تسيطر حالة من الضبابية على مستقبل الاقتصاد العالمي بسبب الخوف من ارتفاع التضخم الذي بلغ مستويات بالغة الخطورة، وأدى لموجة من الارتفاعات بأسعار السلع والخدمات والطاقة وعناصر الإنتاج كافة، وكذلك الخوف من الركود الذي يزحف بعنف نحو مستويات قياسية وتاريخية.
وفي ذات الوقت تدخلت البنوك المركزية على مستوى العالم، وأعلنت رفع نسب الفائدة، مثلما فعل البنك المركزي الأميركي الذي أعلن عن حذف كلمة "مؤقت" عند الحديث عن التضخم، وأكد أنه سيرفع أسعار الفائدة 3 مرات خلال العام الحالي.
كل هذه التداعيات كان لها تأثير مباشر على قرارات المستثمرين الذين تكبدوا خسائر حادة وعنيفة، مع تراجع المؤشرات والبيانات الخاصة بمختلف القطاعات الاستثمارية على مدار العامين الماضيين.
وفي تقرير للكاتب لويس موسكا بموقع "فوربس" (Forbes) الاقتصادي، ذكر الكاتب أنهم في "أميركان مانجشمنت سيرفيزيس" (شركة استشارات مالية) يتشاورون مع أصحاب الأعمال بشأن كيفية تخصيص خطة لحماية أعمالهم خلال أي أزمة مالية.
وقال الكاتب إنهم عملوا مع أصحاب الأعمال لتوجيههم خلال كل انكماش اقتصادي وانحدار وكساد لما يقرب من 40 عاما، وتعتمد خطة البقاء هذه على خبرات تراكمت سنوات طويلة.
يستعرض الكاتب 3 مجالات رئيسية أساسية لنشاطك التجاري، ويقدم لك أيضا إستراتيجيات يمكنك تنفيذها فورا.
في البداية، تحتاج إلى التركيز على حماية:
ويجب العمل على هذه المجالات الثلاثة معا، وكل منها يعتمد على نجاح المجالات الأخرى، وتعرف بالحلقة المغلقة.
كن واقعيا مع وضعك الحالي، ثم صمم خططا عملية وقابلة للتحقيق وقم بتطويرها وتنفيذها للتغلب على التحديات التي تواجهك. ويجب أن تكون قائدا وظيفيا ومتسقا من خلال الممارسة، وليس فقط على الورق.
قم بتطوير خطط مستقبلية للقوى العاملة للتأكد من أن لديك المقدار المناسب من العمالة المتاحة للعمل بكفاءة.
مع هبوب رياح التضخم، فإن مصيبة شركة ما تكون فرصة لشركة أخرى، وقد تكون لديك فرصة ذهبية للعثور على المواهب الجديدة وتوظيفها.
لديك أيضا فرصة غير عادية لتدريب وتطوير موظفين جدد وحاليين لملء الأدوار والمناصب داخل مؤسستك، ونحثك على الاستفادة من مثل هذه الفرص.
اجعل التدريب في روتينك اليومي، وكذلك تطوير نظام التعويض القائم على الحوافز. ويجب أن تؤمن بالدفع مقابل الأداء، حتى في أفضل الأوقات، وهذا عنصر مثالي في البيئة الاقتصادية الحالية.
وتعد الإنتاجية أمرا حيويا لبقاء شركتك، لذلك ضع خطة تعويض قائمة على الحوافز لضمان أقصى إنتاجية، وهذا سيجعل موظفيك متحمسين للغاية لتحقيق النتائج، بغض النظر عن مدى تأثر الإيرادات.
في تقرير آخر كتبه براين باكر الكاتب الاقتصادي الأميركي ونشره بموقع "بنك رات" (bankrate) ذكر فيه نصائح هامة من المستثمر العالمي "وارن بافت" لكيفية التداول الآمن والنجاة بمحفظتك المالية أثناء التضخم، وكان من أهمها:
من السمات المميزة للتضخم عدم القدرة على التنبؤ. وغالبًا ما يتم تحديد الأصول ذات الأداء الجيد استنادًا إلى الأسباب التي أدت إلى التضخم، وهذه ليست قائمة ثابتة.
مع ذلك، يمكن للمستثمرين النظر إلى فترات التضخم السابقة للحصول على بعض التوجيهات.
تتطلب منك إستراتيجية التداول على التضخم التحلي ببعض المرونة تجاه محفظتك. وقد يعني هذا تحويل الأموال بعيدًا عن أصول معينة تجاه أصول أخرى، أو إدخال أصول جديدة تمامًا إلى محفظتك.
ومع ذلك، فإن هذا لا يعني وضع كل أموالك في النفط أو العقارات على سبيل المثال. بل ضع أهدافك طويلة الأجل في الاعتبار عند إجراء صفقة تضخم، وتجنب الإفراط في توسيع توزيعاتك.
تتضمن بعض الأصول التي تتمتع بأداء جيد خلال ارتفاع التضخم ما يلي:
تشمل الأصول التي تميل إلى الأداء الضعيف أثناء ارتفاع التضخم ما يلي:
من بين المخاطر الرئيسية الناجمة عن التضخم أنه سيؤدي إلى ركود اقتصادي على نطاق أوسع. وأحد الأسباب الرئيسية لذلك هو الزيادة بمعدلات الاقتراض التي تقترن بالتضخم، مما يزيد من صعوبة تأمين الدين وخدمة التزامات الديون القائمة.
وقد يؤدي ذلك إلى عرقلة النمو الاقتصادي والفرص الاقتصادية بشكل سريع، إلى الحد الذي يبدأ فيه الاقتصاد الأوسع في الانكماش.
عادًة ما يكون من الأفضل تجنب أصول المضاربة أو الأصول الدورية خلال فترة الركود. حيث تستمد نموها من معنويات السوق الإيجابية، والتي من المرجح للغاية أن يُفتقر إليها أثناء الركود.
ومن ناحية أخرى، فإن الاستثمار في الشركات ذات المستويات المرتفعة من الديون يمثل أيضاً فكرة سيئة، وذلك لأنها تميل بشكل أكبر إلى التخلف عن سداد ديونها أو الإفلاس أثناء الركود.
ابحث عن أسهم الشركات ذات الميزانيات العمومية القوية التي تعمل في الصناعات الأكثر مقاومًة للركود، مثل المرافق أو المواد الاستهلاكية الأساسية أو مصادر الطاقة.
علاوة على ذلك، تذكر أن تبقى متواكبًا مع العصر. وتابع السوق لمعرفة الأخبار الاقتصادية والأصول التي تتأثر نتيجة الأحداث الخارجية غير المسبوقة. يمكن أن تساعدك هذه المعلومات خلال فترات التضخم أو الركود في اتخاذ الخيارات الصحيحة.