logo

حرب الطاقة بين روسيا والغرب تستعر

03 سبتمبر 2022 ، آخر تحديث: 03 سبتمبر 2022
حرب الطاقة بين روسيا والغرب تستعر
حرب الطاقة بين روسيا والغرب تستعر

اتفقت الدول الغنية، الجمعة الثاني من سبتمبر (أيلول)، على محاولة الحد من السعر العالمي للنفط الروسي، في حين أرجأت روسيا معاودة فتح خط أنابيب الغاز الرئيس إلى ألمانيا، مع رفع الجانبين المخاطر في حرب طاقة بين موسكو والغرب بسبب أوكرانيا.

وأرجع عملاق الطاقة الروسي "غازبروم" الإغلاق إلى خطأ فني في خط أنابيب "نورد ستريم 1". لكن المناورات على أعلى المستويات في سياسات الطاقة أبرزت تأثير الصراع وكيف أنه يتجاوز كثيراً حدود أوكرانيا.

تبادل الاتهامات

وجاء الإعلان في الوقت الذي تبادلت فيه موسكو وكييف إلقاء المسؤولية عن أفعالهما في واحدة من أخطر الجبهات في الحرب، وهي محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها روسيا، حيث وصل مفتشو الأمم المتحدة، الخميس، في مهمة للمساعدة في تجنب وقوع كارثة.

وقالت "غازبروم"، إنها لم تعد قادرة على توفير إطار زمني لاستئناف عمليات التسليم عبر خط الأنابيب، وهو إعلان من شأنه أن يزيد الصعوبات التي تواجه أوروبا في تأمين الوقود لفصل الشتاء في وقت تواجه فيه زيادة في تكاليف المعيشة بسبب ارتفاع فواتير الطاقة.

وكان من المقرر أن يستأنف "نورد ستريم 1"، الذي يمر تحت بحر البلطيق لتزويد ألمانيا وغيرها بالغاز، العمل بعد توقف لمدة ثلاثة أيام للصيانة يوم السبت الساعة 01:00 بتوقيت غرينتش.

وألقت موسكو باللوم على العقوبات التي فرضها الغرب بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا في عرقلة العمليات الروتينية وصيانة "نورد ستريم 1". وتقول بروكسل، إن هذه ذريعة وإن روسيا تستخدم الغاز سلاحاً اقتصادياً للرد على مسألة تحديد سقف سعري لنفطها، وكذلك العقوبات التي يفرضها الغرب عليها.

وكان وزراء مالية مجموعة الديمقراطيات السبع الثرية- بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة- قالوا في وقت سابق الجمعة، إن تحديد سقف لأسعار النفط الروسي يهدف إلى "تقليل... قدرة روسيا على تمويل حربها العدوانية مع الحد من تأثير الحرب الروسية على أسعار الطاقة العالمية" التي ارتفعت بشدة.

وقال الكرملين الذي يصف الصراع بأنه "عملية عسكرية خاصة" إنه سيتوقف عن بيع النفط إلى أي دولة تطبق ذلك الحد الأقصى.

من جانبه، أشار البيت الأبيض إلى أن موسكو تستخدم الطاقة أداة للضغط على أوروبا.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي لـ"رويترز" في رسالة بالبريد الإلكتروني بشأن إغلاق خط الأنابيب الذي ينقل الغاز إلى أوروبا "للأسف ليس مستغرباً أن تستمر روسيا في استخدام الطاقة كسلاح ضد المستهلكين الأوروبيين".

مخاوف نووية

أدى الصراع المستمر في أوكرانيا منذ ستة أشهر إلى مقتل الآلاف وتحويل مدن إلى أنقاض. وتصاعدت في الأسابيع القليلة الماضية المخاوف بشأن كارثة محتملة في زابوريجيا، وهي أكبر محطة طاقة نووية في أوروبا.

وتحدى مفتشون من فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقيادة مديرها رافائيل غروسي قصفاً مكثفاً للوصول إلى الموقع، الخميس.

ولدى عودته إلى أراض تسيطر عليها أوكرانيا، الخميس، قال غروسي "من الواضح أن المحطة وسلامتها المادية قد تعرضت للخطر عدة مرات... وهذا أمر لا يمكن أن يستمر".

وذكر غروسي، الجمعة، أنه يعتزم إصدار تقرير، في مطلع الأسبوع المقبل، عن سلامة المحطة، مشيراً إلى أن خبيرين من الوكالة سيبقيان فيها على المدى الطويل.

وتقع المحطة على الضفة الجنوبية لخزان ضخم على نهر دنيبرو، على بعد 10 كيلومترات من المواقع الأوكرانية.

ويتهم كل جانب الآخر بقصف مناطق قرب المنشأة التي ما زال يديرها موظفون أوكرانيون، وكانت تزود أوكرانيا بأكثر من خُمس احتياجاتها من الكهرباء قبل الحرب. كما تتهم كييف روسيا باستخدامها لحماية أسلحتها، وهو ما تنفيه موسكو. وترفض روسيا حتى الآن الدعوات الدولية لسحب القوات من المحطة ونزع السلاح من المنطقة.

وعلى صعيد متصل، قالت شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية "إنرغواتوم" الجمعة، إن روسيا منعت فريق وكالة الطاقة الذرية من دخول مركز الأزمات بالمحطة، الذي تقول أوكرانيا إن روسيا تنشر قوات داخله، الأمر الذي سيجعل من الصعب عليها إصدار تقييم محايد.

وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعثة الوكالة على القيام بما هو أكثر من مجرد تقييم، على الرغم من الصعوبات التي واجهتها بسبب الوجود الروسي في الموقع.

