دعونا نعد بالزمن قليلا إلى الوراء، وتحديدا يوم الخميس الذي اشتعلت فيه فتيل الحرب.
استيقظ العالم على الأخبار والبث المباشر لبدء العمليات العسكرية الروسية على أوكرانيا، ولم يتأخر الذهب عن الاستجابة مع توتر وقلق الأسواق.
حيث شهدنا ارتفاعا من مستوى 1908 [سعر الافتتاح ليوم الخميس] وصولا لمستوى 1940 وذلك خلال جلسة التداول الآسيوية فقط، أي أننا شهدنا ما يقارب 30 دولارا خلال الساعات الأولى من يوم الخميس.
وبكل تأكيد كان من الواضح أن أسعار الذهب لن تكتفي بالمكاسب التي حققتها بفعل التوتر والخوف والقلق، حيث أن كل شيء تقريبا كان يشير إلى استمرار الصعود بالنسبة لأسعار الذهب على وجه التحديد.
وهنا دعني أستعرض سريعا بعض أيام التداول التي شهدنا بها مجالات سعرية واسعة، وكانت مرتبطة بأحداث كبيرة وهامة تسببت في قلق وخوف الأسواق بشكل عام، والذهب على وجه الخصوص.
هل تذكر عزيزي القارئ يوم التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟ إذا كنت متداولا يومها فسوف تذكر أن أسعار الذهب ارتفعت من سعر الافتتاح 1250 تقريبا وصولا إلى 1360 تقريبا.
هل تذكر عزيزي القارئ يوم فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية؟ إذا كنت في مجال التداول يومها فسوف تذكر أيضا أنها كانت في نفس السنة 2016 وارتفعت الأسعار من مستوى 1275 وصولا إلى مستوى 1335 تقريبا أي 60 دولارا.
هي بعض الأمثلة فقط عن مجالات سعرية كبيرة خلال ساعات معدودة، وهي ساعات ذروة التوتر والقلق والذعر التي تحيط بالأسواق في لحظتها.
يوم التصويت لخروج بريطانيا، استغرقت الأسعار 3 أشهر للعودة لمستواها الطبيعي تقريبا قبل يوم التصويت.
أما في يوم فوز ترامب، عادت أسعار الذهب إلى مستوياتها الطبيعية خلال نفس اليوم، أي أنها خسرت كل مكاسبها أيضا خلال ساعات معدودة في ذات اليوم.
والآن اسمح لي عزيزي القارئ أن نعود ليوم الخميس الماضي، واسمح لي أيضا أن أستعرض الأسعار الرئيسية في هذا اليوم:
- سعر الافتتاح = 1908
- أعلى سعر = 1974
- أدنى سعر = 1878
- سعر الاغلاق = 1903
أي أن الأسعار ارتفعت بداية ما مقداره 70 دولار تقريبا.
ثم عادت الأسعار لتتراجع 100 دولار تقريبا.
قبل أن تغلق أدنى من سعر الافتتاح.
بكل تأكيد التوتر كان في أشده، والقلق والخوف كانا المسيطران على المتداولين والأسواق، وصدمة المفاجأة ربما أيضا كان لها الأثر البالغ في تحريك الأسعار بمزيد من الزخم الإيجابي.
القلق والخوف لن يستمرا إلى ما لا نهاية، هذا أمر طبيعي.
كما أن الأسواق كان أمرا حتميا عليها أن تصل إلى ذروة التشبع الشرائي بالنسبة لأسعار الذهب تحديدا، وهنا كان يجب الاعتماد على التحليل الفني لتحديد المستويات المهمة التي قد تستطيع أن توقف الزخم الإيجابي، وأن يبدأ المستثمرون بعمليات جني الأرباح.
حيث أن التحليل الفني لا يمكن الاعتماد عليه إطلاقا في أيام التوترات والأحداث الاقتصادية، وبكل تأكيد فإن الأحداث والتوترات السياسية أكبر وأشد.
في هذه الحالة يمكن النظر للتحليل الفني فقط لتحديد المستويات المهمة، والتي عادة ما تكون متقاربة نوعا ما قياسا إلى الأداء الطبيعي للأسعار، إلا أنه وفي يوم مثل هذا يجب متابعة المستويات الهامة والمتقاطعة على الإطارات الزمنية الكبيرة.
وهو ما أشرت إليه في تحليل يوم الخميس، أن المستويين 1961 ومن ثم 1973 هي المستويات التي يجب النظر إليها عند اختبار الأسعار لها.
حاولت الأسعار التماسك ضمن هذا المجال السعري، إلا أنها كانت قد وصلت إلى حالة من التشبع الشرائي، كما أن الأسواق تجاوزت حالة الصدمة الكبرى، وبدأ يصبح الأمر روتينيا مع استمرار الأخبار في نفس السياق دون توتر إضافي أو أحداث جديدة على الأرض.
