سؤال دون إجابة قاطعة يسأله الجميع منذ بداية انتشاء الفيروس التاجي، لكن الآن بفضل بعض التحليلات، يمكن طرح العديد من السيناريوهات التي من شأنها الحديث عن توقيت انتهاء كابوس فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19).
وفي التقرير التالي، يقدم فابريزيو نيكاسترو، الفيزيائي والباحث في مرصد INAF الفلكي في العاصمة الإيطالية روما، تحليلاً صاغ فيه 3 سيناريوهات مختلفة، وفقاً لموقع "فان بيدج" الإيطالي.
وقبل وصفها بالتفصيل، لا بد من توضيح نقطة مهمة للغاية، وهي الفرق ما بين التوقعات والسيناريوهات.
في هذا التحليل، لا توجد توقعات، فالعلماء هنا لا يقولون "غدا ستمطر" أو "في عيد الميلاد تتساقط الثلوج"، بل يدور الحديث عن سيناريوهات بناء على نماذج رياضية معقدة تأخذ في الاعتبار تعدد المتغيرات.
ويمكن تطبيق هذا التعريف لمفهوم السيناريو على مجالات دراسة متعددة مثل تغير المناخ، والاتجاهات الوبائية، والسيناريوهات الاقتصادية والمالية وغيرها الكثير.
ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أنه حتى النموذج الذي بناه نيكاسترو له شروط ومتغيرات أولية تتغير بمرور الوقت وفقاً لتحركات الفيروس، إذ يأخذ التحليل في الاعتبار 4 يناير/كانون الثاني 2021، اللحظة التي بدأت فيها اللقاحات في إظهار فعاليتها على العدوى والاستشفاء، وفي 15 يوليو/تموز 2021، اللحظة التي بدأ فيها متغير دلتا في الانتشار.
يتنبأ السيناريو الأول المفترض بأن التطعيمات تستمر بالمعدل الحالي وأن الأشخاص المعرضين للإصابة (مجموع الأشخاص غير الملقحين والمتعافين بدون أجسام مضادة والملقحين بدون جرعة معززة بعد 6 أشهر) تتراوح بين 6 و7 ملايين شخص.
ويتوقع هذا السيناريو، الذي يجب أن يكون الأكثر احتمالية، بلوغ ذروة الوفيات في حوالي 1 يناير/كانون الثاني 2022 على ارتفاع أقل من 200 حالة وفاة يومية، أقل بكثير من 1000 حالة تم الوصول إليها في الموجات السابقة.
وفي الأسابيع التي تلي العام الجديد، ستبدأ الوفيات في الانخفاض لتصل إلى الصفر بين مايو/أيار ويونيو/حزيران 2022، وهنا قد تكون نهاية الوباء.
ربما يكون السيناريو الثاني هو الأقل احتمالية، لكنه يعطينا فكرة عن مدى قرب انتهاء حالة الطوارئ هذه إذا قمنا جميعاً بتطعيم أنفسنا.
في واقع الأمر، ينص القانون الإيطالي على أنه اعتباراً من 15 ديسمبر/كانون الأول، سيبدأ جميع الذين لم يتم تطعيمهم بعد في التلقيح بمعدل 500 ألف جرعة في اليوم، بالإضافة إلى أنه يجب إعطاء الجرعة المنشطة للآخرين، لينتهي الوباء في فبراير/شباط 2022.
السيناريو الثالث بالطبع لن يتمناه أحد، وهو نوع من "إثبات فرضية" فاعلية وأهمية اللقاحات.
لنفترض أن حملة التطعيم توقفت من 15 ديسمبر/كانون الأول، ماذا سيحدث؟ سنصل إلى الذروة الأولى في الوفيات في نهاية الشتاء بأكثر من 200 شخص في اليوم، ثم ينخفض المنحنى.
ومع ذلك، فإن المشكلة تكمن في الزيادة اللاحقة في القابلية للإصابة، بسبب فقدان فعالية اللقاحات لدى أولئك الذين تم تطعيمهم وانخفاض الأجسام المضادة في المتعافين.
ومن ثم، سيكون التأثير كارثياً، إذ ستحدث موجة جديدة من الإصابات والوفيات، قد تصل إلى مستويات الموجتين الأولى والثانية، تقترب من ألف حالة وفاة يومياً.