كارثة نووية

وقال زيلينسكي في تسجيل مصور بُث إلى منتدى في إيطاليا "للأسف لم نسمع الشيء الرئيس من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو دعوة روسيا لنزع السلاح من المحطة".

وإلى ذلك، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن أوكرانيا تواصل استخدام أسلحة حصلت عليها من حلفائها الغربيين لقصف المحطة، مما يزيد من مخاطر وقوع كارثة نووية. ورفض تأكيدات كييف والغرب بأن روسيا نشرت أسلحة ثقيلة في المنشأة.

وقال ميكولا لوكاشوك رئيس مجلس منطقة زابوريجيا، إن عدة بلدات قريبة من المحطة النووية تعرضت لقصف روسي، الخميس. وقالت "إنرغواتوم"، إنه أعيد توصيل مفاعل في الموقع بالشبكة الأوكرانية الجمعة، بعد يوم واحد من إغلاقه بسبب قصف قرب الموقع.

أوكرانيا: الجيش قصف أهدافاً قرب زابوريجيا 

قال الجيش الأوكراني، إنه شن ضربات على مواقع روسية في المنطقة المحيطة ببلدة إنرهودار الجنوبية، الجمعة، بالقرب من محطة زابوريجيا، وهذا التصريح غير معتاد من هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة لأن الجيش نادراً ما يكشف عن تفاصيل بشأن أهداف محددة. 

وقالت هيئة الأركان العامة للجيش في منشور على "فيسبوك": "تأكد لنا أن ضربات دقيقة شنتها قواتنا المسلحة في المنطقة المحيطة ببلدتي خيرسون وإنرهودار، دمرت ثلاثة من أنظمة مدفعية العدو ومخزناً للذخيرة وسرية من الجنود".

ولم تقدم هيئة الأركان تفاصيل أخرى عن الضربات، وتقع خيرسون على بعد 300 كيلومتر جنوب غربي إنرهودار.

هجوم مضاد

وشنت كييف هجوماً في الأيام الماضية لاستعادة أراض في جنوب أوكرانيا، وخصوصاً عند مصب نهر دنيبرو في إقليم خيرسون المجاور.

وأعلن كل من الجانبين تحقيق نجاحات في ساحة المعركة وسط الضغط الأوكراني الجديد لاستعادة أراض في الجنوب، على الرغم من ندرة التفاصيل حتى الآن، ولم ينشر المسؤولون الأوكرانيون معلومات تذكر حول تقدمهم.

وقالت المتحدثة باسم القيادة الجنوبية الأوكرانية ناتاليا هومينيوك، الجمعة، إن القوات الأوكرانية دمرت مستودعات ذخيرة وجسوراً عائمة لعرقلة حركة قوات الاحتياط الروسية.

وأضافت، "نجاحاتنا مقنعة، وسنتمكن قريباً من الكشف عن مزيد من المعلومات". ونفت موسكو تقارير عن تقدم أوكرانيا، وقالت إن قواتها دحرت القوات الأوكرانية.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، الجمعة، إن القوات الروسية قصفت عشرات البلدات، بما في ذلك خاركيف في الشمال ودونيتسك في الشرق.

موسكو قلقة

وسط هذه الأجواء، عبرت روسيا عن قلقها لعدم منح أي تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة حتى الآن تمكن وفدها من حضور اجتماعات الجمعية العامة للمنظمة الدولية في سبتمبر (أيلول) الجاري، كما ورد في رسالة وجهتها موسكو إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في الرسالة الموجهة إلى غوتيريش "حتى الأول من سبتمبر لم يتلق أي من الممثلين الروس البالغ عددهم 56 تأشيرة دخول للولايات المتحدة" قبل أسبوع من أعمال الجمعية العامة على مستوى عال من 20 إلى 26 سبتمبر في نيويورك، وأضاف أن "الأمر نفسه ينطبق على الصحافيين وأفراد طاقم رحلة وزيرنا"، وتابع نيبينزيا، أن "الأمر المقلق هو أن السلطات الأميركية رفضت مرات عدة في الأشهر الأخيرة منح تأشيرات لعدد من المندوبين الروس لحضور مناسبات رسمية للأمم المتحدة"، داعياً الولايات المتحدة إلى احترام "التزاماتها القانونية" و"منح" التأشيرات المطلوبة بسرعة.

سرية

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن "الولايات المتحدة تنظر إلى التزاماتها بجدية كدولة مضيفة للأمم المتحدة"، مشيراً إلى أن عملية منح التأشيرات سرية ولا يمكن التعليق على حالات فردية، وأضاف أنه نظراً للعدد الكبير من الطلبات التي يتعين معالجتها كل عام "لضمان سير الإجراءات في الوقت المناسب، نذكر باستمرار البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة والبعثات الأخرى بأن الولايات المتحدة يجب أن تتلقى الطلبات في أبكر وقت ممكن"، وشدد على أن "هذا الأمر مهم خصوصاً بسبب الإجراءات الروسية غير المبررة ضد سفارتنا في روسيا" التي يعمل فيها عدد محدود من الموظفين، وبسبب "قدراتنا على معالجة طلبات التأشيرة".

وصرحت متحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بأن غوتيريش "على اتصال وقائي مع البعثة الأميركية بخصوص تأشيرات الوفود القادمة لحضور اجتماعات في مقر الأمم المتحدة" و"يعمل مع البعثة في حالات محددة تعرض علينا"، وتابعت "هذا ما نفعله في هذه الحالة".

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024