أعربت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، عن قلقها بشأن استخدام العملات المشفرة للالتفاف على العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.

وقالت لاغارد: "إن أكثر ما يقلقني هو كمية الروبلات الكبيرة التي يتم تحويلها إلى أصول مشفرة منذ أن تعرضت روسيا لسلسلة عقوبات مالية عقب غزوها أوكرانيا الشهر الماضي".

وأضافت في منتدى مصرفي عبر الإنترنت أنّ الأصول المشفّرة تُستخدم "للالتفاف على العقوبات التي فرضتها العديد من دول العالم على روسيا وعدد محدّد من الأشخاص الفاعلين".

وتابعت: "في أوروبا قمنا باتخاذ خطوات للإشارة بشكل واضح إلى كلّ من يقوم بعمليات تصريف وتحويل وتقديم خدمات تتعلق بالأصول المشفرة".

إقرأ أيضاً: العملات الرقمية تقترب من تريليوني دولار.. وعملتان تخطفان الأضواء

من جانبه، حذر "فابيو بانيتا"، عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، من أن العملة المشفرة يمكن أن تمثل "فجوة كبيرة" في قلب النظام المالي.

وقال بانيتا: "يُعد خطر إساءة استخدام الأصول المشفرة للتحايل على العقوبات المفروضة على روسيا تذكيرًا مهمًا بأن هذه الأسواق يجب أن تلتزم بمعايير أعلى، بما في ذلك معرفة عميلك، ومكافحة غسل الأموال ومتطلبات الكشف".

وفرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة عقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، تشمل العديد من القطاعات بما في ذلك المالية والتجارة والإعلام والطاقة والنقل، وكذلك الرياضة.

وشدد منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية الدول الغربية عقوباتها الاقتصادية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأقاربه وضد الاقتصاد الروسي، من خلال فرض حظر طيران، وتجميد أصول أفراد أو شركات، وحظر عدد من الأعمال التجارية. والمعاملات المالية وفرض قيود على قطاع النفط والغاز الروسي.

ومنذ بداية الحرب، ركزت القوى الغربية عقوباتها ضد روسيا على القطاع المالي في المقام الأول في محاولة للحد من قدرات تمويل روسيا للحرب.

إقرأ أيضاً: خبر 1.3 تريليون دولار تحترق بسبب الحرب

واختارت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من بين دول أخرى، واستهداف البنك المركزي الروسي بشكل مباشر، وعرقلة جميع المعاملات مع المؤسسة المالية الروسية وشل حيازاتها من العملات، ما أدى ذلك إلى انهيار الروبل مقابل الدولار في وقت كانت فيه عمليات السحب النقدي تتزايد.

وفي ضربة أخرى فرضت دول كثيرة حظرا على التعاملات المالية مع البنوك الروسية باستخدام النظام المالي العالمي "سويفت" الذي يسمح بالتحويلات الدولية بين البنوك.

وذلك للحد من مخاطر التهرب من العقوبات، حيث تدرس دول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي أحكامًا محددة للعملات المشفرة التي لجأ إليها العديد من الروس على أمل العثور على ملاذ آمن.

إقرأ أيضاً:  تقرير تأثير الحرب الاوكرانية الروسية على الاقتصاد العالمي

من ناحية أخرى، توافد الروس على شراء العملات المشفرة مثل "بيتكوين" و"تاثر" التي يتم تداولها خارج النظام المصرفي الرسمي.

ودفع هذا الاتحاد الأوروبي إلى إصدار بيان في وقت سابق من هذا الشهر يؤكد أن الأصول المشفرة مدرجة أيضًا في العقوبات.

وذلك لمواجهة صعود العملات المشفرة والاستجابة للتحول المتزايد نحو المدفوعات غير النقدية، يفكر البنك المركزي الأوروبي في إنشاء "يورو رقمي".

حيث ستكون العملة الرقمية للبنك المركزي "CBDC" نسخة إلكترونية من الأوراق النقدية والعملات المعدنية باليورو.

إقرأ أيضاً:  تعطل خط أنابيب "قزوين" يتسبب بارتفاع أسعار النفط