط السوق

تدفق النفط الإيراني إلى الصين يقوّض مساعي “أوبك” لضبط السوق/

أدَّى تدفُّق النفط الإيراني إلى الصين خلال الأسابيع الأخيرة إلى مزاحمة الواردات من الدول الأخرى، وهو ما

يهدد بتعقيد جهود تحالف “أوبك+”، وتقويض مساعيها الرامية إلى تشديد الإمدادات في السوق العالمية.

وتشتري حالياً الصين، وهي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، ما يقرب من مليون برميل يومياً من النفط

الخام، والمكثِّفات، وزيت الوقود الخاضع للعقوبات من إيران، وفقاً لتقديرات التجار والمحللين.

وقال التجار، إنَّ هذا النفط الإيراني يحلُّ محل الدرجات المفضلة من دول، مثل النرويج، وأنغولا، والبرازيل،

ويؤدي إلى سوق فورية هادئة بشكل غير معتاد.

ويحجم معظم التجار والمصافي حول العالم عن شراء الخام الإيراني بسبب العقوبات الأمريكية، التي يمكن أن تؤدي إلى تداعياتٍ، مثل الانقطاع عن النظام المصرفي الأمريكي.

ومع ذلك، فإنَّ الارتفاع الذي لا يمكن وقفه على ما يبدو في أسعار النفط الخام العالمية يجعل النفط الإيراني

بالسعر المنخفض جداً جذَّاباً بشكل متزايد للمشترين الصينيين بما في ذلك مصافي التكرير المستقلة،

التي تمثِّل حوالي ربع طاقة معالجة النفط الخام في البلاد.

وفي حين يتمُّ تداول خام برنت القياسي العالمي بحوالي 70 دولاراً للبرميل بسبب تحسُّن الطلب، وتشديد

الإمدادات من “أوبك+”، فإنَّ استمرار أو زيادة التدفُّقات الإيرانية قد تعيق جهود التحالف لمواصلة رفع الأسعار.

خام إيران الرخيص ينافس دول الأوبك


يذكر أنَّ إيران هي عضو في منظمة البلدان المصدِّرة للبترول، لكنَّها مستثناة من قيود التوريد.

ومع ذلك، فإنَّ تفضيل الصين لخامها الرخيص يؤدي إلى إزاحة الطلب من دول “أوبك” مثل، أنغولا وكذلك

منتجين آخرين مثل النرويج والبرازيل، على الرغم من أنَّ جودة نفط جميع هذه البلدان ليست متطابقة.

وبحسب التجار، فإنَّ ما يصل إلى 10 ملايين برميل من النفط الأنغولي المقرَّر تصديره في أبريل لا يزال بدون

مشترين حتى وقت سابق من هذا الأسبوع، مقارنة بمثل هذا الشهر الذي تكون فيه عادة هذه الشحنات قد بيعت بحلول الوقت الحالي.

وأضاف التجار أنَّ النفط القادم من نيجيريا وجمهورية الكونغو واجه صعوبات أيضاً بسبب قلة الرغبة بالشراء.

وتُظهر بيانات الشحن أنَّ ثلاث ناقلات عملاقة تحمل النفط من حقل “يوهان سفيردروب” النرويجي تطفو قبالة الصين منذ أسبوعين على الأقل دون تفريغها.

وقال متعاملون منخرطون في السوق، إنَّ 16 مليون برميل فقط من خام بحر الشمال غادرت أوروبا متجهة

إلى آسيا في فبراير، وهي أقل كمية في أربعة أشهر، ومن المرجَّح أن يستمر الاتجاه الهبوطي على المدى القصير.

قفزة في تصدير النفط الإيراني للصين


وفي هذا السياق، قال يونتاو ليو، وهو المحلل في “إينيرجي اسبيكتبس” (Energy Aspects Ltd) التي

تتخذ من لندن مقرَّاً لها: “مع زيادة التدفُّقات من أماكن مثل إيران، وإغلاق جميع درجات المراجحة الأخرى

إلى الصين حالياً، تبدو السوق الفورية ضعيفةً فعلاً، ومن الآن وحتى يونيو إلى يوليو، سيكون من الصعب

جداً بيع الأصناف المفضَّلة مثل خامات غرب إفريقيا، وخامات النرويج “يوهان سفيردروب”، والخامات البرازيلية”.

ويذكر أنَّه غالباً ما يوصف اللاعبون الخاصون الصينيون في عالم صناعة النفط بأنَّهم (مصافي إبريق الشاي).

ومن الجدير بالذكر أنَّ النفط الإيراني المتدفِّق إلى الصين، هو عبارة عن مزيج من البراميل التي يتمُّ نقلها مباشرة من الخليج، بالإضافة إلى شحنات إيرانية الأصل تمَّ تغيير علامتها التجارية كي تصبح كأنَّها درجات شرق أوسطية أو ماليزية.

وقالت شركة استخبارات البيانات “كبلر” (Kpler) الأسبوع الماضي، إنَّ واردات الصين من النفط الخام من إيران، ستبلغ في المتوسط 856 ألف برميل يومياً هذا الشهر، وهو أعلى مستوى لها في عامين تقريباً.

وقال متعاملون، إنَّ معظم هذا النفط يتمُّ شراؤه من قبل مؤسسات تجارية صينية محلية، إذ تحاول شركات التكرير الخاصة والمملوكة للدولة إبعاد نفسها عن التعاملات مع الدولة الخاضعة للعقوبات الأمريكية.

وأضافوا أنَّه من المحتمل أن يتمَّ الاحتفاظ بهذه الإمدادات مؤقتاً في خزانات برية قبل إعادة بيعها للمصافي المحلية في موعدٍ لاحق.

ومن المعروف أنَّ هذه المعالجات الخاصة، التي توجد أغلب مقرَّاتها في مقاطعة شاندونغ، تعمل على تكرير الخام الإيراني والفنزويلي إلى وقود، واستخدام زيت الوقود الحمأة منخفض الجودة كمواد وسيطة لوحداتها.

وظهرت هذه التدفُّقات الإيرانية المتزايدة في الوقت الذي تحاول فيه إدارة الرئيس جو بايدن إحياء الاتفاق النووي مع طهران.

وكانت إيران تصدِّر حوالي 2.5 مليون برميل يومياً من النفط قبل فرض العقوبات في عام 2018. وقال إد مورس، رئيس أبحاث السلع في “سيتي غروب”، في مذكرة نشرت في شهر يناير، إنَّ إيران تبدأ العام كلاعب بديل قويٍّ لأسعار النفط المرتفعة.

 

تابعنا على تويتر

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024