أستطيع سماع همس أفكارك تخبرك أنه من السهل الحديث عن الأمر وشرحه بعد حدوثه، هل هذا صحيح؟
يمكنك العودة إلى صورة التحليل وملاحظة أنني لم آت على ذكر مستويات 2000 على سبيل المثال، وحتى على حساب تويتر وردتني العديد من الأسئلة عن استهداف مستويات 2000 والبعض ذهب إلى أبعد من ذلك، إلا أن الجواب كان دائما دعونا نتماشى مع الأسعار خطوة بخطوة وننتظر اختراق حقيقي لمستوى 1973.
لا تزال التوترات على الأرض قائمة لغاية الآن، ولا تزال جميع السيناريوهات محتملة وقائمة أيضا، ويكفي أن أذكر لك عزيزي أن غالبية شركات التداول أوقفت عمليات التداول على الروبل الروسي وذلك لارتفاع درجة المخاطرة والتقلبات العنيفة التي يشهدها بشكل يومي، وهذه التقلبات أيضا دفعت البنك المركزي الروسي إلى زيادة أسعار الفائدة بالأمس في محاولة منه لإيجاد نوع من الاستقرار لسعر الصرف.
وشهدنا بالأمس ارتفاعات وفجوات سعرية مع افتتاح الأسواق فجر الاثنين، وتقريبا تم تغطية الفجوة بالنسبة للذهب والفضة مع فوارق بسيطة، وذلك بسبب العقوبات الجديدة التي تم فرضها خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأهمها فصل روسيا عن نظام [سويفت] العالمي للمصارف.
يبقى التحليل الفني لغاية الآن ليس هو المحور الرئيسي الذي يمكن الاعتماد عليه، حيث أن الأخبار والتصريحات التي تصدر تعتبر هي المحرك الرئيسي للأسواق.
· لكن يجب الوقوف على مستويات الأسعار الرئيسية التي من المتوقع أن نشهد رد فعل حين اختبارها.
· النقطة المحورية اليوم عند مستوى 1905.
· مستويات المقاومة الرئيسية هي 1921 / 1927 / 1934 / 1950.
· مستويات الدعم الرئيسية هي 1897 / 1892 / 1883 / 1876.
النفط أيضا شهدنا فجوة سعرية كبيرة عند افتتاح التداول فجر الأمس، حيث شهدنا قفزة سعرية كبيرة جدا من سعر الإغلاق نهاية الأسبوع الماضي عند مستوى 92 تقريبا، إلى سعر افتتاح يوم الاثنين عند مستوى 98 تقريبا.
أي أننا شهدنا فجوة سعرية بأكثر من 6% وهي نسبة كبيرة جدا جدا لا يمكن اعتبارها ضمن الأمور والأسعار المنطقية على الإطلاق.
كما أننا لم نشهد إغلاقا للفجوة السعرية بالأمس، حيث أن أدنى سعر وصلته الأسعار بالأمس كان 94.4 تقريبا أي لا يزال لدينا فجوة تقارب 2.5 دولار.
أيضا لا يمكن الاعتماد على التحليل الفني بشكل مستقل بالنسبة لأسعار النفط، ودائما يجب متابعة الأخبار والتصريحات المتعلقة بالتوترات.
· النقطة المحورية اليوم عند مستوى 96.40
· مستويات المقاومة الرئيسية هي 97.40 / 97.85 / 98.40 / 100.50
· مستويات الدعم الرئيسية هي 95.50 / 93.75 / 92.90 / 91.75
إذا كنت قد كوّنت فكرة رئيسية عزيزي القارئ عن حركة الأسعار لغاية هذه النقطة من المقال، أرجو أن تنتقل مباشرة إلى خانة التعليقات وتشاركنا رأيك.
إذا كنت ترغب في قراءة وجهة نظري الخاصة بالصفقات انتقل معي إلى فقرتي المفضلة
1- الأسواق لا تزال في حالة توتر وخوف وقلق، وهو ما يؤدي لتقلبات في الأسعار والاتجاه.
2- على الرغم من صعوبة الأيام الماضية في التداول إلا أنني قمت بالتحليل بشكل يومي ومستمر للأسعار، وكانت الصفقات موفقة للغاية بفضل من الله تعالى.
3- الالتزام بوقف الخسارة أمر هام جدا جدا، ولا يمكن الاستغناء عنه.
4- الأسواق شديدة الخطورة هذه الأيام، وتحتاج إدارة رأسمال صارمة جدا.
5- أسعار الذهب تبدو في مسار إيجابي منذ اختراق الأمس لمستويات 1897 والاستقرار أعلاها.
6- هي ليست دعوة للشراء المفتوح.
7- راجع رقمي 3 و 4
8- وقف خسارة الشراء عند مستوى 1897.
9- لاحقا إن ظهرت إشارات البيع سوف يتم تحديثها ومتابعتها عبر الحسابات الشخصية.
10- الفضة وقف الخسارة عند مستوى 24.00
11- النفط وقف الخسارة عند مستوى 95.50