أكدت العديد من الدراسات أن تعدد المهام الحقيقي هو خرافة، فالأشخاص الذين يعتقدون أن بإمكانهم تقسيم انتباههم بين مهام متعددة في وقت واحد لا ينجزون المزيد في الواقع، بل أقل ويزداد شعورهم بالإجهاد ويصبح أداؤهم أسوأ من أولئك الذين يقومون بمهمة واحدة.
ونشر موقع "ستارت آب توكي" (startuptalky) مقالًا ذكر فيه مفهوم تعدد المهام وإيجابيات وسلبيات هذا التعدد.
وأوضح الموقع أنه عندما يقوم شخص ما بأداء أكثر من مهمة واحدة في نفس الوقت، أو التبديل بين مهمة إلى أخرى، يُعرف ذلك بتعدد المهام، حيث يمكن أن يكون ذلك نعمة أو نقمة اعتمادًا على عوامل مختلفة، فالتفكير في تعدد المهام على أنه مجرد القيام بأمرين عسيرين في وقت واحد لا يروي القصة كاملة، فهناك 3 أشكال من تعدد المهام يجب أن تكون على دراية بها:
1. تعدد المهام أي محاولة القيام بمهمتين أو أكثر في وقت واحد.
2. تبديل السياق أي التبديل بين المهام.
3. أداء عدد من المهام في تتابع سريع.
وكما أن لكل شيء إيجابيات وسلبيات فلتعدد المهام كذلك، ويورد الموقع أدناه بعضًا منها:
يساعدك تعدد المهام على تحقيق أهدافك في فترة زمنية أقصر، فهناك العديد من المهام التي يتعين على كل واحد منا القيام بها على أساس منتظم، كما أن تخصيص ساعة منفصلة للأعمال اليومية ليس طريقة ناجحة. لذلك، تحتاج هذه الأنواع من المهام إلى تعدد المهام.
لا تولد كل مهمة يقوم بها الشخص الناجح قيمة أو مالًا، فالعديد من المهام تيسيرية أو مجرد أشياء يتعين على المرء القيام بها.
يؤدي تعدد المهام إلى زيادة الإنتاجية عندما يمكن قضاء الوقت نفسه في عمل يحقق المزيد من الإيرادات أو يكون له تأثير ملموس على ثروات الشركة أو الأفراد.
نظرًا لوجود طلب كبير على تعدد المهام، يجب أن يركز الشخص بوضوح على كل مهمة في متناول اليد لإنجازها وليس فقط القيام بها ولكن القيام بها بشكل صحيح، وهذا يخلق تركيزًا ذهنيًّا على المهام وبالتالي فهو يساعد في تقوية العقل، حيث يتم تدريب المرء على التبديل من مهمة إلى أخرى، مما يتيح المرونة في التركيز.
عندما يكون هناك موعد نهائي محدد يجب الوفاء به لمشاريع متعددة، يمكن أن يساعد تعدد المهام في إنهاء المهام في الوقت المحدد.
هناك العديد من مصادر المعلومات التي تصل إلى الناس كل يوم بطرق متنوعة، فلم يعد الاجتماع الصباحي اليومي هو المكان الوحيد للحصول على المهام التي يجب إكمالها. وتتيح الرسائل الفورية ورسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية وأشكال الاتصال الأخرى لأي شخص الاتصال بشخص ما في أي مكان في العالم تقريبًا، مما يشتت الانتباه، ولهذا فمن خلال تعدد المهام، يصبح من الممكن إنشاء هيكل سليم في عالم معلومات فوضوي حقا.
يتطلب تعدد المهام السرعة، لذلك من الواضح أن كفاءة العمل تنخفض بشكل طبيعي، وزيادة الإنتاج مقارنة بما هو مطلوب عادة لكن يمكن أن يؤدي هذا إلى مشاكل في الجودة.
تعدد المهام يصرف الانتباه، لأنه عندما يحاول شخص ما التركيز على أكثر مهمة واحدة يتشتت انتباهه. ويمكن أن يصبح هذا النوع من الإلهاء مزمنًا ويمكن أن يؤثر على الصحة العقلية أيضًا. وقد لا تجذب المهام البسيطة أو الفردية تركيزًا كافيًا، وقد ينجذب المرء إلى المهام الثانوية المتكررة وما يمكن إنهاؤه والقيام به بسرعة دون بذل الكثير من الجهد العقلي.
تعدد المهام لا يفصل بين المهام بشكل طبيعي، وبالتالي فإن الأولوية أو العمل المهم يحصل على اهتمام أقل، إذ إنه يتيح فكرة خاطئة مفادها أن الشخص يمكنه إنجاز المهمة في أي وقت وعلى أي حال، وهذا يسبب التسويف.
يؤدي التبديل من مهمة إلى أخرى إلى خلق فجوة زمنية، فمتوسط الوقت الذي يستغرقه شخص ما لتبديل المهام هو 15 دقيقة وتعمل أدمغتنا كثيرًا مثل أجهزة الحاسوب، ويجب عليك إغلاق أحد التطبيقات لفتح تطبيق آخر أو التبديل بينهما إذا كان كلاهما مفتوحًا، وليست هناك إمكانية للتغلب على هذه الحقيقة.
أصبح تعدد المهام من خلال التكنولوجيا الحديثة سائدًا جدًا بالنسبة للبعض لدرجة أنهم فقدوا مهاراتهم في التعامل مع الآخرين، فتعدد المهام يجعل الشخص منعزلا، حتى لو كان محاطًا بالآخرين. والناس لديهم احتياجات اجتماعية لا تستطيع التكنولوجيا استبدالها، ففي بعض الأحيان، يتعين عليك التحدث مع شخص ما من أجل إنجاز شيء ما بالطريقة الصحيحة، ولا تعد رسائل البريد الإلكتروني بديلاً عن مكالمة هاتفية فعلية.
من هذا المنطلق، يمكن للمرء أن يقول إنه عندما يساعدك تعدد المهام في إنجاز عمل ما، فإنه في الوقت نفسه يمكن أن يضعف المهارات الشخصية والكفاءة، حيث إن العصر الحديث لا يتطلب القيام بالعمل فقط لإنجازه بل يتطلب مدى كفاءة القيام به، لذا تعلم أن تفعل الأشياء بكفاءة ولا تساوم أبدًا على جودة عملك.