تسعى العديد من الدول إلى نشر لقاحات كورونا كاستراتيجية للخروج من القيود غير المسبوقة المتعلقة بـ COVID-19.
ومع ذلك، فإن نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد بشكل حاسم وأساسي على مدة المناعة الوقائية الناتجة عن كل من العدوى
الطبيعية والتطعيم، وفقاً لفريق بحثي من جامعة لندن البريطانية في مراجعة نشرت في مجلة The Lancet Respiratory Medicine.
وفي تحليلهم، فحص فريق البحث بقيادة عالم الأمراض الباثولوجية (فرع من الطب معني بدراسة طبائع الأمراض والتغييرات
التركيبية والوظيفية التي تقترن بمختلف الأمراض) جريجوري ميلن من الكلية الملكية البيطرية بجامعة لندن، جميع المنشورات
المتعلقة بالاستجابة المناعية الناجمة عن عدوى سارس-كوف -2 وتطعيم كوفيد المنشور حتى يوليو/ تموز 2021، مقدمين تقريراً عن الأدلة المتوفرة من حيث طول عمر الحصانة الوقائية.
وعلى الرغم من أن مدة الاستجابة تختلف باختلاف العمر وشدة المرض، فإن الباحثين لاحظوا أن العدوى الطبيعية تسبب
استجابة مناعية وقائية تدوم حوالي من 5 إلى 12 شهراً، مع احتمال أكبر لخطر الإصابة مرة أخرى في حالة وجود استجابة
غير قوية للأجسام المضادة، وفقاً لموقع "فان بيدج" الإيطالي.
ومن ناحية أخرى، تظهر البيانات الناشئة عن الأشخاص الملقحين، أن الحماية من خطر الإصابة يمكن تقليلها ضد المتغيرات المثيرة للقلق، وفقاً للعلماء.
وتتفق نتائج هذه المراجعة مع نتائج دراسة السجلات الطبية الأمريكية، والتي أظهرت أن فاعلية جرعتين من لقاح فايزر ضد
دخول المستشفى بعد الإصابة بمتغير دلتا ظلت عند 93% حتى 6 أشهر بعد الجرعة الثانية، بالرغم من انخفاض الفاعلية ضد
العدوى (من 88% في الشهر الأول بعد الجرعة الثانية إلى 47% بعد 5 شهور).
وتظهر البيانات الجديدة أيضاً أن احتمالية ظهور أعراض كوفيد طويل المدى Long Covid (بعد 28 يوماً من الإصابة) تنخفض إلى
النصف بين أولئك الذين تلقوا الجرعة الثانية من أحد لقاحي ميرنا (فايزر وموديرنا) وأسترازينيكا منذ 4 أسابيع.
وفي النهاية، قال العلماء إن مدة المناعة الوقائية من العدوى الطبيعية والتطعيم، ستحدد تردد أو تكرار الفاشيات (السنوية أو
كل سنتين أو بشكل متقطع أكثر) والعبء على النظم الصحية للأمراض التي تظهر عليها الأعراض.
كما ستكون هناك حاجة أيضاً إلى مزيد من التدخلات، مع مزيد من الأوبئة التي يمكن أن تحدث بسبب انجراف المستضدات،
والضغوط الانتقائية للمتغيرات أو السلالات الجديدة والتنقل السكاني العالمي.