رغم خطورة الإنترنت المظلم (dark web) واستعمالاته المختلفة لشراء الأغراض الممنوعة، فإن استخدامه يمكن أن يوفر أمانا أكثر عند تصفح الإنترنت، وتظهر هذه الأهمية في فترات الأزمات والحروب، أو في الدول التي تراقب الإنترنت.
وبسبب حرب أوكرانيا أتاحت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) موقعها الإخباري الدولي عبر شبكة "تور" (Tor) في محاولة لإحباط محاولات الرقابة من السلطات الروسية، حسب تقرير بي بي سي.
وتشكل مسألة الخصوصية مصدر قلق لكثير من المستخدمين، لكن يبدو أن متصفح "تور" هو الحل الفعّال؛ فهذا البرنامج الخفي يعمل على تشفير مختلف بياناتك ولا يترك أثرا لما تتصفحه.
ويعمل متصفح تور على حذف سجلات التصفح وتنظيف ملفات تعريف الارتباط بعد كل استخدام، كما أنه يستخدم حيلا ذكية أخرى للتصدي للمتطفلين.
فعلى سبيل المثال، إذا زار شخص ما موقعين مختلفين يستخدمان نظام التتبع ذاته، فستتم مراقبة المستخدم في كلا الموقعين، لكن باستخدام متصفح "تور" يمكن تحديد أنظمة المراقبة وفتحها عبر دائرة مختلفة، مما يوحي بأن الأنشطة على الإنترنت تعود لشخصين مختلفين، وهكذا لا يمكن لمواقع الويب تتبع المستخدم أو تحديد هويته عند زيارة الموقع.
ويمكن للمتصفح إخفاء من يستخدمه والبيانات التي يتم الوصول إليها، مما يساعد الناس على تجنب الرقابة الحكومية.
ويقول تقرير "بي بي سي" إن من بين أولئك الذين حاولوا منع الوصول إلى موقع أو برامج "بي بي سي نيوز" دول مثل الصين وإيران وفيتنام.
وعرض التقرير راوبط لموقع القناة على شبكة الإنترنت المظلم باللغتين الروسية والأوكرانية.
ولن يعمل النقر فوق عناوين الويب المنشورة في التقرير على متصفح الويب العادي.
كما ذكر التقرير أن نسخة الويب المظلمة لموقع "بي بي سي نيوز" هي النسخة الدولية، التي تُرى من خارج المملكة المتحدة.
وسيشمل ذلك خدمات اللغات الأجنبية مثل بي بي سي عربي (BBC Arabic) وبي بي سي الفارسي (BBC Persian) وبي بي سي الروسي (BBC Russian).
لكن المحتوى والخدمات الخاصة بالمملكة المتحدة فقط مثل "بي بي سي آي بلاير" (BBC iPlayer) لن تكون متاحة، بسبب حقوق البث.
ويعد برنامج "تور" الإصدار المعدل من متصفح "فايرفوكس" (Firefox)، وتنزيله أمر في غاية السهولة، إذ يمكن تنزيله على الحاسوب أو على نظام التشغيل أندرويد أو "آي أو إس".
ورغم أنه يمكن للبعض تحميل متصفح "تور" واستخدامه مثل أي متصفح آخر، فإن هناك بعض التعقيدات بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في بلدان يُحظر فيها استخدام هذا البرنامج.
لكن بمجرد تحميل المتصفح، يمكنك استخدامه تماما كأي متصفح آخر. وحذر أليك موفيت (مهندس أمن معلومات في منظمة "مجموعة الحقوق المفتوحة") المستخدمين من زيارة المواقع غير المشفرة، موضحا أن متصفح "تور" يملك ميزة تفرض على المواقع غير المشفرة تقديم نسخة آمنة في حال أمكن ذلك.
يعد استخدام متصفح "تور" سهل تماما مثل عملية تنزيله. وأوردت مديرة الاتصالات بمشروع "تور" ستيفاني وايتد أنه يمكن تصفح جميع المواقع على الإنترنت باستخدام متصفح "تور" رغم أنه أبطأ من المتصفحات العادية، علما بأن الشركة تعمل جاهدة على تطويره وتحسينه.
وتنصح وايتد باستخدام متصفح "تور" عوضا عن استخدام "وضع التصفح الخاص" أو "الوضع الخفي" ذلك أنه -على عكس ما يعتقده معظم الناس- لا يحمي هذان الوضعان خصوصيتك، كما أنهما لا يستطيعان منع مزود خدمة الإنترنت وشركات الإعلان والمتتبعين من مراقبة شبكتك مثلما يفعل متصفح "تور".
وحسب المديرة التنفيذية لجمعية أبحاث الخصوصية المفتوحة سارة جيمي لويس، فإنه حتى باستخدام متصفح "تور" لا يمكن إخفاء هويتك بشكل كامل على الإنترنت، مشيرة إلى أن العديد من المواقع على الإنترنت تنتهك الخصوصية ولا يوجد شيء مضمون.