تقلصت حظوظ الخزانة المصرية من عائدات السياحة الروسية والأوكرانية عقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فجر الخميس، بدء عملية عسكرية في كييف، بينما تعول الحكومة المصرية على الموسم السياحي الشتوي بشكل كبير، إذ يبدأ من مطلع أكتوبر (تشرين الأول) حتى نهاية أبريل (نيسان) من كل عام، لاستعادة القطاع السياحي عافيته منذ تفشي جائحة كورونا في مارس (آذار) 2020، خصوصاً مع بدء عودة السياح الروس والألمان ورفع القاهرة من القائمة الحمراء البريطانية.
3.5 مليار دولار يدفعها الروس في مصر
وتسهم السياحة الروسية بنحو 3.5 مليار دولار أميركي سنوياً من عائدات القطاع يدفعها أكثر من ثلاثة ملايين سائح كانوا يزورون مصر سنوياً قبل حادثة تحطم الطائرة الروسية "متروجيت" فوق سيناء نهاية أكتوبر عام 2015، وفقاً لبيانات سابقة لوزارة السياحة.
وتشير البيانات الرسمية إلى "أن عدد السياح الروس في 2015 قبل توقف الرحلات إلى مصر بلغ 3.2 مليون روسي بنسبة 33 في المئة من إجمالي السياحة الوافدة لمصر، وسط توقعات أن يزور القاهرة نحو 400 ألف سائح روسي شهرياً مع عودة السياحة الروسية لمصر بعد أن تجاوزت إيرادات القطاع 13 مليار دولار لتعود إلى مستويات ما قبل الجائحة"، وفقاً لتصريحات غادة شلبي نائبة وزير السياحة والآثار لوكالة "رويترز" في يناير (كانون الثاني) الماضي.
تراجع الرحلات الأوكرانية إلى 188 رحلة
واستطلعت "اندبندنت عربية" آراء المتخصصين والعاملين في القطاع السياحي بمدينة شرم الشيخ ومحافظة جنوب سيناء شرق البلاد، باعتبارها إحدى كبرى الوجهات للسائحين من موسكو وكييف.
وقال رئيس جمعية مستثمري شرم الشيخ عاطف عبد اللطيف، "إن اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا عصف بالموسم السياحي الشتوي بالمدن السياحية بمحافظة جنوب سيناء بالكامل وليس شرم الشيخ فحسب". وأضاف أن "عدد الرحلات الجوية السياحية الأوكرانية إلى جنوب سيناء تقلص من 264 رحلة في يناير 2022 إلى 188 رحلة في فبراير (شباط) الحالي، وبنسبة تراجع بلغت 30 في المئة مع بداية الاشتباكات بين البلدين".
وأوضح أن "الرحلات السياحية الروسية تراجعت بنسبة 52 في المئة في الوقت الحالي"، مشيراً إلى أن "متوسط عدد رحلات الطيران السياحية المتوجهة من موسكو إلى جنوب سيناء سجلت في يناير الماضي 463 رحلة طيران، قبل أن تتقلص في فبراير الحالي إلى 238 رحلة، متوقعاً مزيداً من التراجع بالنسبة إلى سياح البلدين إلى أقل من خمسة في المئة خلال مارس وأبريل، خصوصاً مع إغلاق المجال الجوي الأوكراني في وجه الملاحة العالمية".
تراجع الحجوزات الفندقية إلى 40 في المئة
من جانبه، قال مدير أحد الفنادق بمدينة الغردقة، أحمد صالح، "منذ بداية الشهر الحالي ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين أوكرانيا وروسيا تراجعت الحجوزات الفندقية بنسبة لا تقل عن 40 في المئة"، مشيراً إلى أن "نسبة الإشغال الفندقي في مدينة الغردقة المطلة على البحر الأحمر لا تزيد على 30 في المئة حالياً"، لافتاً إلى أن "مارس وأبريل هما ذروة الرواج السياحي في المدينة خصوصاً من جانب السائحين الروس والأوكرانيين".
تراجع مبيعات الهدايا 70 في المئة
وفي السياق ذاته، قال صاحب أحد البازارات في مدينة شرم الشيخ، هيدرا شمعون، إن "هناك تراجعاً في المبيعات بالنسبة إلى الهدايا والعملات التذكارية لا يقل عن 70 في المئة اليوم مع بدء العمليات العسكرية الروسية داخل الأراضي الأوكرانية"، مشيراً إلى أن "الحالة النفسية للسياح الموجودين من البلدين سيئة للغاية وأصبحت بمثابة إعلان لانتهاء الموسم السياحي".
شركات الطيران الأوكرانية أوقفت الرحلات
من جانبه، قال وكيل شركة الطيران الأوكرانية في مصر إلهامي الزيات، إن "شركة الطيران الأوكرانية أوقفت رحلاتها إلى مصر خلال الشهر الحالي مع زيادة التوترات بين بلادها وروسيا وتخوف السياح من السفر".
وأضاف في تصريحات صحافية، أن "الفنادق في شرم الشيخ والغردقة تشهد تراجعاً كبيراً في أعداد السياح الأوكرانيين، والموجودون حالياً كانوا في مصر وفي طريقهم للعودة إلى بلادهم"، مشيراً إلى أن "روسيا وأوكرانيا من أهم الأسواق المصدرة للسياح في البلاد".
وتابع، "في حال امتداد التوترات لتتحول إلى حرب عالمية سيتضرر قطاع السياحة العالمي بأكمله، خصوصاً أن الاقتصاد العالمي لا يزال يعاني تداعيات جائحة كورونا".
وأشار إلى أن "السوقين الروسية والأوكرانية من أهم الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر، ما أثر في إشغالات الفنادق، خصوصاً في مدينتي شرم الشيخ والغردقة بعد أن انتعشت المدينتان نسبياً منذ أغسطس (آب) الماضي مع عودة السياح الروس إليهما بعد انقطاع دام ست سنوات".