لا يعني "التسوق الذكي" أن نتوقف عن شراء الأشياء التي نرغب بها أو نحتاجها، بل يتعلق بالتحكم في النفقات خلال أوقات الأزمات، حتى لا تتأثر ميزانياتنا، وحتى نستفيد بالشكل الأمثل من الفرص التي توفرها لنا السوق.
في تقرير نشره موقع "فينانثاس بيرسوناليس" (Finanzas Personales) الكولومبي، قال الكاتب ماكسيميليانو سيروني، إن التأثير الاقتصادي الناجم عن وباء كورونا حول العالم أدى إلى تغيير العادات الاستهلاكية لكثير من الناس بشكل جذري.
فعلى سبيل المثال، انخفضت الزيارات إلى مراكز التسوق وتغير السلوك الشرائي في المتاجر بسبب الاستخدام المكثف للمنصات الرقمية، كما أدى إغلاق المطاعم إلى زيادة الاعتماد على تطبيقات الهاتف المحمول لتوصيل الطعام.
وتأثرت عمليات الإنفاق بتدهور القدرة الشرائية للمستهلكين الذين اضطروا إلى مراجعة ميزانياتهم بسبب انخفاض مستوى الدخل، والتوقف عن شراء سلع غير ضرورية، أو البحث عن بدائل أقل تكلفة توفر لهم بعض المال.
ويسلط الكاتب في هذا التقرير الضوء على ٦ أمور أساسية يجب مراعاتها من أجل "إنفاق ذكي" في ظل الأزمة الراهنة، يراعي الحاجيات الأساسية والقدرة الشرائية في الآن ذاته.
قبل القيام بأي عملية شراء، من المهم جدا أن نقيّم وضعنا المالي، ويعني ذلك أننا يجب أن نعرف تحديدا حجم الدخل وقدرتنا على الإنفاق على سلعة ما، بهذه الطريقة سنتمكن من تحديد المبالغ التي يمكن تخصيصها لمشتريات العائلة دون الإخلال ببقية الالتزامات المالية.
وتُعتبر قاعدة 20/30/50 من أفضل الطرق التي يوصي بها الخبراء للتحكم في الميزانية، وهي تقنية بسيطة مفادها تقسيم الراتب الشهري إلى ثلاثة أجزاء، 50% للنفقات الأساسية الثابتة، و30% للنفقات المتغيرة، و20% للخطط المالية المستقبلية.
رغم أن مقارنة الأسعار تبدو أمرا بسيطا للغاية، فإن الكثير من المستهلكين لا يطبقون هذه القاعدة المهمة للتحكم في الإنفاق، ومن الإستراتيجيات المفيدة التي تسهل عملية المقارنة، زيارة المواقع الإلكترونية للمتاجر ومعرفة ما إذا كان لديها خصومات، أو إذا كانت أسعارها قد زادت أو بقيت على حالها.
في مواجهة الأزمة الاقتصادية أو الركود المالي، من الضروري أن نتحلى برؤية واضحة بشأن قدرتنا على سداد الديون، وهو عامل رئيسي في الحفاظ على استقرار الوضع المالي للأسرة.اعلان
ويوصي الخبراء في هذا الصدد بألا تزيد نسبة الدين عن 40% من الدخل الشهري، وفي حال زادت النسبة عن هذا الحد، فمن المرجح أنك لن تستطيع سدادها ما لم تحصل على مصدر دخل جديد.
تروج العديد من المتاجر لبطاقات الائتمان الخاصة بها كوسيلة للدفع، وهو أمر لا يحبذه كثير من المستهلكين، لكن في الواقع، أن هذه البطاقات توفر للمستهلك عدة مزايا إضافية، لعل أهمها الاستفادة من الخصومات والعروض الخاصة.
ومع ذلك ينبغي الانتباه إلى تكلفة الرسوم الإضافية لعمليات الدفع وتقدير الفوائد الشرائية قبل الحصول على البطاقة. وبعيدا عن وسائل الدفع، يجب أيضا التحقق من المزايا التي توفرها المتاجر عبر تطبيقاتها على الأجهزة المحمولة التي تقدم تخفيضات في الأسعار وعروضا خاصة.
يوجد اليوم العديد من تطبيقات الأجهزة المحمولة التي تسمح بحفظ سجل مفصل للنفقات، مما يساعدنا على التحكم في مواردنا المالية، وتعتبر هذه التطبيقات شائعة الاستخدام في الشركات، حيث يجب على الموظفين تسجيل نفقاتهم، حتى البسيطة منها، وتدمج بطريقة آلية في منصة مركزية لتحديد النفقات الإجمالية للشركة، ويمكن الاستفادة من هذه التطبيقات على مستوى شخصي للتحكم في عملية الإنفاق.
حين ترغب في شراء بعض الأغراض الضرورية، من الأفضل أن تكون على دراية بالعروض التي تقدمها المتاجر في فترات معينة، مثل نهاية الشهر، أو في مناسبات خاصة مثل أعياد الميلاد أو غيرها.