بعد مرور عامين من الضغوط والتوتر جراء جائحة كورونا، حان الوقت لجعل أهدافنا المالية تركز على ضمان سعادتنا.
وفي تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) الأميركية، قالت الكاتبة آن تارغسين إنه عوضا عن تحديد هدف مالي طموح لتحقيقه خلال العام الجديد، ينبغي وضع بعض الأهداف الصغرى والأكثر ذكاء لجعل حياتك المالية أكثر سعادة.
ووفقا لمسح عبر الإنترنت -أجراه موقع التمويل الشخصي "نيكست أدفايزر" يونيو/حزيران الماضي شمل قرابة 3 آلاف شخص بالغ- أعرب أكثر من نصفهم عن شعورهم بالقلق الشديد بشأن مواردهم المالية.
وأشارت الكاتبة إلى العديد من الطرق التي يمكن للأفراد بها تغيير طريقة تفكيرهم بشأن المال وتقليل التوتر المرتبط به، على غرار:
ووفقا لعلماء السلوك وعلماء النفس والمستشارين الماليين، فإن اتباع هذا النهج مع هذا النوع من المهام يجعلها أكثر قابلية للتحقيق وربما أكثر إمتاعا من غيرها.
وفي ما يلي، تقنيات من شأنها مساعدتك على تحقيق أكبر قدر من السعادة في حياتك المالية.
تظهر الدراسات أنه كلما ارتفع الدخل زادت السعادة، ولكن وفقا لدراسة نشرت عام 2010، تبين أنه بمجرد أن يبلغ دخل الفرد 75 ألف دولار لا يصبح لتزايد الأموال تأثير كبير على سعادته.
وأوضحت سونيا ليوبوميرسكي، أستاذة علم النفس التي تدرس علم السعادة في جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد، أن جزءا من المشكلة يتمثل في حقيقة أنه مع ارتفاع الدخل يبدأ الأفراد في مقارنة أنفسهم بأقرانهم الجدد، وإحدى طرق تعزيز السعادة تتمثل في تحليل وفهم الأمور التي تهمنا نحن وليس الآخرين.
أكدت الأستاذة ليوبوميرسكي أن إيجاد أي طريقة لتوفير المزيد من وقت الفراغ يمكن أن يعزز الشعور بالسعادة، وطرق توفير الوقت في الحياة المالية تشمل أتمتة الفواتير والمدخرات.
ووفقا للمستشار المالي من بالوس هايتس في إلينوي، روريك لارسون، فإنه في حال كانت لديك العديد من الحسابات المالية، فإنه من الأفضل دمج أصولك في حساب واحد فقط من كل نوع، حتى يكون لديك بيانات أقل لتتبعها.
كما ينصح الخبراء بعدم التثبت من أرصدة حسابك أكثر من مرة في الشهر أو كل 3 أشهر.
ينصح دان إيغان، نائب رئيس شركة "بترمنت" للاستثمار والسلوك المالي، بوضع ميزانية خالية من التوتر؛ وذلك عبر التخلص من المراقبة المستمرة لعمليات الإنفاق التي يمكن أن تكون مملة.
على سبيل المثال، يرسل إيغان وزوجته شيكات راتبيهما إلى حساب مصرفي مشترك يدفعان من خلاله الفواتير المتكررة بصورة آلية، بما في ذلك الرهن العقاري، ويقوم الزوجان أيضا بأتمتة عمليات التحويل إلى حسابات فرعية مخصصة لحالات الطوارئ وشراء سيارة جديدة والإجازات، ثم يتقاسمان ما تبقى حتى يتمكن كل منهما من إنفاق الفائض على النحو الذي يراه مناسبا.
يمكن للأزواج التخفيف من حدة التوتر عن طريق اتباع طريقة إيغان وتخصيص بعض الأموال في ميزانيتهم للإنفاق بشكل مستقل، والهدف من هذه الطريقة هو السماح لكل طرف بإنفاق مبلغ معين في حدود متفق عليها من دون أي انتقاد من الطرف الآخر.
وعادة ما ينفق بعض الأزواج من حساب مشترك، لكن إيغان وزوجته اختارا تقسيم ما تبقى من رواتبهما بعد تسديد جميع النفقات، وهو ما يجعل فصل النفقات الفردية عن المصاريف المشتركة أسهل ومراجعة كشوف الحسابات أقل استهلاكا للوقت.
توصي سارة نيوكومب، الخبيرة الاقتصادية السلوكية في شركة "مورنينغ ستار"، بأن نقيّم أنفسنا من خلال منح تحديد درجة على سلم من واحد إلى 10 حول "إذا ما كنا نشعر أننا نستطيع التعامل مع أي ظرف مالي قد نواجهه".
ووفق هذا المقياس، يشير الرقم واحد إلى التشاؤم و10 إلى التفاؤل، وبغض النظر عن مستوى الدخل، وجدت نيوكومب أن الأشخاص الذين منحوا أنفسهم درجات من 5 فما فوق يعبرون عن رضاهم عن مواردهم المالية أكثر مقارنة بأولئك الذين حصلوا على درجات أقل.
وقالت نيوكومب إن الأشخاص القادرين على الصمود يركزون بشكل عام على الأشياء التي يمكنهم التحكم بها مثل قيمة مدخراتهم، بدلا من التركيز على ما هو خارج عن سيطرتهم مثل عوائد الأسهم، وأضافت نيوكومب أنه من خلال التركيز على الأمور الخارجة عن نطاق سيطرتك، فإنك ستزيد من شعورك بالقلق.
وشدد إيغان على أهمية تذكير نفسك بإنجازاتك المالية، مثل تسديد رصيد بطاقة ائتمان أو دفعة مقدمة للمنزل، في حين ينصح آخرون بالشعور بالامتنان لما لديك ومسامحة نفسك على الأخطاء المقترفة.