تزداد المخاوف تدريجياً في أوساط الموظفين والعمال في مختلف أنحاء العالم، من أن يأتي يوم ويتم الاستغناء عنهم بشكل نهائي، وتنتهي الحاجة لهم بعد أن تحل الآلات مكانهم، بما في ذلك "الإنسان الآلي" والتقنيات الذكية التي يمكن أن تقوم بأعمال بعض البشر بكفاءة عالية ودون الكثير من التكلفة.
إلا أنَّ الجدل الذي يشغل سوق العمل في كل أنحاء العالم منذ سنوات، يتمحور حول الأعمال التي يمكن أن نرى "الروبوت" يوماً ما يقوم بها بمفرده، ويمكن أن نستغني عن البشر نهائياً من أجل القيام بها، أي ما هي الوظائف التي يُمكن أن يغزوها الإنسان الآلي الذكي ويجد العاملون بها أنفسهم مهددين بفقدان وظائفهم.
حاولت مجلة "فوربس" الأميركية الإجابة عن هذا السؤال الجدلي الكبير في تقرير مطول اطلعت عليه "العربية نت"، وخلصت إلى أن ثمة خمس وظائف في العالم سيداهمها "الذكاء الصناعي" خلال السنوات العشر المقبلة، وقد يجد العاملون بها أنفسهم بلا وظائف ويتحولون إلى صفوف العاطلين عن العمل قريباً.
قال التقرير إن "الذكاء الاصطناعي حقق نجاحاً كبيراً في العديد من المجالات، حيث تروّج الشركات الناشئة للقدرة على توظيفه في كل صناعة يمكن تخيلها تقريباً، كما أن الذكاء الاصطناعي أصبح موجوداً في كل مكان الآن تقريباً، بعد أن كانت شعبيته وأهميته تتزايد ببطء في السابق، لكنه بدأ يشهد انتشاراً واسعاً في الآونة الأخيرة وفي مختلف المجالات".
بحسب المجلة فإن "استخدام الذكاء الاصطناعي ينمو طوال الوقت عبر جميع قطاعات الاقتصاد المختلفة، ومن المحتمل أن ينتهي هذا باختفاء العديد من الوظائف".
واستعرضت "فوربس" الوظائف الخمس التي يمكن أن تختفي خلال السنوات العشر القادمة، ويحل بدلاً منها الذكاء الاصطناعي والآلات، وفي مقدمتها "عامل المصنع"، حيث حدث هذا بالفعل منذ بعض الوقت، إذ إن استخدام الروبوتات في قطاع التصنيع له تاريخ أطول بكثير مما قد تتخيله، ويسود الاعتقاد بأن شركة "جنرال موتورز" هي أول شركة مصنعة كبرى تدخل الروبوتات في خط التجميع الخاص بها، حيث قامت بتثبيت آلة (UNIMATE) في مصنع نيوجيرسي في العام 1962.
ومن الواضح أن الأمور قد تقدمت منذ ذلك الحين، حيث يوجد حالياً العديد من الشركات المصنعة التي تضم مصانعها مئات الروبوتات، بعضها مؤتمت بالكامل.
أما الوظيفة الثانية التي يُمكن أن تختفي فهي "السُعاة"، حيث كانت شركة "أمازون" العملاقة حريصة على دفع عمليات التغليف والنقل الداخلي نحو الأتمتة، واستخدمت الروبوتات والذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. ويعتبر تسليم الطرود أحد قطاعات الاقتصاد التي ازدهرت تماشياً مع الزيادة المستمرة في البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، إلا أنها تتجه حالياً نحو الأتمتة.
والوظيفة الثالثة المهددة بالتبخر بحسب "فوربس"، هي "محلل استثمار"، حيث يتم استخدام قدر هائل من القوة العاملة في الصناعة المالية لجمع البيانات وتصنيفها وتحليلها، وهذا ليس فقط مملاً ويستغرق وقتاً طويلاً، ولكن هناك حدود لمقدار المعلومات التي يمكن للإنسان معالجتها ودائماً هناك احتمال لحدوث أخطاء، ولهذا السبب فإن العالم يتجه لاستبدال هذا النوع من الوظائف بالتطبيقات المحوسبة التي تعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
أما الوظيفة الرابعة في هذا المجال فهي "خدمة الزبائن"، حتى الآن يتم استخدام روبوتات المحادثة على نطاق واسع في مجال خدمة الزبائن، حيث تقدم معظم مواقع الإنترنت نافذة منبثقة ودية في الزاوية اليمنى السفلية تسأل عما إذا كنا بحاجة إلى بعض المساعدة، وفي كثير من الحالات تعمل بشكل جيد للغاية.
تقول "فوربس" إنه بالنسبة للطلبات البسيطة أثبتت هذه الروبوتات بالفعل أنها ناجحة جداً في حل مشكلات العملاء بسرعة، وستظل الاستعلامات الأكثر تعقيداً تنتهي حتماً بإعادة التوجيه إلى شخص حقيقي.
أما الوظيفة الخامسة والأخيرة المهددة بالاختفاء خلال السنوات العشر المقبلة، فهي "حراس الأمن"، حيث سيظل الأمن دائماً مهماً، وستستمر العديد من المنازل والشركات في الرغبة بالحماية لضمان سلامتها، إلا أنه مع ذلك من المحتمل أن نرى استبدال المزيد من أدوار أفراد الأمن التقليديين بالذكاء الاصطناعي.
وتسمح التكنولوجيا مثل التعرف على الوجه والتعرف على الأنماط البشرية للذكاء الاصطناعي بتتبع التهديدات المحتملة وحتى التنبؤ بحركتها. ويمكن بعد ذلك استخدام هذه المعلومات لتشغيل أجهزة الحماية الآلية وتنبيه الحراس البشريين أو الشرطة.